وسط التركيز على السعوديين.. تقرير يرصد دور متطرفين مصريين بهجمات سبتمبر

2021-09-10

ينظر الكثير من الأميركيين إلى السعودية على أنها الدولة الأكثر ارتباطا بهجمات 11 سبتمبر، بسبب جنسية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، غير أن ذلك يحجب دور الكثير من المصريين في الهجمات التي هزت الولايات المتحدة الأميركية.

وينقل تقرير من "مجلس العلاقات الخارجية" وهو معهد أبحاث أميركي مقره نيويورك، أن بن لادن سعودي الجنسية وينحدر من أبرز العائلات في البلاد، كما أن من بين الشبان التسعة عشر الذين نفذوا الهجمات، كان خمسة عشر منهم من السعودية، وهو ما يربط الرياض أكثر بالهجمات.

ويشير التقرير إلى أن ذلك يحجب دور المتشددين المصريين في الهجمات وفي التطرف العابر للحدود، وفي مقدمتهم أيمن الظواهري، قائد تنظيم القاعدة الحالي والذي لايزال على قيد الحياة.

وإضافة إلى محمد عطا، المنحدر من الجيزة، والذي قاد الفرق الأربعة التي ارتكبت هجمات 11 سبتمبر، هناك أيضا قائمة طويلة من المصريين الذين لعبوا أدوارا كقادة ومخططين ولوجستيين ومفكرين في تنظيم "القاعدة".

وتضم القائمة سيف العدل، وهو عقيد مصري مطلوب لدوره في تفجير القاعدة للسفارة الأميركية في نيروبي عام 1998، ولايزال على قيد الحياة.

وعبد الله أحمد عبد الله، الذي كان قائد عمليات القاعدة في شرق أفريقيا، وقتل في عام 2020 في عملية أمرت بها الولايات المتحدة على يد عملاء إسرائيليين.

وعبد الله أبو اليزيد، الذي نقل الأموال للقاعدة وكان حلقة الوصل بين الحركة وطالبان، وقتل في غارة أميركية في 2020.

أما عمر عبد الرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية، فكان وراء الهجوم الأول على مركز التجارة العالمي في عام 1993، وتوفي في السجن في 2017.

وكان أبو أيوب المصري، زعيم تنظيم القاعدة في العراق بين عامي 2006 و 2010، وقتل في عام 2010 في غارة مشتركة شنتها القوات العراقية والأميركية.

وتضم القائمة أيضا محمد حسن خليل الحكيم، وكان رئيس قسم الدعاية في القاعدة، وقتل في عام 2008 في غارة جوية أميركية.

إضافة إلى محمد عاطف، الذي خدم في سلاح الجو المصري وأصبح رئيسا للعمليات العسكرية للقاعدة بعد وفاة مصري آخر، هو أبو عبيدة البنشيري، في التسعينيات، وقتل في عام 2001 في غارة جوية أميركية.

ويقول التقرير إن هؤلاء كانوا من أحفاد جيل سابق من الإسلاميين المصريين الذين انشقوا عن قيادة الإخوان المسلمين في الستينيات وتبنوا رسائل سيد قطب، والذي نادى بضرورة تعويض قوانين الإنسان بقوانين الله بالوعظ والإقناع والعنف.

واستغلت المجموعة القوية من المصريين في التنظيم درايتها التنظيمية والخبرة المالية والخبرة العسكرية لشن جهاد عنيف ضد من اعتبروا غير مسلمين ورعاتهم وخاصة الولايات المتحدة.

ويقول التقرير إن هناك تيارين فكريين مختلفين حول سبب إنتاج مصر لهذا العدد الكبير من المتطرفين. الأول يفترض أن السبب هو القمع، الذي كان بدرجات متفاوتة سمة مشتركة في السياسة المصرية منذ حكم جمال عبد الناصر (أوائل الخمسينيات والسبعينية).

والثاني يربط التطرف بأيديولوجية محددة، لا سيما رؤية قطب لإقامة المجتمع الإسلامي. ومن الإنصاف القول إن الجمع بين الاثنين في مصر أنتج جيلا من بعض المتطرفين الأكثر شهرة، بحسب التقرير.

ويرى تقرير المجلس أن النهج الحالي للسطات المصرية في مواجهة التطرف، تجاه تنظيم "ولاية سيناء" يتبع نفس النهج الذي اتبع من السلطات في التسعينيات.

ويخلص التقرير إلى أنه لا شك أن هناك عنصرا أيديولوجيا يستهوي أعضاء الجماعة، لكن قمع السكان في شمال سيناء يلعب أيضا دورا في التجنيد.

وبخلاف الظواهري، لا يوجد حاليا سوى عدد قليل من المصريين بين صفوف القادة المتطرفين. ولكن البوادر تشير إلى المزيد.

ويشرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب التقرير، على بيئة من "القمع العميق"، فقد أغلق مساحة المعارضة السياسية. فالسجون المصرية، التي كانت مناطق للتطرف في الماضي، مكتظة بمعارضي النظام، بحسب التقرير.

وبحسب التقرير، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين تعد هدفا أساسيا لأجهزة الأمن، ولكن هناك عشرات الآلاف من السجناء السياسيين من مشارب مختلفة. ونظرا لمزيج العنف والإكراه الذي تمارسه الدولة، إضافة إلى استمرار الأيديولوجيات المتطرفة، هناك إمكانية لظهور صيغ جديدة من الأفكار والجماعات المتطرفة في مصر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي