منظمات حقوقية تطالب الحوثيين والإمارات بالإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسراً مع حلول عيد الأضحى

القدس العربي
2021-07-19

نازحون يمنيون يتفقدون أكواخهم المتفحمة بعد اندلاع حريق في مخيم في قرية الدريهمي قبل أيام فقط من عيد الأضحىتعز- خالد الحمادي - ( الجمهورية اليمنية) - طالبت منظمات حقوقية يمنية جماعة الحوثي المسلحة والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات العربية المتحدة، بالإفراج عن المعتقلين تعسفياً والمخفيين قسراً مع حلول عيد الأضحى، الذي يصادف اليوم الثلاثاء، والذي يعد العيد الديني الكبير في اليمن وبقية دول العالم الإسلامي.
ودعت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، أطراف الصراع في اليمن لاستغلال حلول عيد الأضحى المبارك، والعمل على إطلاق كافة المعتقلين في سجونها، والسماح للعوائل اليمنية برؤية أبنائها في هذه المناسبة، وتغليب المصلحة الإنسانية على الحسابات السياسية الضيقة.
وقالت في بيان لها أمس الاثنين: «لقد عانت بعض الأسر اليمنية أكثر من خمس سنوات، لم يكن العيد لها سوى مناسبة لفتح الأوجاع، وتجديد للآلام بسبب غياب ابنهم المعتقل أو المخفي قسراً، وقد حان الوقت للعمل معاً من أجل الإنسان اليمني، الذي يعد الضحية الأولى لهذه الحرب».

وطالبت جماعة الحوثي وقوات المجلس الانتقالي والقوات التابعة للحكومة الشرعية وما يسمى بقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، بالإعلان عن عفو عام عن المعتقلين والمخفيين قسراً، وشددت المطالبة بـ»وقف مسلسل الاعتقالات التعسفية، وسرعة العمل على تبييض السجون، والمساهمة في إدخال البهجة والسرور إلى آلاف الأسر في جميع الأراضي اليمنية».
وأشادت بإفراج الحكومة الشرعية عما يقارب 30 معتقلاً في سجن الأمن السياسي (المخابرات) في مدينة مأرب، ودعت إلى مزيد من التحرك للنظر في وضع بقية المعتقلين، «كما نتمنى من بقية الأطراف المبادرة والإفراج عن المعتقلين تعسفاً والمخفيين قسراً».
وأكدت «سام» أن تجاهل مثل هذه الحقوق للأسر اليمنية يعد جريمة إنسانية لن تسقط بالتقادم، مشددة على «أهمية استجابة أطراف الصراع والمجتمع الدولي للمناشدات الحقوقية التي تهدف إلى حماية الإنسان اليمني من تكرار هذه الانتهاكات» على المعتقلين وأسرهم.
وكانت رابطة أمهات المختطفين (منظمة حقوقية أهلية) فرع محافظة عدن، طالبت بضرورة إنقاذ أكثر من 40 معتقلاً تعسفاً و43 مخفياً قسراً مع حلول عيد الأضحى، والذين يعيشون وضعاً مأساوياً وراء القضبان في ظل موجة الحرارة الشديدة التي تجتاح محافظة عدن.
وقالت في بيان رسمي لها أمس الأول: «لايزال40 معتقلاً تعسفاً و43 مخفياً قسراً في سجون قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي (في عدن) يعيشون وضعاً مأساوياً يفتقرون فيه لأدنى الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الصحية».
وأوضحت أن المعتقلين في سجون المجلس الانتقالي بعدن في حاجة ماسة إلى أدنى المستلزمات البسيطة ومنها التهوية الجيدة وتبريد المياه، في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح مدينة عدن في هذا الصيف، والذي ترافقه انطفاءات مستمرة للكهرباء التي تصل إلى 16 ساعة في اليوم، والتي يتفاقم معها الوضع الصحي للمعتقلين بالإضافة إلى انتشار الأمراض الجلدية والمعدية ووباء كوفيد 19 في أوساط السجناء.
وأطلقت الرابطة هذا البيان في وقفة احتجاجية ضد المجلس الانتقالي الذي يسيطر على محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية المجاورة لها والذي أصبح بمثابة سلطة الأمر الواقع هناك، في ظل خلقه فلتان أمني لم يسمح للحكومة الشرعية بالاستمرار في ممارسة مهامها الرسمية من مدينة عدن، كعاصمة مؤقتة للحكومة.
وأضافت: «إننا في رابطة أمهات المختطفين وفي وقفتنا هذه من ساحة العروض في خور مكسر بمدينة عدن، نحمّل قوات الحزام الأمني المسؤولية الكاملة عن حياة أبنائنا المعتقلين تعسفاً والمخفيين قسراً».
وقالت: «نطالب بإنقاذ أبنائنا المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في ظل الوضع اللاإنساني الذي يعيشونه في السجون خاصة مع موجة الحر الشديدة ووباء كوفيد-19».
ودعت الصليب الأحمر إلى زيارة السجون، وفي مقدمتها سجن بئر أحمد في محافظة عدن، وبذل الجهود من أجل تسهيل حصول المعتقلين داخل هذه المعتقلات على احتياجاتهم الأساسية والصحية.
وناشدت التحالف العربي بقيادة السعودية والمجتمع الدولي بـ»الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للكشف عن مصير المخفيين قسراً، ووضع قضيتهم في أولويات العمل باتفاق الرياض».
وأضافت: «خمسة أعوام وأبناؤنا معتقلون تعسفاً ومخفيون قسراً، ونحن نعاني معهم ألم الفقد ونكتوي بنار البعد والحرمان حتى أننا لا نعرف أي شيء عن وضعهم الصحي، ولا نعرف سوى أنهم يعيشون في ظل ممارسات قمع وتعسف وتعذيب ومستقبل مجهول». وتعد قضية المعتقلين المدنيين والمخفيين قسراً من أبرز القضايا الإنسانية الأكثر إيلاماً في اليمن، في ظل هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وضاعفت عمليات الاعتقال العشوائية للمدنيين الآلام والمعاناة للمعتقلين ولأسرهم التي تشردت بعد غيابهم عن المشهد الحياتي لها.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي