القدس على وشك الانفجار.. وملامح انتفاضة فريدة تلوح في الأفق

متابعات الأمة برس
2021-05-03

لم يمض شهر على إعلان "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي، إلا وانفجرت حلقة جديدة داخل فلسطين.

وفي مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أعلن "كوشنر" أن "الزلزال السياسي" الذي أحدثته الموجة الأخيرة من التطبيع العربي مع إسرائيل لم ينته بعد.

وفي الواقع، كان "كوشنر" متحمسا، فقد زار أكثر من 130 ألف إسرائيلي دبي بالفعل منذ أن استضاف "ترامب" توقيع اتفاقات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتنامت العلاقات الودية الجديدة بين إسرائيل والعرب منذ ذلك الوقت. وأصبحنا ننتظر رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل.

ومن المتوقع أن تكون السعودية هي التالية في هذا السباق

وكتب "كوشنر" شاعرا بنشوة الانتصار: "نشهد آخر بقايا ما عُرف بالصراع العربي الإسرائيلي".

ولم تكتب أي شخصية أمريكية أي شيء بهذه الغطرسة والخطأ منذ أن هبط الرئيس "جورج دبليو بوش" على حاملة طائرات بعد غزو العراق ووراءه لافتة تقول: "المهمة أنجزت". 

ومنذ ذلك الوقت عانى الجنود الأمريكيون لأعوام عديدة هناك.

ولا يشعر "كوشنر" بالندم على شيء.

وهو يظن أنه على حق، "لأن الله في صفه".

ولكن "كوشنر" ليس وحده في التفكير أن الصراع المستمر منذ 7 عقود قد انتهى.

حكم الأقلية

ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فقد حققت الدولة العبرية النصر الإقليمي الواحد تلو الآخر، في مرتفعات الجولان والقدس الشرقية والمستوطنات المحيطة بها ووادي الأردن.

وفي كل عام تتوسع إسرائيل لتعيش في مساحة أكبر قليلا من الأرض الموعودة، أو "أرض إسرائيل"، وهو الاسم اليهودي التقليدي للأراضي التي تمتد إلى ما بعد حدود عام 1967.

وقد روجت إسرائيل لنفسها منذ فترة طويلة باعتبارها الدولة الوحيدة بين النهر والبحر، وهي دولة غير قادرة على تحمل أي هوية سياسية أخرى بجانبها. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن الحل هو سيطرة الأقلية اليهودية على الأغلبية العربية.

وأن تكون فلسطينيا يعني أن تتلقى الضربة تلو الأخرى، قبول أمريكا بالقدس كعاصمة غير مقسمة لإسرائيل، ورئيس جديد في البيت الأبيض قال ذات مرة إنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة فكان يتعين على الولايات المتحدة أن تنشئها، والاندفاع المتهور للاستثمار في إسرائيل والتجارة معها، حتى من قبل الدول العربية التي لم تعترف بها بعد.

وأرجأ الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، الخميس الماضي، رسميا أول انتخابات منذ 15 عاما.

وكان رفض إسرائيل السماح للمقدسيين بالتصويت ذريعة لذلك.

وقال "عباس" في خطاب متلفز: "بمجرد أن توافق إسرائيل على السماح للفلسطينيين بالتصويت في القدس، سنجري الانتخابات في غضون أسبوع".

لكن، كما يعلم الجميع، يكمن سبب هذا التأخير إلى أجل غير مسمى في الضربة المؤكدة التي يعلم "عباس" أنه سيتلقاها إذا ذهب إلى صناديق الاقتراع.

ويبدو أن بحث "عباس" عن تفويض شعبي قد فشل.

إذن هذا ما تبدو عليه نهاية الصراع. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يرى الفلسطينيون أن مصلحتهم العليا تكمن في الاستسلام، حسب حسابات "كوشنر" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

إلى جانب ذلك، لابد أن يدرك الفلسطينيون أن لهم دولة خاصة بهم تسمى الأردن.

 ولم يكن مشروع إسرائيل كدولة يهودية في خطر أكثر مما هو عليه الآن، في الوقت الذي تعتقد فيه أنها على أعتاب النصر، لأن الزلزال الحقيقي ليس الزلزال الذي يشير إلى نهاية الصراع، ولا المناوشات في الضفة الغربية أو غزة، بل زلزال يهز إسرائيل في القدس والأراضي التي احتلتها عام 1948.

ولن يحمي أي جدار أو حاجز تفتيش إسرائيل من عواقب الزلزال الذي مركزه القدس حيث يشارك فيه الفلسطينيين، سواء كانوا مواطنين في إسرائيل أو مقدسيين.

وفي حديث مؤخرا بين متظاهر فلسطيني ومراسل تلفزيوني يهودي تم تسجيله مؤخرا أمام "باب العامود" في البلدة القديمة في القدس، يسأل الفلسطيني المراسل: "أين ولد جدك؟". وكان الرد: "أين ولد جدي؟ في المغرب". وأكمل الفلسطيني: "ليس في هذه الأرض، أليس كذلك؟ لم يكن هنا. ولم يأت إلى هنا من قبل، أليس كذلك؟"

رد الإسرائيلي: "إذا، ماذا تقصد؟" وقال الفلسطيني: "أما بالنسبة لي، فقد ولد جدي ووالده هنا".

واستنكر الإسرائيلي قائلا: "هل يجب أن أعود إلى المغرب؟ هل هذا ما تعنيه؟" أجاب الفلسطيني: "هذه الأرض ليست لك. هذه الأرض ليست لكم. القدس لنا. القدس إسلامية".

وكانت شرارة المواجهة قرار منع الفلسطينيين من الجلوس في الفناء والدرج أمام باب العامود حيث اعتاد الفلسطينيون الجلوس بعد الصلاة في المسجد الأقصى.

وكان سبب الإغلاق المستمر هذا العام هو "كوفيد-19"، لكن ذلك تسبب في إشعال الأمور.

وتساءل المتظاهرون: "هل نفذوا الإغلاق بشأن عيد المساخر وعيد الفصح لليهود؟ يجب أن يفتحوا لنا الباحة والسلالم".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي