مرضٌ يُبَدِّل أقنِعَتَه

أنس طريف غولكندا باسم ألوان شقائق النعمان الأربعة، باسم جميع الحماقات، والإنكار الأخرَق، اشكُلي إكليل آسي تعالي أَشْكُل آسَك أيضاً. غولكندا تلَّةٌ دائريةٌ، تومض الشمس تحتها. أدخلُ – على ركبتَيّ – فرن الحَرْق تعالي: بقاياي وبقاياك، يذروهما الزمن. ■ ■ ■ جُلنار اسمها جُلنار، و


فوتوغرافيا الحرب

عاشور الطويبي ممرّ ضيّق على الحياة رتلُ سيارات دَفْعٍ رُباعي مُسلّحة يتقدّم مُسرعاً غبارٌ يُغطّي عمائم ملوّنة وعباءات شاحبة ولُحِيٌّ طويلة بنادقُ كلاشينكوف تلمع تحت في سماء شديدة الزرقة ابتساماتٌ نصف ميّتة وعيون تفتح على تيه وخذلان رتلُ سيارات دفع رباعي مسلّحة أتى من أرضٍ فيها الموتى


الصّفْوة

عبد الكريم الطبال ابن عربي الصوفي عادْ وجدَ الأبواب الفضيّةَ مُشرعةً للغائبينْ والداخل مفقودْ جبران الشاعرْ عادْ وجد البلاد المحجوبةَ ما زالتْ خلف الأسدافْ سليمان الحكيمْ عادْ وجد الطير بلا لغةٍ والنمل يرحلُ في أحداق الرّعيّةْ دلالْ المغربيّةُ رجعتْ لتقولْ أنا ما كفرت بكم لك


ملح الهواء

احساين بنزبير اللهو مع الغيم عند وقت القيلولة على إيقاع غزالة أو حمار وحشي… وذكراها تسيح في أرشيف دمي كأن الغيمة تقطر حبا وحيدا. ٭ ٭ ٭ خطوة تكسو التراب نيلوفرا شفيفا عمَّدَتْه فراشة الأيام بحبل الغواية والرقص. ٭ ٭ ٭ لم أعثر عليه منذ مدة طويلة بين لائحة هواء صغير كأنه مظهر م


العودة إلى البيت

فراس موسى أدخل إسبانيا.. لا كما يدخلها السائح الأجنبيّ متأبّطا آلة التصوير ومعتمرا قبّعة القشّ الصيفيّهْ.. لكنْ أدخلها كوريث شرعيّ لتلك البقعة الجغرافيّة التي تتنفّس التاريخ والحضارهْ.. كي أطالب بما تبقّى من بيت أبي.. وبما تبقّى من رائحة أمّي الساهرة على عتبة الدارْ.. وكي أطالب بحصّتي من أ


في رواق المطار الطويل

فادي أبو ديب عن اللقاءات الطازجة غبش الفجر البارد في آخر رواق المطار الطويل حفيفٌ مُتخامد من متجر الكتب المنعزل. البائعة ضجرة لوحدها عند أوّل الشروق لماذا صوت الدقائق مثيرٌ هكذا، ودفق الهواء المتسرّب من خلايا الزجاج ورائحة السَّفَر والخبز وخواطر تومض عن الشّمس والسُّحُب الفضّية والمدن


خللٌ رؤيوي

سليم النفار على وهمٍ بنا؛ تمضي هنا الأيامُ بلا معنى نُداريْ عجزنا، ونُضيفُ أكلافاً لصبحٍ لا يرفُّ فكمْ أُنثى تناوبها الحنينُ: لابنٍ، لزوجٍ لم يُطاوعهُ الإيابُ فهلْ هذي فروقُ الوعيِّ؛ أمْ خللٌ هنا في دمي لا يجفُّ؟ على وهمٍ نرى أسلافنا، لا كما كانوا نُضيفُ الوهمَ في أحلامنا كيْ نرى ما ل


نصوص من المنفى

معتز رشدي الفلسطيني كفي طرقت كُلّ باب. لساني بكل لغةٍ تكلم. في المياه أنا الغريق. في الجفاف أنا المعثور-عليه – مقيداً في القاع. مجاز الغياب (….) جسدي خيطٌ، وروحي طائرةٌ ورقية. يا ريح.. رفقاً بنا يا ريح..! ٭ ٭ ٭ مجازٌ للغياب إلى علي آل تاجر أنا وبلادي طرد


لوحةُ الشَّاعِر

غريب إسكندر لماذا تركتَ الكلمةَ تصرخُ وحيدةً في لوحتِكَ أيُّها الشَّاعِر؟ كان ممكناً لها أن تلوذَ بالظلِ أو تحترقَ كألواحٍ قديمة أن تنزفَ أو تغني كأبجدياتٍ غامضة أن ترسمَ عناصرَ الوجودِ وتسميها عناصرَ العدم! كان ممكناً لها أنْ تستنجدَ بزهرةِ النارِ؛ بإثمِ البراءة أن تسألَ المجوسَ عن النجوم


كما فعل بشر كثيرون في التاريخ

وليد الشيخ وقفتُ على النافذة كما فعلَ بشرٌ كثيرون في التاريخ لكني لم أر شيئاً الجيوش التي دخلت المدينة تبخّرت الرايات المحروقة ظلّت ألوانها ضجرةً في السماء حتى السماء، لم أرها البنات بأكتافهن العالية والكرز النافر غائبات الأولاد الفالتون كأحصنةٍ من حديد، على ما يبدو، يمارسون كسلاً فاج


أنصافُ أشياء

دريد جرادات قالَ لِي صاحبِي: سَأتلو عَليكَ مِنَ الحَديثِ ما لَيسَ بِذي شَجَن ما زِلتُ أهربُ مِن واقِعٍ وبِهِ أصطَدِم وأعيشُ أحلاماً فإذا بِها تَندَفِن وأحيا طُموحاً فإذا بِهِ يَنهَدِم وينبضُ القَلبُ عِشقاً فإذا بِهِ يَنفَطِر فأنّى تُواتي الريحُ مَراكِبي ومَوجُ الشَّقاءِ يَنتَظِر إن ج


خيطٌ خفيفٌ من العزلة

أصالة لمع أن أتوقّفَ عن الركض، ‏أقول لهذا العالم أنني متيبِّسة ‏أنني سئمتُ الاختلاط بالنهر الهادر ‏وأبحثُ الآنَ عن بركةٍ مُحاطة بالأعشاب ‏يأخذ موجُها الخفيف جسدي الهامد إلى ضِفّةٍ أُخرى ‏بلا تدخّلٍ منّي. أن أمشيَ في محطّة المترو الخالية مساء الأحد ببُطءٍ شديد، ثمّ أت


كفكرةٍ إضافية نخرجُ من فم الشِّعر

عنفوان فؤاد نعم سأكون هناك حيث أنت الآن، لن تكون وحيدًا سأكون كلّ الحضور سيصفّق الفراغ بعد أن تقطع الشِّعر من عروق الكلام. نعم سأكون هناك حيث أنت الآن، ثمّة من سيندهش وأنت تقف بكامل قصائدك ستثير شهيّة الأنظار والإصغاء والشتائم الجاهزة. نعم سأكون هناك حيث أنت الآن، لنتخلّصَ منها ت


اعترافات

لطفي خلف أسرار أتداخل في ذاتي أتشاجر مع ألمي ما بين جدارٍ وجدار ِ فأكف مصيبة يومي الغضة تصفعني لا دخل بتاتا للزمن المتشظي من بدن العمر بأحزاني أنفاسي تكتمها روحي واسيرُ أسيرَ الأسرار ِ على هذه الأرض من وحي كلمات الشهيد عدي الأخيرة: أقول لكل دويلات عالمنا الزئبقي لأجل الغباء الذي يعتريك


غرفة في فندق

باسل عبد العال زجاجٌ ونافذةٌ نحو شارعها الدائريِّ وَلي عالمٌ حافلٌ في كتابْ، وَلي عالمٌ خلف هذا الزُّجاجِ سريرٌ يُبشِّرُ بالعزلةِ البكرِ لا شيءَ يُشبهُني في السريرِ سوى غرفةٍ مهملةْ، كأنّي بها وطنٌ ضائعٌ وَهي بي وَطنٌ فارغٌ من ظلالي بياضٌ على ضوئهِ في المغيبْ، وضوءٌ على البابِ أعرفُ أنّ


أنا والرَّبيعٌ فصلٌ واحدٌ

غزاي درع الطائي أنا مجنونٌ بعقلٍ كاملٍ أنا شاعرٌ الشّاعرُ مجنونٌ بعقلٍ كاملٍ أنا والرَّبيعٌ فصلٌ واحدٌ هو يُعطي الأزهارْ وأنا أُعطي الأشعارْ أنا من عائلةٍ لا تشربُ الماءَ أنا من عائلةٍ تشربُ الكتبَ ومن قريةٍ لا تُصَبُّ القهوةُ في مضائِفِها بل تُصَبُّ القصائدُ ومن بلادٍ تسيلُ دماءُ أبنا


نحو سماء لا نراها

عبد الجواد العوفير في التلفاز الخشبي بالضبط سنة 1985، شاهدت حرباً في التلفاز الخشبي، سمعت في الليل، قنابل وبكاءً شديداً، شاهدتُ خيال مصرفيّين يطلّون من النافذة، ويهربون، امرأة تقول: هذه بداية أجمل، صريرُ بابٍ، ماءٌ يقطر من صنبور. في التلفاز الخشبي، شاهدت رجُلاً حزيناً يُصلّي. من الناف


سماءٌ مليئة بالنجوم لا الأقفاص

خيال العلاق تراتيل مبكرة ‎في قلب السكون المترامي ‎أتوق للوصول إلى الدفء البريء الأول ‎إلى تلك التراتيل المبكرة من أحلام طفولتي.. ‎هناك يمكنني أن أجدني مرة أخرى ‎أترنم بأناشيدي الأولى ‎عن السحابة الأولى ‎وكلما يبلغ الضحك منتهاه ‎يهبُّ المطرُ الوحشيُّ برياً و








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي