الإجابة لدى طالبان وروسيا : لماذا تبدو الصين مرشحة لتكون رابع دولة عظمى تتورط بالمستنقع الأفغاني؟

2021-07-12

الرئيس الصيني شي جين بينغ وافغانستانبعد توسع سيطرتها على أراضي أفغانستان، وصلت حركة طالبان إلى حدود الصين بدخولها مؤخراً مقاطعة لها حدود مع منطقة شينجيانغ الصينية ذات الأغلبية المسلمة، الأمر الذي دفع كثيراً من المحللين للتساؤل: هل يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى تدخل الصين في أفغانستان لمنع انتقال تأثيرات طالبان إلى داخل حدودها؟

وتشترك الصين في حدود طولها 80 كيلومتراً تقريباً مع أفغانستان من الجهة الشمالية الشرقية للأخيرة، وهي حدود مع منطقة شينغيانغ ذات الأغلبية الإيغورية ذاتية الحكم والتي تشهد توترات جراء الاضطهاد الصيني لسكانها من المسلمين الإيغور.

مقبرة لثلاثة إمبراطوريات.. فمن تكون الرابعة؟
لطالما وُصفت أفغانستان بأنها "مقبرة الإمبراطوريات" لما أبدته على مدار تاريخها من قدرة على المقاومة وإلحاق الخسائر بدول أشد منها قوة وأعظم إمكانيات، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

وخسرت الإمبراطورية البريطانية حرباً استمرت 4 سنوات هناك من عام 1839 إلى عام 1842، وإن تمكنت من تحقيق بعض أهدافها في حرب ثانية شنَّتها بعد أربعين عاماً.

ثم واجه الاتحاد السوفييتي الهزيمةَ أيضاً على أيدي المجاهدين الأفغان خلال الثمانينيات، وهو صراع أفضى في النهاية إلى إفلاس موسكو وعجَّل بزوال الاتحاد السوفييتي.

في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، غزت الولايات المتحدة أفغانستان وأسقطت حكومة طالبان، غير أنها سرعان ما غرقت في غمار المقاومة لوجودها في البلاد لتتورط في أطول الحروب في تاريخها.

وفي أبريل/نيسان 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لمَّا كانت الولايات المتحدة قد حققت أهدافها لعام 2001، بحسبه، وتفاوضت على اتفاق سلام مع حركة طالبان التي عاد نفوذها إلى التنامي، فإن القوات الأمريكية ستنسحب من البلاد.

الحكومة الأفغانية تناشد دول الجوار الكبرى دعمها
وقال مستشار الرئيس الأفغاني أشرف غني للأمن القومي إن أفغانستان حثت الصين والهند وروسيا على مساعدة قوات الدفاع والأمن في البلاد في مكافحة الإرهاب.

وأضاف حمد الله مهيب: "لا نحتاج إلى استبدال قوة عظمى بأخرى، فالسلام والاستقرار ممكنان فقط في حالة التعاون مع الجميع في المنطقة وخارجها، لكننا ندعو الشركاء الخارجيين لمساعدة قواتنا الدفاعية والأمنية في محاربة الإرهاب، وليس للتدخل في شؤوننا الداخلية".

وقال مهيب لإذاعة روسيا 24: "نرحب بالدعم الفني من جميع الشركاء الخارجيين، بالطبع، من الصين والهند وروسيا".

وبينما لروسيا تاريخ طويل من التورط المرير في الشأن الأفغاني، وللهند نفوذ عبر علاقتها مع كابول، فإن الصين ليس لها تاريخ في التدخل في أفغانستان رغم الحدود المشتركة بين البلدين.

ولكن في هذه الدورة من التاريخ قد يكون هناك دوافع تحفز على تدخل الصين في أفغانستان، كما فعلت دول عظمى سابقاً.

لماذا تبدو الصين غاضبة من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؟
المفارقة أن الصين انتقدت الولايات المتحدة لقرارها سحب جميع قواتها من أفغانستان، بعد تصاعد الهجمات العنيفة في الدولة التي مزقتها الحرب.

في 8 مايو/أيار 2021، ألقت الصين باللوم على تحرك إدارة بايدن لسحب القوات في التفجيرات المتعددة في مدرسة للبنات في أفغانستان والتي أدت إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل، معظمهم من الطالبات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في بيان لها إن"الإعلان الأمريكي المفاجئ الأخير عن الانسحاب الكامل للقوات من أفغانستان أدى إلى سلسلة من الهجمات المتفجرة في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وتهديد السلام والاستقرار وكذلك حياة الناس وسلامتهم".

الدعوة الموجهة للولايات المتحدة للانسحاب "بطريقة مسؤولة"، هي تكرار لموقف الصين السابق عندما أكد بايدن عزمه سحب القوات الأمريكية بشكل كامل؛ استكمالاً للاتفاق الذي وصل إليه سلفه دونالد ترامب مع طالبان العام الماضي، وإن كان بايدن قد أخر الموعد النهائي المحدد.

آنذاك أعربت الصين عن مخاوفها، قائلة إن "القوى الإرهابية ستستغل الفوضى".

وهذا يثير التساؤل عما إذا كانت هذه المخاوف ستدفع إلى تدخل الصين في أفغانستان لكي تملأ الفراغ بعد انسحاب 11 سبتمبر/أيلول، وما هي أسباب ودوافع هذا التدخل المحتمل؟

أمريكا تريد محاصرة الصين من منطقة أخرى
كان أحد بواعث قلق الصين على ما يبدو، تعليق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بأن التركيز الأمريكي قد تحول من أفغانستان إلى بنود أخرى مهمة للغاية على جدول أعمال واشنطن، بما في ذلك العلاقة مع الصين.

إذ يمكن للقوات الأمريكية بعد الانسحاب التركيز أكثر على المسرح في المحيطين الهندي والهادئ؛ ردًا على السياسات الصينية الهجومية المتزايد في المياه المجاورة لها.

وهذا الاهتمام الكامل لواشنطن بمسرح العمليات في المحيط الهادئ سيكون ضاراً بالخطط الصينية، حسب تقرير لموقع Eurasian Times.

ثروة أفغانستان المعدنية تسيل لعاب بكين
في مقابلة مع محطة Fox News الأمريكية، تكهن الباحث الأمريكي غوردون تشانغ بأن القوة الكبرى التالية التي قد تُقدم على دخول أفغانستان هي الصين، ودافعُها إلى ذلك السعي للاستفادة من الانسحاب الأمريكي عن طريق توسيع نطاق شبكة علاقاتها السياسية والاقتصادية هناك.

قال تشانغ: "الصين ترغب بشدة في دخول أفغانستان"، مشيراً إلى اهتمام بكين بالثروة المعدنية غير المستغلة في أفغانستان، وإمكانية توظيفها في إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

والخوف من تمرد الإيغور قد يؤدي إلى تدخل الصين في أفغانستان
ولفت تشانغ إلى أن الصين معنيةٌ بحرمان المقاتلين الإيغور المناهضين لسياساتها، والذين وجدوا ملاذاً آمناً لأنفسهم في أفغانستان، من هذا الملاذ الآمن.

مسلحون في أفغانستان

لدى الصين احتياجات استراتيجية في الحفاظ على الاستقرار في آسيا الوسطى، واستمرار الأنظمة المستبدة في هذه المنطقة التي ترتبط عرقياً ودينياً بالإيغور؛ حيث إن معظم قوميات دول آسيا الوسطى من المسلمين المنتمين للعرق التركي مثل الإيغور، ويطلق كثير من الإيغور على منطقتهم اسم تركستان الشرقية؛ امتداداً لاسم تركستان الذي يطلق على الجزء الذي خضع لحكم موسكو قبل أن يستقل عنها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وكلمة تركستان تعني وطن أو أرض الأتراك.

يمكن أن يكون لعدم الاستقرار والعنف من قبل الجماعات الراديكالية في أفغانستان تأثير الدومينو ليلقي بتبعات على الإيغور الذين يعانون من حملة اضطهاد صينية واسعة، وقد يحصل المنشقون الإيغور أيضاً على قاعدة في أفغانستان من طالبان.

تدخل الصين في أفغانستان
كانت هناك بالفعل تقارير عن مئات من مقاتلي الإيغور، الذين عملوا مع تنظيم داعش في سوريا، ويقال إنهم أعادوا تجميع صفوفهم في أفغانستان لشن هجمات في شينجيانغ.

وترى بكين أن الوضع المتدهور في أفغانستان سيكون حافزاً لتقوية حركة تركستان الشرقية الإسلامية (ETIM)، وهي منظمة انفصالية من الإيغور.

وأكد تقرير حديث لمجلس الأمن الدولي وجود أكثر من 500 من مقاتلي الحركة في أجزاء مختلفة من شمال أفغانستان، بما في ذلك مقاطعات بدخشان وقندوز وتخار التي تربط مقاطعة شينجيانغ الصينية عبر ممر واخان الضيق، حسب موقع Eurasian Times.

كما يسمي التقرير عبدالحق (مميت أمين مميت) كزعيم للمجموعة ويسلط الضوء على الأجندة العابرة للحدود للجماعة لاستهداف شينجيانغ في الصين وتشيترال في باكستان وكذلك الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الحيوي (CPEC).

وفقاً لتقارير إعلامية، يفكر كبار المسؤولين في الممر حتى الانتقال إلى موقع أكثر أماناً في باكستان؛ نظراً لعدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.

وتخشى الصين أيضاً من احتمال قيام منظمات جهادية أخرى بدعم الحركات الإيغورية.

وتحتجز الصين أكثر من 1.5 مليون فرد في مناطق الإيغور، بذريعة "مكافحة الإرهاب"، مما أطلق انتقادات عالمية حيث دعا الباحثون الأكاديميون وقادة العالم الصين إلى إطلاق سراح المعتقلين واستعادة حقوقهم وامتيازاتهم.

هل تمتلك الصين القدرة على التورط في أفغانستان؟ هناك دولة ستحاول الإيقاع بها
مع ذلك، أكد تشانغ أن تدخل الصين في أفغانستان، عسكرياً أو بسبيلٍ غير ذلك، يُرجَّح أن يأتي بتكاليف سلبية باهظة على بكين. واستشهد تشانغ بالصراع الصيني المستمر مع الهند، التي تحتفظ بنفوذٍ كبير لها في كابول، وأوضح أن القادة الهنود يمكنهم عن طريق هذه العلاقات استهداف البنية التحتية الصينية في أفغانستان في أي صراع مستقبلي بين القوتين الآسيويتين.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أيضاً فرض تكاليف على الصين باستخدام علاقاتها ونفوذها في أفغانستان.

وفرَّق تشانغ أيضاً بين نجاح الصين في الحفاظ على بعثات خارجية فاعلة في مناطق مضطربة أخرى، مثل دارفور في غرب السودان، وبين ما تتطلبه هذه المهمة في أفغانستان من التزام أكبر بكثير؛ إذ ستعاني الصين مشقة كبيرة في المغادرة بمجرد إقدامها على الالتزام بتدخلٍ ما في أفغانستان، وهي المشقة التي سبق أن عانتها جميع القوى الكبرى الأخرى في أفغانستان.

يعتقد محلل السياسة الخارجية والمحرر الاستشاري في EurAsian Times Prakash Nanda أن أي خطط تفضي إلى تدخل الصين في أفغانستان عسكرياً ستكون صعبة.

وأشار إلى أن الصين لا تملك القدرة على أن تلعب دوراً أمنياً خارجياً مثل الولايات المتحدة. كما أنها لم تفعل مثل هذا العمل الصعب من قبل، ومن غير المرجح أن تفعل أي شيء من هذا القبيل الآن.

ومن أهم الانتقادات التي واجهتها الولايات المتحدة لدورها في أفغانستان أنها لم تحصل على دعوة شرعية للتدخل في سيادة دولة أخرى. وبالمثل، لم تطلب الحكومة الأفغانية من الصين أي تدخل، ولن يحظى مثل هذا القرار بشعبية لدى الشعب الأفغاني.

فيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت المخاوف بشأن شينجيانغ يمكن أن تؤدي إلى تدخل الصين في أفغانستان، لا تعتقد ناندا أن الإسلام المتطرف في أفغانستان سيكون له أي تأثير عميق على شينجيانغ. ستكون هناك روابط، لكن سيتعين على الصين أن تعمل محلياً وتتعاون دولياً.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن بكين "ستواصل دعمنا الثابت للحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني في جهودهم لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار الوطنيين. كما أننا على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لمساعدة أفغانستان على تحقيق السلام في وقت مبكر".

ما هي دول الجوار التي ستتعاون مع بكين في أفغانستان؟
القوة الوحيدة التي يمكن أن توافق على أي مهمة مشتركة مع الصين ستكون روسيا. لكن بعد ذلك، اتُّهمت روسيا بتزويد طالبان بالسلاح لمواجهة النفوذ الأمريكي. على سبيل المثال، نقلاً عن مصادر استخباراتية، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز كيف قدمت روسيا مكافآت للمقاتلين الأفغان لمهاجمة القوات الأمريكية.

مثل الصين، ليس لدى روسيا موارد كافية لتحل محل الولايات المتحدة في أفغانستان. لكنها تريد زيادة نفوذها الجيوسياسي في آسيا الوسطى، كما أن لديها خبرة أكبر في التعامل مع الوضع الأفغاني والمخاوف من تأثيرات الشعور الهوياتي الإسلامي في حديقتها الخلفية في آسيا الوسطى وبالأخص طاجيكستان وقرغيزستان، وهما البلدان الأفقر في المنطقة والأكثر وعورة في التضاريس، كما أن نسبة كبيرة من الشعب الأفغاني تنتمي للقومية الطاجيكية.

ومن المحتمل أن يكون أفضل للصين تنسيق أي وجود في أفغانستان مع إيران وروسيا، خاصة أن الدولتين لديهما عداء مشترك مع حركة طالبان، والتنظيمات المتطرفة العابرة للقوميات مثل داعش والقاعدة.

تدخل الصين في أفغانستان
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ/رويترز
أما باكستان، فرغم أن لديها علاقة وثيقة نسبياً مع طالبان، فهي تخشى أيضاً انتقال تأثير التطرف إليها، وتخشى أيضاً تأثير صعود الشعور القومي للبشتون وهم أكبر قومية في أفغانستان والذين ينتمي إليهم معظم أعضاء طالبان على الأقلية البشتونية لديها.

الصين أهم حليف لباكستان عسكرياً واقتصادياً ولن تغضب إسلام أباد بكين أبداً من أجل أي طرف، وهو ما يبدو في صمتها المطبق إزاء اضطهاد الصين للإيغور.

هل تريد أمريكا توريط الصين في المستنقع الأفغاني؟
اللافت أن مجلس الأمن صنف حركة تركستان الشرقية الإسلامية على أنها منظمة إرهابية في عام 2002 لارتباطها بالقاعدة. لكن في عام 2020، أزالت الولايات المتحدة الجماعة من قائمتها الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي خطوة أدانتها الصين بشدة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ

وذكرت صحيفة آسيا تايمز أن الحركة ربما تكون قد زادت من مواردها اللوجستية والمالية، والقوى العاملة، والأسلحة منذ إزالتها من قائمة الجماعات الإرهابية من قبل واشنطن في عام 2020.

ويثير هذا رفع واشنطن لها من قائمة الإرهاب، وبعده الانسحاب من أفغانستان تساؤلات، حول إذا ما كان أحد أهداف أمريكا من الانسحاب أن يؤدي الفراغ إلى نشاط للحركات الإسلامية المعادية للصين أو روسيا. وبالتالي هل تترك أمريكا خصومها الثلاثة الصين وروسيا والإسلام الراديكالي في أفغانستان يتصارعون تماماً مثلما دعمت موسكو في بعض الأوقات طالبان ضد أمريكا رغم عداوة موسكو التاريخي لهذه الحركة الأفغانية؟

والأهم هل تستطيع الصين أن تتجنب الإذلال الذي لحق الإمبراطوريات الثلاث في أفغانستان بريطانيا والاتحاد السوفييتي وأمريكا إذا تدخلت في أفغانستان، أم أن تعاونها مع روسيا قد يجعل النتيجة مختلفة.

هل تتفاهم بكين مع طالبان؟
ولكن هناك سيناريو مختلف، وهو أن احتمال أن تكون طالبان قد تعلمت من خطئها السابق الذي تمثل في توفير ملاذ للقاعدة؛ مما تسبب في تدمير أفغانستان واحتلالها، وأن الحركة المتشددة ستعمد إلى إقامة علاقات طبيعية مع دول الجوار ولن تترك افغانستان أو الأراضي التي تسيطر عليها منطلقاً للجماعات الراديكالية للعمل بها.

وبالفعل فلقد بدأت طالبان الحركة السنية المحافظة ترسل رسائل اطمئنان للجيران الإقليميين المتخوفين منها مثل إيران وروسيا وحتى الصين، والذين كانوا تقليدياً غرماء للحركة.

وفي حين أن حركة طالبان لم تلتزم الصمت حيال قضية الإيغور، إلا أنها تحاول تحقيق توازن بين التزامها بالقضايا الإسلامية العالمية وإقناع بكين بأن أي حكومة ستؤسسها في كابول لن تهدد استقرار الصين.

وقال مسؤول رفيع في حركة طالبان: "نحن نهتم باضطهاد المسلمين سواء في فلسطين أو ميانمار أو الصين، ونهتم باضطهاد غير المسلمين في أي مكان في العالم". ولكنه استدرك قائلاً: "ما لن نفعله هو التدخل في الشؤون الداخلية للصين".

وأشار مسؤول آخر وهو المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، إلى أن الحركة تعهدت في اتفاق الدوحة في فبراير/شباط 2020 مع واشنطن بعدم السماح باستخدام أراضي البلاد ضد دول أخرى، وعدم قبول أي لاجئين أو منفيين خارج إطار قانون الهجرة الدولي.

بل إن طالبان لم تُخفِ أملها في أن يمثل الانسحاب الأمريكي من المشهد الأفغاني فرصة لتعزيز الصين استثماراتها في أفغانستان، وذلك نقلاً عن الناطق الرسمي باسم طالبان سهيل شاهين، حسبما أفادت تقارير إعلامية.

وشدد على أن "الحركة ستسهر على توفير الأمن للرعايا الصينيين في البلاد، وكذلك لكافة الاستثمارات المرتبطة ببكين"، واصفاً الصين بـ"البلد الصديق لأفغانستان".

ونقل عن شبكة "آر إف إي" الفرنسية، أن طالبان بعثت برسائل تطمينية للصين بخصوص احتمال لجوء مقاتلين من قومية "الإيغور" إلى أفغانستان.

بدورها، عبرت الصين خلال الأيام الأخيرة، على لسان وزير خارجيتها وانغ يي، عن أملها في الوصول إلى حل سياسي يجمع كافة الأطراف الأفغانية.

ولكن المفارقة أن جغرافيا أفغانستان الوعرة وتركيبتها السكانية المعقدة التي منعت القوى العظمى الثلاث التي مرت على البلاد من هزيمة المقاومة المحلية، هي نفسها قد تمنع طالبان من القضاء أو تجحيم أي جماعات خارجية لها أجندات في دول الجوار، إذ قد تبقى أفغانستان عصية على الترويض حتى من أبنائها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي