إزالة الغابات تهدّد حيوانات نادرة في بابوا غينيا الجديدة

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-22

طائر جنة بيد أحد سكان غولغوبيب في بابوا غينيا الجديدة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 (ا ف ب)غولغوبيب ( بابوا غينيا الجديدة) - في جبال ستار النائية في بابوا غينيا الجديدة، يبدي السكان الأصليون تقديراً كبيراً للكنغر الشجري وطيور الجنة، لكن هذه الحيوانات النادرة تواجه خطر الانقراض بسبب إقبال الصيادين التقليديين عليها.
وقد تصبح الغابات التي تعيش فيها، وهي واحدة من آخر المناطق البرية الكبيرة على الأرض، ضحية الفأس والجرافة.

يقول الشاب لويد ليو من غولغوبيب، وهو مجتمع جبلي يعيش سكّانه أساساً على زراعة الكفاف، وكان أسلافهم يعتمدون قبل بضعة عقود فقط أسلوب حياة مشابهاً لما كان سائداً في العصر الحجري الحديث "يشير كبار السّن إلى أنّ الكنغر الشجري هو الملك".

ويوضح أنّ هذا الكنغر "يعيش في أعلى الغابة، ولا يأكل إلّا بعض الفاكهة، ولا يقطف إلّا الطازجة منها".

وكان الحيوان الشقباني الذي يمزج بشكله بين الكنغر والليمور، شكلاً من أشكال العملة يُستخدم لدفع مهر العرائس. وهذا المخلوق الذي لا يزال يُلبَس ذيله كشعار، معرّض لخطر شديد، وهو من بين أكثر الأنواع المهددة بالانقراض على الأرض، ومدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

إلى ذلك، يعيش في المنطقة نوعان من طيور الجنة، يُطلق على إحداهما اسم "كاروم" باللغة المحلية، وتُعتبر محلياً ملكة الطيور.

ويصطاد الناس هذه الطيور رغم أنّ ذلك غير قانوني. وتُحفَظ الريش والطيور المحنطة التي تُعتبر ثمينة في المنازل ويتم إحضارها خلال الحفلات.

وتتمتّع الأشجار الموجودة حول غولغوبيب بقيمة كذلك، مثل الأشجار الأخرى المماثلة في بابوا غينيا الجديدة، ويمكن أن يؤدي التهديد المزدوج المتمثل في إزالة الغابات والصيد إلى تقويض مصير هذه الأنواع الفريدة في البلاد.

- يأس -
ويقول عالم الأحياء في مركز بيناتانغ للأبحاث في غينيا الجديدة فويتيك نوفوتني "إنّ التنمية الاقتصادية في القرى متوقّعة، لكنّها لا تحصل بشكل عام".

وتضاعف عدد سكان البلاد البالغ 9 ملايين نسمة، ثلاث مرات تقريباً منذ الاستقلال عام 1975.

ويوضح نوفوتني الذي يعمل في البلاد منذ 25 عاماً أنّ بعض شركات استثمار الغابات تتّجه حالياً إلى بابوا غينيا الجديدة، وذلك مع وجود عدد قليل من الغابات في جنوب شرق آسيا وتحويل جزء كبير من الأراضي إلى مزارع زيت النخيل.

وسمحت السلطات في الماضي بقطع "انتقائي" للأشجار والذي يسمح للغابات بالتعافي سريعاً. ووفق نوفوتي، هذا الأمر يمكن أن يتغيّر.

ويشرح قائلاً "هناك حالياً ضغوط لتنفيذ مشاريع زراعية كبيرة. أما المشكلة الكبيرة هنا فتتمثّل بزيت النخيل. وبمجرد قطع شجرة واحدة ستعودون لقطع ثانية وثالثة. وبهذه الطريقة تدمّرون بسرعة فائقة هيكل الغابة، وهذا ما حدث في بورنيو".

ويشير موقع "غلوبل فورست ووتش" الالكتروني إلى أنّ غابات بابوا غينيا الجديدة كانت تغطّي 93 في المئة من الأراضي في العام 2010. وبين عامي 2001 و2020، تقدّر المنظمة أن البلاد فقدت 3,7 في المئة من غاباتها.

وتعهّدت بابوا غينيا الجديدة إلى جانب مئة دولة أخرى في مؤتمر المناخ (كوب26) أوائل تشرين الثاني/نوفمبر بإنهاء عمليات إزالة الغابات بحلول العام 2030. لكنّ قطع الأشجار غير القانوني زاد لدرجة أنّ المنظمات غير الحكومية وبعض الجهات السياسية المحلية الفاعلة تدعو السلطات إلى اتخاذ تدابير عاجلة.

ويظهر طائر الجنة من نوع راجيانا على علم الدولة، رغم أنّ نوعاً واحداً فقط من هذه الطيور مرتبط بها وهو طائر الجنة الأزرق المُدرج ضمن قائمة الأنواع المعرّضة للانقراض، في حين يشير علماء الأحياء إلى أنّ أحداً لا يعرف ما هو وضعها تحديداً.

ويثير ببغاء النسر الذي يُلبَس ريشه الأحمر والأسود خلال الاحتفالات المحلية القلق كذلك.

ويقول المسؤول عن منتزه بورت مورسبي الطبيعي بريت سميث إنّ "ريش الببغاء الحمراء اللامعة يحظى بشعبية كبيرة في صناعة أغطية الرأس"، معرباً عن قلقه من وجود الريش على الملابس التقليدية أكثر من وجودها على الببغاء الحيّة.

ويؤكّد علماء الأحياء أنّهم يريدون إشراك السكان أكثر في عملية الحفاظ على البيئة، لكنّ الفقر ونقص التعليم وقلّة الوعي حول تأثير الأنشطة البشرية على البيئة أمور تعقّد المهمة.

وتقول مديرة شبكة التنوع البيولوجي في بيكو يولارني أميبو "رغم ذلك نجحنا في بعض الأحيان".

ومن خلال إشراك الأطفال في عملية الحفاظ على الأنواع الرئيسية، يساهم جيل جديد أصبح بالغًا حالياً، في بقاء السلاحف ذات أنوف الخنازير في منطقة كانت فيها هذه الأنواع النادرة جزءاً من النظام الغذائي.

وتقول أميبو "إنّ بيئتهم هي ما يعتمدون عليه كل يوم. وإذا أردنا إنقاذ السلحفاة فعلينا مساعدة الناس".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي