كتبمحركات

اعتصام للصحفيين في صنعاء يندد بجريمة إغتيال الربوعي في حجة

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-02-14
الصحفيون اليمنيون أكدوا استعدادهم لدفع حياتهم ثمناً من أجل الكرامة..

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - صالح الصريمي - أكد وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد أن دم الصحفي محمد الربوعي الذي اغتيل فجر أمس السبت في مديرية بني قيس على ذمة قضية نشر، لن يذهب هدراً.

وأكد خلال لقاء تضامني نظمته نقابة الصحفيين في مقرها صباح اليوم، بأن السكوت عن دم الربوعي جريمة بحد ذاتها وأن هذه سيؤدي إلى ما هو أخطر. وأستغرب ثابت من المصدر المسؤول الذي أشار إلى استشهاد الصحفي الربوعي كان على خلفية خلاف على أرض، مشيراً إلى أنه سبق وأن تم الاعتداء على الصحفي الربوعي على ذمة فتح ملفات الفساد في المحافظة وقضايا تهريب الأطفال والفساد في مشاريع المياه وغيرها من القضايا الذي تصدى لها الصحفي الربوعي والذي تم نشرها في الصحافة المحلية وتعرض الشهيد الربوعي بسببها لسلسلة من الإعتداءات من قبل العصابة ذاتها خاصة خلال العام 2005م.

وأستغرب ثابت أن يأتي الإعتداء على الربوعي بعد يوم واحد من خروج أحد المتهمين بالقتل من قبضة العدالة، مطالبا الجهات المعنية بالابتعاد عن التهم الجاهزة التي تفبرك ضد الصحافة والصحفيين، داعياً في السياق ذاته إلى فتح تحقيق عاجل مع المجرمين الذي قاموا بارتكاب جريمتهم الشنعاء بحق شهيد الصحافة اليمنية محمد الربوعي.

ولم يستبعد وكيل الصحفيين أن يتم تصفية صحفيين تحت غطاءات متعددة، وأن يأتي اليوم الذي يقال أن صحفياً ما توفي عن طريق دهس سيارة وتتحول الجريمة إلى قضية قضاء وقدر، مشيراً إلى أن الصحفيين مستعدين أن يدفعوا الثمن من أجل كرامتهم.

وتوقع ثابت أن يكون عام 2010 م عاماً أسود بالنسبة للصحافة اليمنية الأمر الذي يوحي بأن حياة الصحفيين أضحت في خطر وأنه يعمل اليوم في بيئة سيئة للغاية.

مشيراً إلى أن العام الماضي انتهى باختطاف الصحفي محمد المقالح وبدأ عام 2010م باغتيال الصحفي محمد الربوعي وسبق وأن تم تهديد مدير مكتب الجزيرة مراد هاشم وأصبح التعامل مع الصحفي على أساس أن دمه مهدر لأنه لم يعد عائشاً في بيئية آمنه وإنما بيئية خطرة وغير آمنه، مشيراً إلى أن حملة التحريض ضد الصحفيين واتهامهم بشتى التهم وعلى رأسها الجاسوسية والإجرام.

وأشار ثابت إلى أن الصحفي بات خائفاً وإذا ما أراد أن يعرف بنفسه أنه صحفي ينظر إليه بنظرة توجس نتيجة التعبئة الخاطئة وأصبح الصحفي بحكم هذه التعبئة مطارد ودمه مهدر، مشيرا إلى أن المطالبة بتوقيف الحملة ضد الصحفيين كانت ولا زالت مستمرة إلا أن هذه كما يبدو لم تلقى قبولاً من قبل الجهات المتنفذة.

وذكر ثابت باستشهاد أحد الزملاء في لحج وهو يقوم بواجبه المهني وضرب مراسل الجزيرة فضل مراد وحولت السلطة القضية في حينها إلى قضية خلاف وهي مجرد ذريعة.

وقال: من كان يزعم أنه سيسكت الصحفيين فهو واهم وأن أقلام الصحفيين ستظل مرفوعة ضد الفساد والمفسدين ولن تسقط من أيادي الصحفيين وأن الطغاة والمتنفذين لن يفروا بل سيلاحقوا من قبل الأقلام الشريفة والشجاعة أمثال قلم الشيهد محمد الربوعي.

وشدد ثابت على ضرورة تكاتف الأسرة الصحفية والوقوف صفاً واحداً لمقاومة ومناهضة ما يلاقيه الصحفيين من انتهاكات وصلت إلى درجة القتل، مشيراً إلى أن كل الصحفيين أصبحوا في دائرة الاستهداف وأول المستهدفين من ترددوا عن التضامن مع زميلهم الربوعي.

الصحفي عبد الواسع راجح، أشار في مداخلته إلى أن الصحفي الربوعي سبق وأن قام بنشر تحقيق عن مشروع المياه و أن الجناة كانوا يقومون بابتزاز المواطنين وتعرض الشهيد الربوعي لعدة اعتداءات بسبب مواقفه كما انه سجن بسبب أنه بلغ عن المتعدين عليه، مشيراً إلى أن الاعتداءات توالت على الصحفي الربوعي حتى قبل اغتياله بيومين، حيث أقدم المجرمون بالاعتداء على أسرته من النساء والأطفال وكل هذه بسبب إصراره على عدم السكوت عن ملفات الفساد.

وعما أسمته الجهات الأمنية حول خلاف القتلة مع المجني عليه حول أرض، أشار رئيس تحرير صحفية القاهرة إلى أن هذه القضية مختلقة وأن خلاف الربوعي كان أساسه قضايا نشر عن الفساد دفعت العصابة الإجرامية إلى أن تقوم في الصباح الباكر من يوم أمس باغتياله بعده طلقات نارية أثناء ذهابه إلى عمله.

الصحفي أحمد القرشي - رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة - أشار إلى الشيهد الربوعي كان أحد النشطاء الحقوقيين في منظمة سياج وكان رحمه الله يتعرض للكثير من المضايقات بسبب تعاونه مع الصحفيين الذين كانوا يأتون من خارج محافظة حجة.

وأستغرب القرشي محاولة أمن المحافظة تحويل القضية إلى قضية خلاف على أرض، محملاً الجهات القضائية والنيابة العامة المسؤولية تجاه أي تلاعب بملف القضية، مطالباً في السياق ذاته بإنزال أشد العقوبة ضد القتلة. وقال القرشي: إن الصحفيين اليمنيين أصبحوا في ساحة حرب مفتوحة خاصة مع اغتيال الشيهد محمد الربوعي، وأقترح بتشكيل لجنة إدعاء من محامي محافظة حجة وإن تطلب الأمر يمكن تعزيزهم بمحامين من العاصمة صنعاء.

نبيلة الحكيمي الأمين العام المساعد لنقابة المعلمين اليمنيين أبدت إدانة واستنكار نقابة المعلمين اليمنيين لما تعرض له شيهد الكلمة محمد الربوعي لمجرد أنه أعطى رأيه في قضايا فساد، مشيرة إلى أن نقابة المعلمين ستقف مع نقابة الصحفيين جنباً إلى جنب حتى ينال الجناة جزائهم العادل.

ومن جانبه عبر الصحفي عبدالسلام محمد عن بالغ حزنه الشديد لاستشهاد الصحفي الربوعي، مشيراً إلى أن محافظة حجة من المحافظات التي لا يمكن أن يمارس فيها العمل الصحفي وأنها من المحافظات الأشد خطورة على الصحفيين، مطالباً بتشكيل لجنة مكونة من نقابة الصحفيين والمعلمين والمحامين بإعتبار أن الشيهد كان معلماً وصحفياً وناشطاً حقوقياً من أجل متابعة القضية حتى يتم القصاص من الجناة.

الشيخ على العجي وصف قتل الربوعي بالكارثة، مشيراً إلى أنه لا يوجد أمن حتى داخل العاصمة وأن دماء اليمنيين تهدر يومياً، مشيراً إلى أنه وباسم أبناء الجوف ومأرب يدين هذه الجريمة الشنعاء ويعلن تضامنه مع الصحفيين اليمنيين.

ومن جانبه أعتبر يحيي الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني ما حدث جريمة بشعة بكل ما تعنية الكلمة من معنى. وأشار الشامي إلى أن محافظة حجة من المحافظات التي تظهر فيها الكثير من المظالم الاجتماعية وأنه من المهم أن يتم الاقتراب من هموم الناس العاديين في محافظة حجة المحافظة البعيدة عن حركات التنوير، مشيراً إلى أن ثمة شعور في هذه المحافظة بالظلم والاستغلال الاجتماعي وأن مظاهر البؤس والجوع والألم هو ما يميز مواطني هذه المحافظة، معتبرا محمد الربوعي من النجوم الذين ظهروا في هذه المحافظة وأعلنوا رفضهم للظلم وأن من الواجب تخليد ذكر هؤلاء الأبطال.

رئيس تحرير صحفية النداء سامي قال إنه من المؤسف أن تصل الحرية الصحفية في اليمن إلى هذه المستوى والذي شجع السلطة على التمادي في ممارسة انتهاكاتها، مشيراً إلى أن الوسط الصحفي لا زال يتذكر كيف تم اختطاف الصحفي الخيواني وأن المصدر المسؤول أشار في حينه إلى أن الخيواني أختطف وهو في طريقه لحضور عرس أحد زملائه في صحفية النداء وأن هذا الكلام غير صحيح لأنه لم يكن هناك أياً حفلة زواج لأي من طاقم الصحيفة ولهذا لا يستغرب أن يحول المصدر الأمني الإعتداءات التي تطال الصحفيين غلى قضايا أخرى.

وأشار غالب إلى أن أهداف الثورة مستهدفه من قبل السلطة وأنها استطاعت أن تقضي عليها من خلال ممارساتها. ودعا غالب نقابة الصحفيين اليمنيين إلى أن تعيد ترتيب أولوياتها وتركز على الصحفيين خارج العاصمة صنعاء وداخل المراكز الحضرية في المحافظات، مشيراً إلى أن الانتهاكات تمارس بشكل يومي وأن الإعلام الرسمي مكرس للتحريض ضد الصحفيين باعتبارهم عملاء ومجرمين وكانت تبث حلقات التحريض ضد الصحفيين في وقت الذروة وعلى الهواء مباشرة. وطالب رئيس تحرير النداء بإنزال فريق من نقابة الصحفيين إلى محافظة حجة لمتابعة التحقيق في القضية.

الصحفي حسن الحاشدي قال: يبدو أن الصحفي أصبح لزاماً عليه أن يتعلم الرماية إلى جانب الصحافة حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه خاصة وأنه بقلمه يواجه الفاسدين ولا يجد من يحميه، مشيراً إلى أن حالات الانتهاكات في الفترة الأخيرة في ازدياد، مطالباً في السياق ذاته باستمرار الفعاليات والعمل على كفالة أسرة الشيهد الربوعي ومواساة أسرته وأولاده في المحنه التي تمر بها.

مدير تحرير صحيفة الأهالي عبد الباسط القاعدي أشار في مداخلته إلى أن الصحفيين أصبحوا دائماً في مقدمة المستهدفين في الاعتداء واليوم في القتل، متسائلا تري "من سيكون الصحفي القادم الذي سيتم استهدافه؟!".

وتمني القاعدي ألا يتم الترحم أيضاَ على نقابة الصحفيين اليمنيين، داعياً أحزاب اللقاء المشترك إلى القيام بواجبها تجاه هذه الجريمة النكراء.

النائب فؤاد والناشط الحقوقي فؤاد دحابة دعا الصحفيين إلى الاحتماء بأحد القبائل لأن الدولة - حد قوله - غائبة ولم يعد لها وجود، لأن القبيلة حسب دحابة أصبحت أكثر قدرة في إنصاف من يلجأ إليها بالحق أو الباطل.

مشاركون آخرون أشاروا في مداخلاتهم إلى أن الفقيد كان يدعوا إلى النضال السلمي وكان ممارساً لهذا الشعار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وكان رحمه الله مثقف الفكر قوي الإرادة لم يستسلم لصعوبات الحياة وإنما ظل مناضلاً حتى اغتالته الأيادي الآثمة.

يذكر أن الفقيد يبلغ من العمر 34سنة متزوج وله أربعة أبناء وبنت أستشهد وزوجته حامل بالابن السادس، مارس العمل الصحفي و الحقوقي منذ عشر سنوات ويعمل أيضاً في سلك التدريس.

وكان المشاركون في الفعالية أجمعوا على تسمية قاعة الاعتصام بنقابة الصحفيين اليمنيين بقاعة شيهد الصحافة اليمنية محمد الربوعي.  الصحوة نت
 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي