"جيش الموتى".. الزومبي في مهمّة جديدة

2021-06-02

يقدم لنا الفيلم متعة بصرية لا يمكن إنكار جاذبيتها (Imdb)

عمار فراس

لم ينتهِ هذا العام بعد، وظهر اسم زاك سنايدر، مرة أخرى، ليحتل واجهة أخبار السينما. فبعدما صدرت النسخة الخاصة به من فيلم justice league، وأثارت ردود فعل متفاوتة، بثت شبكة "نتفليكس" أخيراً، فيلم "جيش الموتى" (Army of the Dead)، من كتابة وإخراج سنايدر نفسه؛ مَلكُ الـCGI والتصوير البطيء، وهما العلامتان اللتان تثيران حفيظة الكثيرين في حين يراهما البعض أسلوباً سينمائياً خاصاً، يبيح للمخرج توظيف التكنولوجيا لتصوير ما لا يمكن صناعته في الواقع.

تختلف مقاربة سنايدر للموتى الأحياء عن تلك التقليديّة؛ إذ نتعرف إلى المريض رقم 0 في بداية الفيلم، هو جزء من عمليّة عسكرية أميركيّة كانت تتم في المنطقة 52، التي تدور حولها نظريات المؤامرة، وتتلخص بكونها مكاناً سرياً أنشأته الحكومة الأميركيّة لتشريح الكائنات الفضائية، واختبار أسلحة وأمراض لا يجوز للعامة أن تعرفها.

بالتالي، الموتى الأحياء في هذا السياق، هم نتاج تجارب عسكرية، وليسوا نتيجةً لشركة طبيّة أنتجت فيروساً خرج عن السيطرة.

الاختلاف الثاني تمثل في "أنواع" الموتى الأحياء، و هو ما لا نعرفه من قبل؛ إذ يقدم لنا سنايدر صنفين، هناك الألفا، وزعيمهم "زيوس" الذي تمكن من الهرب، وهم الأذكياء؛ أي أنّهم ليسوا مجرد وحوش لا تفقه ولا تفهم، هدفها الوحيد التهام الناس، بل هم منظمون، ولهم رئيس ومساعدة وحيوانات أليفة، وقادرون على "تحويل" من يريدون إلى زومبي ذكي.

أما القسم الآخر، فهم "القطيع" الذين اعتدنا عليه؛ لا مهمة لأفراده سوى القتل والالتهام، لكنّ المميز أنّه يمكن التحكم بهم من قبل الألفا عبر الصراخ، وهي وسيلة التواصل بينهم؛ أي هناك لغة من نوع ما تكسر الرعب الذي يمثلونه، فإمكانية التواصل والنقاش، تعني أنّهم ذوو عقل، وهذا ما يقلل خطرهم؛ إذ نرى في الفيلم، ضمن مشاهد عدة، كيف يمكن للبشر التواصل مع الألفا، بل عقد صفقات معهم، إن صح التعبير.

حكاية الفيلم أيضاً مختلفة، جماعة من المرتزقة يسعون إلى الحصول على نقود مدفونة في خزنة تحت واحد من كازينوهات لاس فيغاس، المدينة التي تحولت إلى مرتع للموتى الأحياء، وحصن لهم. مكان معزول قررت الحكومة تفجيره للقضاء على كلّ الموتى الأحياء، بالتالي أمام فريق المرتزقة مساحة زمنية قصيرة للدخول إلى المدينة والحصول على النقود قبل أن يحترق كلّ شيء.

يقدم لنا الفيلم متعة بصرية دمويّة لا يمكن إنكار جاذبيتها، لكن في الوقت نفسه، بحسب ما لاحظ كثيرون، هناك بعض الهفوات والأخطاء في إنتاج المؤثرات البصريّة، أو ما سماه البعض البيكسلات المفقودة، ويعود السبب، بحسبهم، إلى الكاميرات نفسها التي تم التصوير فيها، بينما يرى آخرون أنّ منصات البث نفسها خفضت جودة الفيلم كي يُبث، فيما يُلقي نقّاد اللوم على فريق المؤثرات البصرية نفسه على تقصيره.

المثير للاهتمام أنّ هذه المشكلة نالت صدى بسبب طبيعة عمل سنايدر نفسه، والإخفاقات السابقة التي وقع بها في ما يخص المؤثرات البصرية التي كانت مهزلة في فيلم justice League، لكن أكثر ما أثار التساؤلات هو الزومبي-الروبوت، الذين ظهروا مرات عدة في الفيلم، من دون طرح أيّ سؤال حولهم.

وبحسب سنايدر، في مقابلة سابقة، سيتم اكتشاف هذا النوع من الموتى الأحياء في مسلسل مقبل، ربما سيكون امتداداً لهذا الفيلم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي