من هو إدوارد أوسبورن ويلسون

2021-12-28

   إدوارد أوسبورن ويلسون في المهرجان العالمي للعلوم في 1 حزيران/يونيو 2012(ا ف ب)

إدوارد أوسبورن ويلسون (بالإنجليزية: Edward Osborne Wilson)‏ عالم أحياء أمريكي ولد في برمنغهام، ألاباما، الولايات المتحدة في 10 يونيو 1929. اشتهر ويلسون بعمله في مجالات التطور وعلم الحشرات وعلم الاجتماع الحيوي. ويعد من أبرز المتخصصين في حياة النمل واستخدامه للفيرومونات كنوع من وسائل الاتصال 

ويعد ويلسون واحدا من العلماء الأكثر شهرة على الصعيدين الوطني والدولي. وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم ودرجة الماجستير في علم الأحياء في جامعة ألاباما (توسكالوسا)، حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد. ويعمل ويلسون حاليا كأستاذا فخريا وأمينا عاما لمتحف علم الحيوان المقارن في جامعة هارفارد.

ويلسون هو ابن إدوارد أوسبورن ويلسون وإنيس فريمان ويلسون. وهو زوج رينيه التي أنجب منها ابنته كاترين. وويلسون هو واحد من اثنين فقط حصلوا على الجوائز في مجالات العلوم في الولايات المتحدة، حيث حصل على الميدالية القومية للعلوم، وجائزة بوليتزر في الأدب 1979، والتي حصل عليها مرتين. وقد كرمته الأكاديمية الملكية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل، بجائزة كرافورد، امتيازا له على تغطيته للمجالات الأحياء وعلم المحيطات، والرياضيات، وعلم الفلك.

حياته المُبكِّرة

ولد إدوارد ويلسون في برمنغهام – ألاباما وقضى معظم طفولته في ريف ألاباما، انفصل والداه إدوارد وإنيز عندما كان في عمر السابعة ولذلك عاش فترةً طويلة يتجوَّل مع والده وزوجة والده الجديدة في عددٍ كبير من المدن والبلدات الأمريكيَّة، وأبدى اهتماماً كبيراً بالتاريخ الطبيعي في سنٍ مبكرة.

في نفس العام الذي انفصل فيه والداه، أصيب ويلسون بالعمى في إحدى عينيه نتيجة حادث وقع أثناء رحلة صيد، والغريب أنَّه أكمل الصيد رغم إصابته ، لم يطلب ويلسون العلاج الطبي وأهمل الإصابة ممَّا أدى في النهاية لإصابته بالعمى التام في عينه اليمنى، وخضع لعمل جراحي في مستشفى بينساكولا لاستئصال العدسة المصابة، ووصف ويلسون ذلك لاحقاً في سيرته الذاتية قائلاً: إنَّ الجراحة كانت محنة مرعبة في القرن التاسع عشر ، وهكذا كان ويلسون يبصر بعينه اليسرى فقط وهو الأمر الذي دفعه إلى التركيز على الأشياء الصغيرة، وقال: "لقد أصبحت أركِّز على الفراشات والنمل أكثر ممَّا فعله الأطفال الآخرون، ممَّا دفعني للاهتمام بهذه الحشرات بصورة تلقائيَّة" ، وربَّما يكون ضعف بصره ونقص قدرته على مراقبة الطيور والثدييات هو الذي دفعه للتركيز على الحشرات الصغيرة.

في عمر التاسعة فقط قام ويلسون بأولى رحلاته إلى حديقة الروك بارك في العاصمة واشنطن حيث قام بجمع الحشرات وأبدى اهتماماً خاصَّاً بالفراشات، وكان يصطاد الحشرات باستخدام شبكات بدائيَّة صنعها بنفسه من المكانس وأكياس القماش ، وفي رحلةٍ أخرى افتتن بالنمل، ويصف في سيرته الذاتية كيف قام في إحدى المرَّات بسحب لحاء شجرة متعفَّنة فوجد مستعمرة من نمل السترونيلا تحتها، وقد تركت هذه الحادثة انطباعاً حيَّاً ومستمراً في نفسه ، برز تفوق ويلسون العلمي في شبابه فحصل على جائزة مهمة في العلوم الطبيعية وشغل نصب مدير علمي في معسكره الشبابي الصيفي وهو بعمر الثامنة عشرة.

مدفوعاً برغبته بأن يصبح عالم حشرات بدأ ويلسون بجمع الذباب والحشرات، ولكنَّ نقص الدبابيس اللازمة لتثبيت الحشرات الذي تسبَّبت بها الحرب العالمية الثانية جعله يتحوَّل إلى جمع النمل الذي يمكن تخزينه في قوارير، بتشجيع من عالم الأحياء من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن ماريون سميث بدأ ويلسون بدراسة استقصائية لجميع أنواع النمل في ولاية ألاباما، وقادته هذه الدراسة إلى الإبلاغ عن أول مستعمرة لنمل النار في الولايات المتحدة الأمريكيَّة.

التعليم

قلق ويلسون من احتمال عدم قدرته على الالتحاق بالتعليم الجامعي بسبب الأعباء الماديَّة، ولذلك حاول الانضمام لجيش الولايات المتحدة الأمريكيَّة طمعاً في الحصول على منحة لتغطية تكاليف تعليمه ولكنَّه فشل في الفحص الطبي للجيش بسبب ضعف بصره، ومع ذلك فقد كان ويلسون قادراً على تحمُّل تكاليف الالتحاق بجامعة ألاباما لاحقاً وحصل على بكالوريوس في العلوم وماجستير في علم الأحياء عام 1950، وانتقل إلى جامعة هارفارد عام 1952، وهناك تمَّ تعيينه كزميل للجامعة وهو الأمر الذي مكَّنه من القيام برحلات خارجيَّة لدارسة النمل وجمعه في كوبا والمكسيك وأستراليا وغينيا الجديدة وفيجي وسريلانكا، وفي عام 1955 حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد وتزوَّج من إيرين كيلي في نفس العام.

المهنة

خلال الفترة الممتدة بين أعوام 1956 - 1996 عمل ويلسون في جامعة هارفارد، حيث بدأ عمله كقائد لفريق تصنيف النمل وعمل على فهم تطور هذه الحشرات وكيف تطوَّرت أنواع جديدة منها من خلال الهروب من الضغوط البيئية والانتقال إلى ظروف جديدة، وطوَّر خلال هذه الفترة نظرية "دورة الأنواع"، بعد حصوله على الدكتوراه مباشرةً في عام 1955 بدأ ويلسون في الإشراف على ستيوارت ألتمان في بحثه حول السلوك الاجتماعي لقرود المكاك، وهو الأمر الذي لفت نظر ويلسون لتصوُّر البيولوجيا الاجتماعية كنظرية عالميَّة متكاملة للسلوك الاجتماعي للحيوانات.

اشترك ويلسون مع عالم الرياضيات ويليام بوزرت في بحث كانت نتيجته اكتشاف الطبيعة الكيميائيَّة للتواصل بين النمل عبر الفيرومونات، وفي الستينيات تعاون مع عالم الرياضيات والبيئة روبرت ماك آرثر لاختبار نظرية توازن الأنواع في جزيرة صغيرة في فلوريدا حيث قام باستئصال جميع أنواع الحشرات منها ولاحظ إعادة استيطان الأنواع الجديدة، وأصبح كتاب نظرية جزيرة الجغرافيا الحيوية الذي يشرح هذه التجربة مرجعاً بيئيَّاً.

في عام 1971 نشر ويلسون كتاب "مجتمعات الحشرات" حول بيولوجيا الحشرات الاجتماعية مثل النمل والنحل والدبابير والنمل الأبيض، وفي عام 1973 تمَّ تعيينهُ كأمين الحشرات في متحف علم الحيوان المقارن، وفي عام 1975 ، نشر كتابه "علم الاجتماع البيولوجي: التركيب الجديد"، وفيه حاول تطبيق نظريَّاته عن سلوك الحشرات على الفقاريات وفي الفصل الأخير منه على البشر، وتكهَّن بأنَّ الميول المتطورة والموروثة هي المسؤولة عن التنظيم الاجتماعي الهرمي الموجود بين البشر، وفي عام 1978 نشر كتاب "حول الطبيعة البشرية"، وتناول فيه دور علم الأحياء في تطور الثقافة الإنسانية، وفاز بجائزة بوليتزر عن هذا الكتاب ، وفي عام 1990 نشر كتاب "النمل" بالتعاون مع بيرت هولدوبلر، وحصد بفضله ثاني جائزة بوليتزر [14]، وفي التسعينات نشر كتابين إضافيَّين هما: "تنوُّع الحياة" (1992)، "وحدة المعرفة"







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي