من رحم المعاناة يولد الأمل.. تعرف على بدايات أشهر الفنانين

2021-10-09

عبد الحليم حافظ وصل للنجاح عبر رحلة متواصلة من العمل والإيمان والتجلد (مواقع التواصل)

نسمة حامد

يقال إن من رحم المعاناة يولد الأمل، ولولا وجود الماضي المرير لما وصل أشهر فنانو الحقبة الذهبية إلى أفضل المراكز في عالم الفن عبر شاشات السينما العربية.

الفن وسيلة فعالة للتعبير عن تجربة الألم النفسي، وتتجاوز التجارب المؤلمة الفعلية للآلام الجسدية وتحيط بكامل حياة المرء لتجعله شخصية فريدة يقدم مشاعره بواقعية، ولن ننسى أن أجمل مشاهد الضحك واللعب والجد والحب أتت من أشخاص عانوا من الألم و كافحوا يوميا من أجل تخطي ماضيهم الصعب، وهم الذين سعوا للوصول لأحلامهم وحدهم عبر طريق طويل من المعاناة والفقر، فكيف وصلوا من القاع إلى القمة؟

عبد الحليم حافظ

عبد الحليم حافظ أو عبد الحليم علي شبانة ابن قرية بسيطة في الشرقية، وهو فنان وصل إلى قمة الشهرة وعاشت أعماله الناجحة حتى يومنا هذا، ويعد أحد أشهر فناني الستينيات، ووصل عبر رحلة متواصلة من العمل والإيمان والتجلد، وكما قال عنه أنيس منصور "أرق الأصوات وأكثرها حزنا، ينزف حبا وعذابا، يبكي بعين على العين الأخرى. ظلموه وظلمناه".

بدأت قصة معاناة عبد الحليم بعد ولادته بأيام حينما توفيت والدته، وتركته هو وإخوته في أحضان والده علي شبانة، وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده، وبقي مع إخوته في منزل خالهم الذي تخلى عنهم بسبب الفقر، وأودع عبد الحليم وإخوته في دار أيتام بمدينة الزقازيق عاشوا فيها لمدة 9 سنوات تقريبا، وتعلم فيها العزف والموسيقى. ثم انتقل عبد الحليم بصحبة شقيقه إسماعيل إلى القاهرة لتبدأ رحلته الحقيقة هناك، حيث التحق بمعهد الموسيقى العربية وتخرج فيها وعمل مدرسا في عدة مدارس في محافظات مصر، ثم ترك التدريس.

وبعد مدة عاد للقاهرة وعمل في فريق العزف بمسرح يوسف وهبي، وفي إحدى ليالي حفلات الفنانة صباح تسنى لابن الزقازيق الفقير أن يسمعه الجمهور بسبب تأخر صباح عن موعدها، فينظر يوسف وهبي حوله ويرى عبد الحليم العازف الهزيل ويسأله "تعرف تقول حاجه؟" فيجيب "أعرف أقول على قد الشوق"، وصعد عبد الحليم على المسرح لأول مرة وكانت هذه هي بداية طريقه الفني على مسرح يوسف وهبي وأغنية "على قد الشوق".

عبد الحليم حافظ بدأ طريقه الفني على مسرح يوسف وهبي وأغنية "على قد الشوق" (مواقع التواصل الاجتماعي)

إسماعيل ياسين

إسماعيل ياسين الذي أضحك العالم وخبأ حزنه لنفسه، مثل عبد الحليم حافظ كان يتيم الأم توفيت والدته وهو في سن صغيرة، وكان والده صاحب محل مجوهرات في مدينة السويس بمصر. يقول إسماعيل عن والده -في برنامج الإذاعة المصرية- "أبويا كان في دنيا تانية"، فكان إسماعيل كطفل يتيم لكن لأب على قيد الحياة، وبسبب إهمال والده أفلس محل المجوهرات ودخل السجن لتراكم الديون عليه وترك ابنه وحيدا.

هرب إسماعيل من زوجة أبيه ليعيش مع جدته القاسية وعمل مناديا في موقف سيارات لسنوات، وكان محبا للفن لا يترك فرصة إلا ليغني ويرقص، وعندما بلغ من العمر 18 عاما كانت القاهرة ملجأ له ليبحث عن الفن، وعاش في الفنادق الشعبية، كما وجد عملا في أحد المقاهي بشارع محمد علي وبعدها انتقل للعمل في الأفراح الشعبية، ثم ذهب إلى بديعة مصابني صاحبة أشهر فرقة للرقص والتمثيل المسرحي في الثلاثينيات.

وكانت حياته شاقة، حيث يعيش بقوت يومه وينام أحيانا في المساجد، ورغم ذلك نجح إسماعيل في فن المونولوج وظل يلقي المونولوجات التي يكتبها له صديقه الشاعر أبو السعود الإبياري لسنوات، حتى أصبح يلقي المونولوج في الإذاعة المصرية.

وفي عام 1939 اختاره فؤاد الجزايرلي ليشترك في فيلم خلف الحبايب، وكانت هذه الخطوة هي بداية دخوله السينما، وبعدها قدم العديد من الأدوار الثانوية، وحصل على أول بطولة له في فيلم الناصح. وقد قدم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلما في حياته.

إسماعيل ياسين حصل على أول بطولة له في فيلم الناصح، وقدم أكثر من 166 فيلما في حياته (مواقع التواصل الاجتماعي)

سناء جميل

اسمها الحقيقي ثريا عطا الله من مواليد المنيا صعيد مصر، لم تكن يتيمة فقط، بل واجهت شقيقها الذي طردها من منزلهم في ليلة باردة بسبب حبها للفن، تحملت سناء كثيرا قبل دخول عالم التمثيل، عندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية دون علم أسرتها حتى لا تمنعها من دراسة الفن، ودرست في المسرح عدة سنوات قبل أن تنقلب الأمور ضدها ويعنفها أخوها ويتركها في شوارع القاهرة الواسعة وحدها دون كسوة أو طعام، فتلجأ للأستاذ سعيد أبو بكر الذي احتضنها هو وأسرته، وأودعها فيما بعد في منزل للمغتربات ثم انتقلت إلى غرفة صغيرة عاشت بها على الأرض دون أثاث.

تحكي سناء جميل عن الفقر الذي عانته لسنوات طويلة وأنها اضطرت للعمل في عدة وظائف مختلفة منها تفصيل الملابس والمفروشات.

وكانت سناء جميل استثنائية في التمثيل وامتلكت أسلوبا فريدا في الأداء المسرحي، وكانت بداياتها الأولى على خشبة المسرح في مسرحيات "موليير" و"البخيل" و"الخيال الخيالي". وتزامنت بداياتها السينمائية مع بداياتها في المسرح، وكانت متواضعة للغاية لدرجة أنها لم تجذب انتباه الجمهور أو المخرجين الكبار في الخمسينيات، وجاءت انطلاقتها السينمائية على يد حسن الإمام وشاركت معه في عدة أفلام منها "المجد" و"في شرع مين". ومع سلسلة من النجاحات المسرحية نهاية الخمسينيات -خاصة بعد مسرحية أمير الظلام من تأليف توفيق الحكيم- زاد حضورها في السينما والتلفزيون.

 

المصدر :الجزيرة

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي