فتيات لئيمات؟
2021-07-09
إبراهيم الجبين
إبراهيم الجبين

كتبت المحرّرة الفيزيائية ناتالي ولتشوفر مقالا في مجلة ”كوانتا“ التي ترأس تحريرها موضوعا تحت عنوان ”19 امرأة يقدن الفيزياء والرياضيات“. لم أقرأ السطور كمقال عادي، فذلك الكائن الذي كان حتى قبل عهد قريب، يُنظر إليه على أنه مجرّد تابع للرجل، لم يعد يربّي الأطفال وحدهم، بل يربّي الكبار أيضا وفي أي المجالات؟ الفيزياء والرياضيات؟

نماذج عديدة من أنحاء العالم، نساء من بيئات متفاوتة في تعاملها مع المرأة، من يصدّق نبوغ عالمة الرياضيات الإيرانية الأميركية مريم ميرزاخاني التي أصبحت أول امرأة تحصل على ميدالية فيلدز، رغم أن كل ما كان يقال لها في صباها ”لا تحاولي حتى أن تكوني متميزة“.

وللمرأة المجتهدة، غير المتاجرة بكونها ضحية مزمنة للرجل، لغتها الخاصة حتى في العلم، انظر كيف تشرح عالمة فيزياء الجسيمات جانيت كونراد وضع الجسيمات الافتراضية التي تسمى النيوترينوات العقيمة، تقول إنها بمثابة “وحوش صغيرة” ذات شخصيات قوية. وتضيف كونراد “الكواركات تمثل الفتيات اللئيمات. إنهنّ عالقات في مجموعاتهن الصغيرة ولن يخرجن. الإلكترون هو الفتاة المجاورة، إنها الشخص الذي يمكنك الاعتماد عليه دائما لتكون صديقتك فأنت تقوم بتوصيل الكهرباء وها هي تساعدك، أليس كذلك؟“.

سوتشيترا سيباستيان المهتمة بالظواهر الكمومية الشاذة والتي يصفها مقال ولتشوفر المترجم في موقع ”ناسا العربي“، بأنها قادرة ”على إحداث ثورة في العالم“، ليست فقط منكبة على الفيزياء، إنما واظبت على الدراسة في جامعة كامبريدج حتى حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال، وتعلّق على ذلك بالقول “أحتاج حقا إلى الانخراط والاندماج بكل شيء حولي بطرق مختلفة. كيف يعمل العالم؟ وكيف يعمل الاقتصاد؟ وكيف تدير الحكومات الدول؟ أنا مهتمةٌ بالآثار الاجتماعية لما نقوم به”.

مريم ميرزاخاني أول شخصية إيرانية تحصل جائزة فيلدز العالمية في الرياضيات

أما العبقرية جانا ليفين التي لم تتخرج حتى من المدرسة الثانوية بشكل رسمي، كما تصفها ”كوانتا“، فقد كتبت روايات أدبية نالت عليها العديد من الجوائز، وتفعل هذا عندما لا تكون مشغولة بأبحاثها حول الثقوب السوداء. تقول ليفين إن “العلم مجرد جزء جوهري تماما من الثقافة”.

عالمة الفيزياء والرياضيات ميراندا تشينغ تركت الدراسة في المرحلة الثانوية، وهي تقوم الآن بالبحث عن العلاقة الغامضة بين نظرية الأوتار والجبر ونظرية الأعداد. أما كاثلين فيشر وجانيت وينج فتعملان على تطوير شيفرة “مقاومة للقرصنة“ غير مسبوقة، بينما تقوم عالمة الكمبيوتر سينثيا دورك بترجمة مفاهيم مثل ”الخصوصية“ و“العدل“ إلى خوارزميات.

العلوم كما تراها المرأة كونٌ آخر يحتاج إلى الاكتشاف، بعد أن عرفنا كيف نظر إليها الرجل، ولا شكّ أن ”بعض“ القراء الرجال الآن استغرب حتى من وضع صفة ”المحررة الفيزيائية“ قبل اسم ولتشوفر. فكيف سيصدّق بقية الحكايات؟


*كاتب سوري



مقالات أخرى للكاتب

  • غزوة الكونغرس والطالح العام
  • شطرنج الماء
  • البقاء لمن؟






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي