بعد الصاروخ.. لماذا يقف بينيت ساكتاً أمام "اختبار حماس"؟
2021-08-18
كتابات عبرية
كتابات عبرية

نزل رئيس الوزراء نفتالي بينيت أمس إلى فرقة غزة في زيارة خطط لها مسبقاً مع وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، وهناك في ختام تقويم للوضع حاول أن يفسر لماذا لم يأمر الجيش الإسرائيلي بالمهاجمة فوراً بعد إطلاق الصاروخ نحو “سديروت”، أول أمس.

“سنعمل في الزمان والمكان والظروف التي تناسبنا”، قال رئيس الوزراء الجديد بينيت. ومن السهل تقدير ما كان سيقول عضو المعارضة نفتالي بينيت لو تصرف رئيس وزراء آخر كان مثله ولم يرد على حدث كهذا في المدى الزمني القريب للحدث.

النار التي أطلقت أول أمس نحو “سديروت” كانت خطيرة؛ كونها نفذت في وضح النهار نحو المدينة الكبيرة في الغلاف. لا يفترض أن يعني إسرائيل ما إذا كان هذا بسبب الحادثة التي جرت في جنين حيث قتل أربعة مسلحين في نشاط لوحدة المستعربين، أو بسبب تأخيرات في تحويل المال القطري. فمن أطلق النار حاول أن يتسبب بإصابات. هو ليس رجل حماس، وقد ينطبق عليه تعريف المارق وأن حماس اعتقلته، لكن المسؤولية تقع على حماس ولا يفترض بهذا أن يعني إسرائيل. فمن أطلق النار لم يختر إطلاق إشارة مثل بالونات حارقة أو متفجرة، أو قذيفة هاون نحو الجدار دون إصابات أو نحو هدف عسكري.

لقد وضع بينيت ثمناً للبالونات الحارقة التي تطلق من غزة، في شكل رد من سلاح الجو على أهداف لحماس. صحيح أنها ليست أهدافاً نوعية، ولكن العمل وحده يستهدف تحديد شارة ثمن، وصحيح أن بينيت حتى الآن ينجح، حيث الردود لا تجر وراءها تصعيداً؛ أي أن إرهاب البالونات الحارقة أمر يطاق نسبياً، ولكن ما جرى أول أمس يوجب التصرف بشكل مختلف. والآن، حين يكون ثقل المسؤولية على كتفيه، فقد تعلم على جلدته كم هو صحيح الكليشيه، أحياناً، عن أمور ترى من هنا”.

المشكلة أنه حدث يرتبط بالحادثة الأخيرة في الشمال، التي لم يرد فيها الجيش الإسرائيلي على عشرين صاروخاً من حزب الله نحو “هار دوف” واحتوى الحدث الخطير. في حارتنا، في الشرق الأوسط، الكل ينظر اليكَ – وبالتأكيد حين تكون رئيس وزراء جديد – ويحاولون تحديكَ. أما إبداء الضعف فمن شأنه أن يجرك إلى حرب، بينما تعتبر كمن يفقد الردع. من يريد تسوية ويسير نحوها الآن ملزم بأن يفعل هذا انطلاقاً من القوة، وإلا فسيبتز.

لقد ألمح بينيت بالاتجاه في فترة الهدوء الطويلة حين قال: “مهمتنا هي إعطاء أمن طويل المدى لسكان الجنوب ولسكان غلاف غزة. المفاوضات الجارية حول تحويل المال القطري لا تتقدم في هذه المرحلة، بسبب المعارضة الإسرائيلية لتحويل المال مباشرة إلى موظفي حماس. والمسعى هو إيجاد حل تصل بموجبه المساعدة الإنسانية وفي أقرب وقت ممكن، منعاً لتدهور إضافي يولد تصعيداً. لا يوجد في هذه اللحظة حل أيضاً لمسألة الأسرى والمفقودين، ولا يوجد تقدم في الموضوع. مصادر متطرفة في حماس تطلق إشارة بأن إذا لم يحدث تقدم فسيحدث تصعيد.

بخلاف الجبهة الشمالية، تعدّ حماس في غزة خصماً أكثر راحة بكثير، وهذه فرصة للعمل بحزم تجاه خروقاتها (عدم المبادرة إلى القتال) وجباية ثمن، ونعم – الإيفاء بكلمتك أيضاً. بالتوازي، على رئيس الوزراء الذي يعنى معظم ساعاته في شؤون كورونا التأكد من جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب ضد “حزب الله”، وأن يحرك سياقات تسلح فورية بصواريخ الاعتراض وبالقذائف الذكية، وأن يدفع بناء العائق المخروق إلى الأمام، ويسرع مشروع الاعتراض بواسطة الليزر. إضافة إلى ذلك، هو ملزم أيضاً بأن يوقظ وزارة الأمن الداخلي في صالح خطة الحرس الوطني للدفاع في وجه أعمال شغب محتملة لعرب إسرائيل في فترات المواجهة.

 

بقلم: يوسي يهوشع

يديعوت 18/8/2021



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي