في دورتها السابعة عشرة : شبكة الأمة برس العربية الأمريكية الإخبارية ومجلة العربي الأمريكي اليوم تعلنان (شهداء غزة) و(قناة الجزيرة) و(الأحرارالشرفاء في كل مدن وشوارع العالم) شخصية العام 2023

الأمة برس
2023-11-24

كتب : عبدالناصر مجلي - الناشر ورئيس التحرير


كما هي العاد في كل عام نجتمع لتحديد الشخصية الاهم سنويا ، لكننا هذه السنة واجهتنا أحجاث كبيرة ومفاجاة ، ولاشك بأن الحدث كبير جدا الى درجة يصعب معها الاختيار في مناسبة سنوية كهذه أعتدنا الاعلان عنها ألا وهي شخصية العام، فعلى وقع العدوان الاسرائيلي الارهابي على غزة تم تغيير برنامج الاعلان تغييرا كاملا ، مع اننا عملنا عليه لعدة أشهر تقريبا ، وصولا الى الشخصية المقصودة بالاختيار ، عبر طريق طويل يبدأ باختيار الأسماء ، ثم وضعها في جدول يتم تصفيته أولا بأول ليبقى في الأخير اسم الشخصية التي سنتشرف باعلانها شخصية العام .
وهو كما يعلم الجميع والمتابعون لنا تقليد سنوي بدأ معنا منذ العام 2006 وحتى عامنا هذا ، استطعنا طيلة هذه الاعوام أن نواصل ترشيح واختيار الشخصيات التي راينا أن تستحق الأختيار وهي كذلك فعلا ، دون شعور بالوهن أو الخذلان وذلك أننا قد قررنا منذ اللحظة الأولى ، أن لانلتفت الى المصالح الشخصية ولا إلى الطمع في شيئ ، اللهم أن نقول للناس شكرا لما قدمتموه لأوطانكم وللعالم.
هذا العام لم يكن مختلفا حتى يوم السابع من اكتوبر الماضي 2023 الذي تغير فيه العالم ، عبر مفاجأة حماس لاسرائيل بهجوم شامل وقوي وعاصف لم تشهد له مثيلا منذ خمسة عقود ، فما كان منها إلا أن اعلنت الحرب على غزة بشكل مبالغ فيه ، وبوحشية لانضير لها أمام صمت العام ، حيث قامت هذه الدولة المتوحشة بإستهداف كل شيئ في غزة ، وقامت بإرتكاب مئات المجازر مخلفة ورائها الألاف من الشهداء غالبيتهم من الأطفال، بالاضافة الى عشرات الألاف من المصابين ، بعضم حالتهم حرجة جدا الى درجة أننا في هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا البيان سيكون قد سقط الالاف من الشهداء والجرحى.
لقد تجاوزت اسرائيل بإرهابها كل قواعد الاشتباك المعروفة، وتوحشت وانسعرت أما العالم أجمع لاتعير استماعا لأحد ، ومن المؤسف أن الكثير من قادة الغرب وقفوا معها في ابادتها للفلسطينيين في غزة بشكل لم يسبق له مثيل.
كان حدثا كبيرا ومهولا لم يتوقعه أحد ونحن منهم ، ففي اللحظة التي كنا فيها على وشك اعلان بيان شخصية العام 2023 قامت القيامة في غزة ، وتناثرت أوراقنا بالاسماء التي فيه وقمنا امام هذه الهول الجبان الذي صنتع اسرائيل بإعادة الاختيار على وقع دوي الصواريخ الاسرائيلية المجرمة وعلى وقع انين وبكاء ورعب أطفال غزة ، وأسفرت اعادت ترتيب الأسماء وتوصلنا لى ثلاث فئات هي الأجدر بحمل لقب 2023 ، هذا العام الملتهب من أول الى آخره ، لكن لهيب غزة والعدوان الارهابي عليها فاق كل الحراق واحرق كل الضمائر الحية في العالم .
لقد غير العدوان الاسرائيلي الارهابي والمتوحش والبربري على غزة وساكنيها الكثير من مفاهيم العالم سواء تجاه اسرائيل وصورتها المزيفة "كدولة مدنية ديموقراطية: في محيط "متوحش وعدواني" كما يتم وصفها في اعلام الغرب المنافق ، هذا الاعلام الرخيص والسادي والشريك في في جرائم اسرائيل عبر كل الأوقات ، أو باتجاه صورة الشعب الفلسطيني الذي لاتعرف شعوب الغرب قصته الحقيقية ومظلوميته التاريخية ، أو باتجاه أهمية ومصداقية الاعلام الحقيقي والشجاع.
لقد تم تعريف اسرائيل في الغرب تحديدا بأنها دولة "حضارية ومدنية وديموقراطية" لعقود طويلة ، الى درجة صارت فيها هذه الدولة المعتدية والمحتلة تكاد لاتُمس مهما عملت وبطشت ونكلت وقتلت من جيرانها العرب ، بل أنه يتم تعريف العرب في الغرب بأنهم "متخلفون عنيفون وإرهابيون وغير ديموقراطيون" . واستمرت هذه السردية العوجاء والكاذبة والمنافقة طيلة 75 عاما، مارست فيها اسرائيل بدعم حكومات الغرب ابشع التصرفات والمجارز بحق الفسطينيين بالذات ، وخاضت عدة حروب عدوانية تجاه العرب كان الغرب فيها هو الحليف والنصير والمآزر والحامي لها حتى من مجرد اللوم.
كل ذلك تغير في يوم واحد هو يوم السابع من أكتوبر 2023 ، حيث رأى العالم أجمع وحشية هذه الدولة الهجينة ولا إنسانيتها ولا أخلاقيتها ، وقد كانت الصدمة مروعة في الغرب تحديدا وهو يشاهد اسرائيل على حقيقتها ووحشيتها بعد سقوط قناعها وبيان وجهها القبيح.
لم يكن الغرب ليرى القبح الاسرائيلي والارهاب الاسرائيلي والوحشية الاسرائيلية ، التي فاقت كل معقول وتجاوزت كل الاعراف والمواثيق والقوانين على مختلف انواعها ، إلا بعد أن رأى دماء أطفال غزة تسيل أنهارا ، وناسها يتم قصفهم على مدار الساعة وبكل حقد ووحشية وعداونية مرعبة ومجرمة دون توقف.
فكنا هنا جميعا نحن سكان العالم نقف حيارى لاندري ماذا نعمل او كيف نتصرف ، ونحن نرى الشهداء الأبرياء من مختلف الاعمار يتساقطون كل يوم بالمئات ، وكيف تُهدم بيوتهم فوق رؤوسهم من قبل الدولة الصهيونية الارهابية والمجرمة بعدوانية وسادية مرعبة ومتوحشة.
كنا نشاهد الشهداء يتم محوهم من كتاب الخليقة دون ،ن يتدخل أحد لنجدة هذه الشعب المنكوب بأعتى احتلال عرفته البشرية .
طبعا لم يكن بمقدرونا مشاهدة هذه الملهاة المرعبة لولا وجود اعلام حقيقي وشجاع ، قرر منذ اللحظة الأولى أن لايسكت أويجبن أو يلتزم الصمت ، كبيقة اعلام العالم الغربي المنافق والرخيص والوحشي الرؤية والمقاصد ، ولولا هذه الاعلام الشجاع والنبيل لما رأى العالم وحشية اسرائيل وعدوانيتها وارهابها.
اذن فقد كنا على موعد مع المذبحة بحق شعب مظلوم ، وعلى موعد مع تكشف الحقائق وتساقط الأقنعة القبيح ، عن وجوه النخبة السياسية في الغرب ، واعلامها المتواطئ والصامت عن الحق، والمحرض والواقف في صف الارهاب ضد الابرياء .
هذه الموعد رغم عدميته وتكلفته الباهضة جعلنا ندرك اهمية حق كل شعب في الحياة الكريمة ، وحق كل شعب في أرضه وفي تحديد مصيره.
هذه الموعد الذي لم نتوقعه ولم ننتظره لكنه أتانا مدويا وصارخا، وكأنه يقول لنا جميعا في هذ الكوكب : لقد حانت لحظة الحقيقة التي لامفر منها ، وهي ان الشعب الفلسطيني شعب مظلوم ومضطهد ومسلوب حقه في العيش على ارضه ، وقد آن له أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة له بعد أن خذله العالم!!
إذا فلقد كنا على موعد مع زلزال الشهداء الذي لايكاد يتوقف ، ومع ارتداداته المروعة التي تجاوزت 14 أف شهيد حى كتابة هذه السطور منهم أكثر من 5500 طفل لاحول ولهم ولاقوة ، تم قصفهم وقتلهم بدم بارد وعدوانية اسرائيلية مسعورة ومجنونة يقودها وينفذها قطيع من القتلة والمجرمين في دولة الارهاب اسرائيل.
هذا الهول جعل الملايين حول العالم يخرجون الى الشوارع ، لاعلان غضبهم عما يحدث من محرقة وهولوكوست اسرائيلة ملعونة ومجرمة ، بحق سكان قطاع غزة وأطفاله الابرياء .
ولم يكتف الملايين من هؤلاء الشرفاء حول العالم بمجرد المظاهرات ، بل انخرطوا في عمل اعلامي كوني عبر وسائل التواصل، لم يحدث مثله من قبل في تاريخ العالم وصار كل واحد منهم اعلامي شجاع ، يسعى للدفاع عن اطفال غزة ويفضح الصورة المزيفة لاسرائيل ويكشف لا إنسانيتها ، ويكشف اجرامها ويكشف تجبرها وتكبرها على العالم أجمع ، وقد او شكت ان تنجح في ذلك لولا وجود اعلام شجاع ومحترم ومنصف ، قرر كما قلنا أن يقف في صف الضحية ، وأن يدافع عنها بتسليط الضؤ عليها وعلى مظلوميتها ، وأن يصور الحدث المروع من المسافة صفر، ليرى العالم هذه الجريمة البشعة بحق الشعب الفلسطيني بل وبحق الانسانية جمعاء.
أتى السابع من أكتوبر 2023 كعاصفة مدوية غاضبة فاسقطت كل أقنعة النفاق والجبن والرياء والوحشية.
عاصفة على هولها إلا أنها قسمت العالم الى قسمين
الأول : وهو الغالبية المطلقة ، التي رفضت الوحشية الاسرائيلية ووقفت ولاتزال تقف ضدها وتدافع عن أطفال غزة .
والثاني : هو القسم الملعون والمنافق وشريك القتلة في جريمتهم، التي هزت كل الضمائر الحية في جميع أنحاء هذا الكوكب ، وهم لحسن الحظ قلة لايتجاوزن الألاف، أمام ثمانية مليار إنسان يصرخون بصوت هادر وغاضب واحد : أوقفوا الهولوكوست الاسرئيلية بحق أطفال وسكان غزة.
لقد انتصر الدم الطاهر في غزة على سيف جالوت الاسرائيلي الفاجر ، وبانت الحقيقة ماثلة للعيان
حقيقة إسرائيل الوحشية والبعيدة كل البعد على الاخلاق والمرؤة والدين والانسانية والشرف ، ولم يكن هذا ليتم لولا ثلاثة :
- سكان غزة وصمودهم الاسطوري أمام وحشية جيش اسرائيل العنصري والمجرم والثمن الباهض الذي دفعوه ثمنا لهذا الصمود
- الاعلام الحقيقي والشجاع الذي وقف دون تردد ليسلط كاميرته على المذبحة دون خوف رغم استهدافه هو الاخر
- الرأي العام العالمي العادي ، الذي اتاحت له شجاعة الاعلام الحقيقي والشجاع ، الفرصة ليرى المذبحة على حقيقتها بعيدا، عن عدسات الاعلام المنافق ، التي لاترى ولاتسوق إلا سردية المعتدي الارهابي، رغم معرفة هذه الاعلام المتواطئ بكذب وكيلها ووحشيته وبربريته .
وإذن فقد أتى السابع من وأكتوبر ومابعده ليغير كل المفاهيم السابقة ويعيد كتابة التاريخ من جديد ، ويكشف لنا عالما جديدا صار يرى الحقيقة كما هي ويرفض الزيف والنفاق والرياء
عالم نسميه عالم مابعد السابع من أكتوبر 2023 ، الذي جعلنا أيضا في مجلة العربي الأمريكي اليوم وشبكة الأم برس العربية الامريكية الاخبارية ، نعيد قراءة أوراقنا مرة ثاني ونعيد ترتيبها واخراجها بهذ الصيغة التي تواكب العالم الجديد ..عالم مابعد السابع من أكتوبر الذي غير كل المفاهين والرؤى وحتى الافكار.
وعليه وبعدما أتضحت لنا الرؤية جميعا ، رؤية الشهداء فقد صار لزما علينا ان نرى الشهود ونعلن عنهم جميعا.
لذلك نعلن ونقول أنه يشرفنا في مجلة العربي الأمريكي اليوم وموقع شبكة الأمة برس العربية الامريكية ، أن نعلن شخصية العام 2023 مشاركة بين ثلاث جهات صنعت وصبغت هذاالعام بصبغتها القوية ، التي لن يستطيع أحد محوها أبدا ، وقد كانت كذلك فعلا عن جدارة تضحية ونبالة وشجاعة ، هي صوتنا جميعا أينما وجدنا في هذا العالم الكبير ، الذي استطاعت ،أن تغيره وأن تعيده الى مساره الصحيح ، مسار العدل والسلام والتعايش.
نعلن اليوم بكل شرف وفخر ومسؤولية كل من :
1- سكان وأطفال غزة الشهداء الذي تم قصفهم وغبادتهم امام العام أجمع دون ان يتدخل أحد لنجدتهم
2- قناة الجزيرة لوقفتها الشجاعة لنقل المذبحة دون خوف او أو استسلام للترهيب والتهديد والوعيد ولوقوفها المشرف والانساني والاخلاقي الى جانب الضحية
3- أحرار العالم الذي تدافعوا لمناصرة غزة وسكانها والدفاع عنهم في كل مكان وعبر كل الوسائل السلمية الممكنة..
نعلنهم شخصية العام 2023
ونسميهم الشهداء والشهود .

 

1- شهداء غزة : قصف متواصل وإبادة جماعية في غزة..

فصل جديد من كتاب الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، امتلأت بصور موجعة تدمي القلوب، خاصة صور الأطفال الأبرياء، ومشاهد توثق قتل إسرائيل المتعمد للبراءة، وعدم احترامها لأي مواثيق دولية تراعى حق الأطفال في العيش بسلام، حيث وُصف التصعيد العنيف من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، بالأعنف في سلسلة الاعتداءات استخدمت خلالها كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ، ليسجل التاريخ أشد أنواع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين وتسببت في إزهاق الأرواح وإلحاق آثار مدمرة بالمستشفيات والمدارس والمنازل وخلف الالاف من الشهداء بينهم أطفال منذ بداية العدوان في السابع من اكتوبر الماضي.
ومنذ بدء العدوان على غزة مارست القوات الإسرائيلية القصف المستمر على المستشفيات، ابتداء من قصف مستشفى المعمداني الذي خلف أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى، في حادثة أفجعت العالم العربي والدولي، ودفعت إسرائيل إلى الإسراع في اختلاق الأكاذيب والالتفاف حول مجزرتها. كما طال القصف الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وهو أكبر مستشفى حكومي في قطاع غزة، ويعتبر ملجأ لأكثر من 60 ألف شخص، ما أدى إلى سقوط المئات ما بين شهيد وجريح، منهم مرضى وعائلاتهم وطواقم إسعاف ونازحون، لجأوا إلى المستشفى وساحاته بعد قصف منازلهم.

دعوة أممية لإيقاف الهجوم
في السياق دعت الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لإيقاف الهجمات المستمرة على المستشفيات في غزة. وبحسب بيان صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ان التقارير تفيد بوقوع هجمات على مستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي للأطفال – النصر ومستشفى القدس، وفي محيط تلك المستشفيات، وعلى مستشفيات أخرى في مدينة غزة وشمال غزة، مما أسفر عن مقتل الكثيرين، ومنهم أطفال.
وأكد البيان أن الأعمال العدائية المكثفة التي تحيط بالعديد من المستشفيات في شمال غزة تحول دون وصول العاملين الصحيين والجرحى وغيرهم من المرضى بأمان إلى تلك المستشفيات. مشددا على أنه يجب اتخاذ إجراءات دولية حاسمة الآن لضمان وقف إنساني فوري لإطلاق النار وإيقاف نزف الخسائر في الأرواح والحفاظ على ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في غزة.

في نفس السياق ما تزال آلة التدمير والقتل على أشدها من قتل وتهجير وتطهير عرقي ونسف لجميع البنى التحتية من مرافق صحية وتعليمية وايوائية، ولن تتورع إسرائيل عن الاستمرار في سيناريو تدمير قطاع غزة واستهدافه بآلاف القنابل المدمرة والتنكيل بالفلسطينيين وصولاً إلى محاولات تهجير السكان الأصليين وانتزاع أرضهم وزرع مستوطنات يهودية بدلا منها، فمنذ أن أطلق الجيش الإسرائيلي حربه المستمرة والمتصاعدة على القطاع، واصل الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفيات والمدارس في القطاع بشكل وحشي لا مثيل له في التاريخ، ويتابع العالم هذه الجرائم ويشاهد جثث الأطفال الأبرياء، مصطفة في المستشفيات وأمهات حاضنات أبنائهن وقد فارقوا الحياة، وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم، بين الركام، حيث تحاول إسرائيل الانتقام من أحداث 7 أكتوبر بقتل الأطفال والأبرياء من سكان قطاع غزة.

حرب أبادة
وواصلت آلة الحرب الإسرائيلية حرب إبادة لا مثيل لها بحق الفلسطينيين انتهكت خلالها الحرمات والقانون الدولي الإنسانية وتخطت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة بقتل الالاف من المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ علاوة على تدمير آلاف البيوت على رؤوس سكانها، حيث تتعمد إسرائيل قتل كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ودفع سكانه للتهجير القسري عبر سلسلة من الأسلحة، من ضمنها ترك الجثث المتراكمة في الطرقات وتحت أنقاض المباني في انتهاك للقانون الدولي الإنساني.

الأطفال الرقم الأصعب
وسط الجرائم اليومية المتكررة ضد العزل من سكان فلسطين يبقى الأطفال الرقم الأصعب في مجريات الأحداث، لا شيء يعرفونه في هذه السن غير العاطفة الجياشة تجاه آبائهم، وها هم أيضا يسكنون تحت التراب بعد استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. وبالعودة الى قبل الصعيد الأخير، فان حياة الأطفال في قطاع غزة كانت صعبة جداً، والآن لا يوجد أي مكان آمن للأطفال في أي من أنحاء قطاع غزة، وعلى الرغم من وجود عدة قوانين تحمى حقوق الأطفال، ووجود منظمات تركز بشكل أساسي على الدفاع عن حقوق الأطفال، وعلى رأسهم المنظمة الأممية يونيسف، إلا أن هذا لم يمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب جرائم بشعة بحق أطفال قطاع غزة.

أكثر من 15 ألف شهيد
ووفقا لتقرير رسمي فأن 15 ألف شخص استشهدوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4300 امرأة، في حين ارتفع عدد المصابين إلى 29200، فيما بلغ عدد المفقودين 3600 شخص من بينهم 1755 طفلا، وتخطى عدد الأطفال الذين استشهدوا في الأسابيع الأربعة الأولى من الحرب على غزة، العدد السنوي الإجمالي لضحايا النزاعات المسلحة في أكثر من 22 دولة منذ عام 2022. بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" الصدر في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني.

تدهور الوضع الإنساني
ومع استمرار الحرب على غزة يزداد الوضع الإنساني في القطاع سوءاً. حيث يكثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته على كل المناطق، بل تجاوز ذلك الى استهداف كل ما يُعنى بالحياة الإنسانية من خلال تعمد جيش الاحتلال استهداف جميع المرافق الصحية والمستشفيات في القطاع بالقصف التدميري وإخراجها عن الخدمة.
وبحسب تقرير رسمي فقد بلغ عدد المقرات الحكومية المدمرة 5، و260 مدرسة، منها 64 مدرسة خرجت عن الخدمة، وكان آخر قصف قد طاول مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة وراح ضحيته أكثر من 200 قتيل وجريح. وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً 77، وتلك المدمرة تدميراً جزئياً 165، إضافة إلى استهداف 3 كنائس.
في السياق قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة" أن 26 مستشفى من أصل 35 قد توقفت تماما وخرجت عن الخدمة في قطاع غزة، وباتت غير قادرة على تقديم خدماتها للجرحى، إما بسبب استهدافها بشكل مباشر، أو بسبب نفاد الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي عنها، 9 منها تحوي 1200 سرير تعمل بشكل جزئي، وتقدم الخدمات الأساسية".


أزمة للأمم المتحدة وللإنسانية كافة
فيما لم تظهر أي دلالة على نية اسرائيل وقف إطلاق النار على قطاع غزة المحاصر رغم المطالبات الدولية، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية أن ما يشهده القطاع جراء العدوان الإسرائيلي يعتبر "أزمة للأمم المتحدة وللإنسانية كافة".
وجدد دعوته للاحتلال بضرورة وقف عدوانه على غزة ودعا إلى ضمان الوصول غير المقيد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن قطاع غزة يواجه مجاعة واسعة النطاق مشيراً إلى أن نقص الوقود أدى إلى توقف إنتاج الخبز في كل مخابز القطاع البالغ عددها 130 مخبزاً.
وقال البرنامج الأممي في بيان على منصة إكس: "مع دخول 10% فقط من الإمدادات الغذائية الضرورية إلى غزة" منذ العدوان الإسرائيلي "يواجه القطاع الآن فجوة غذائية هائلة وجوعاً واسع النطاق".

أشكال جرائم الحرب ضد سكان غزة
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وجيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جميع أشكال جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني من سكان قطاع غزة، وبحسب ما رصده المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية” يمكن حصر هذه الجرائم على النحو التالي:

أولاً: جرائم الإبادة الجماعية
توعد رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بتحويل غزة إلى “أنقاض”، وصرح وزير الدفاع بدولة الاحتلال “يواف غالانت” قائلاً: “نحن نفرض حصاراً كاملاً على “قطاع غزة” فلا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود وكل شيء مغلق، متوعداً أهل غزة العزل بأنهم سيرون جهنم.

ثانياً: فرض الحصار ومنع دخول الإغاثات الإنسانية
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وطبقاً لتصريحات مسئولي المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فإن فرض الحصار الذي من شأنه تهديد حياة المدنيين بحرمانهم من السلع والخدمات الأساسية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة هو أمر مخالف للقانون الدولي الإنساني، وما لم يكن هناك ضرورة عسكرية تبرره، فإنه يُصنف كأحد مظاهر العقاب الجماعي الذي تُجرمه اتفاقية جنيف للقانون الدولي في البروتوكول الثالث في المادة 87 والبروتوكول الرابع في المادة 33 وملحقها في المادة 50، والقاعدة رقم 103 من القانون الدولي الإنساني العرفي.

ثالثاً: اتباع سياسة التجويع
حيث اتهمت منظمة “أوكسفام” OXFAM، في أحدث بياناتها إسرائيل باستخدام التجويع سلاح حرب ضد المدنيين في غزة، مؤكدة في هذا السياق أن نحو 2% فقط من المواد الغذائية اللازمة سُمح بدخولها لغزة، أي أن المدنيين في غزة لا يتوافر لديهم أبسط مقومات الحياة من الغذاء والماء، ولا يجدون ما يسدوا بهم جوع أطفالهم الأبرياء، ويُعد هذا انتهاكاً صارخاً لأبسط حقوق الانسان، وهو ما يخالف كافة القوانين والأعراف الإنسانية والاتفاقيات الدولية.

رابعاً: التهجير القسري
يُعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، وقد عرف أيضاً القضاء الجنائي الدولي التهجير القسري بأنه جريمة ضد الإنسانية ترتكب لإبعاد مجموعة من الأشخاص عن موطنهم الأصلي إلى مكان آخر لأغراض سياسية أو عرقية أو دينية أو أغراض أخري.
خامساً: قتل الأطفال والنساء واستهداف المدنيين
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين المدنيين وبخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، إذ وصل عدد المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين بقطاع غزة إلى أكثر من 1031 مجزرة، أدت إلى استشهاد أكثر من 12300 فلسطينياً، من بينهم أكثر من 5000 طفلاً، ونحو 3300 أمراه.

سادساً: هدم المنازل والمنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس
تقوم الطائرات الحربية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل والمنشآت المدنية فوق رؤوس سكانها دون سابق إنذار، متبعة في ذلك سياسة الأرض المحروقة، إذ قامت بتدمير قرابة 32 آلف مبنى بشكل كامل ونحو 200 ألف وحدة سكنية أخرى حدث بها أضراراً بالغة ولم تعد صالحة، ولا يزال أكثر من 2500 شخص مفقودين تحت ركام منازلهم.

سابعاً: استهداف منظمات الإغاثة الدولية وموظفيها
فقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة وحدها نحو 88 من موظفيها في قطاع غزة؛ وهو العدد الأكبر من القتلى الذي تسجله الأمم المتحدة في صراع واحد على الإطلاق، بعدما قُتل العديد منهم أثناء وجودهم داخل منازلهم مع عائلاتهم، وفقاً لتصريحات “فيليب لازاريني”، المفوض العام للوكالة فأن نحو 40 مبنى للأونروا قد تعرض للقصف، مما أدى لتدميره بشكل كامل، منها مدارس ومستودعات، وتعرض العديد من المباني الإغاثية الأخرى للأضرار البالغة بسبب الغارات الإسرائيلية، كان آخرها مدرسة “الفاخورة” التي كانت تأوي آلاف اللاجئين شمال قطاع غزة.
ثامناً: قتل الصحفيين وقمع الآراء المعارضة للتصعيد الإسرائيلي
أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” وهي منظمة غير حكومية في أول نوفمبر 2023 أنها رفعت دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب “جرائم حرب” بحق صحفيين خلال الأحداث الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة، وجاء في بيان إعلامي للمنظمة أنها تقدمت بشكوى تتعلق بجرائم حرب إلى مكتب المدعي العام للمحمة الجنائية الدولية في 31 أكتوبر 2023، تتضمن تفاصيل حالات أكثر من 10 صحفيين قتلوا من السابع من أكتوبر واثنين آخرين أصيبا أثناء ممارسة عملهم، من أصل نحو 36 صحفياً آخر قتلوا خلال معركة “طوفان الأقصى”، وتعد هذه الحصيلة هي الأكبر التي تقع بين صفوف الصحفيين الذين يغطون النزاع منذ تأسيسها عام 1992.

تاسعاً: استخدام أسلحة محرمة دولياً
منذ السابع من أكتوبر 2023 تعسفت إسرائيل في استخدامها لكم هائل من المتفجرات تم إلقائه على قطاع غزة، حيث أسقطت أكثر من عشرات الالاف من الأطنان من المتفجرات بما يعادل عدة قنابل نووية، وذلك وفقا لما ذكره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان‏.

2- قناة الجزيرة : مواقف شجاعة في تغطية الأحداث
"التغطية مستمرة".. شعار قناة الجزيرة منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»


منذ انطلاقتها الاولى في العام 1996 كمؤسسة اعلامية عربية تلتزم بإيصال المعلومة الدقيقة وعرض الرأي والرأي الاخر بمهنية وموضوعية، وفي وسط الكم الهائل من القنوات الفضائية الإخبارية تبقى الجزيرة هي القناة الوحيدة التي تملك الموقف الشجاع في نقل الاحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص من خلال نقل الاحداث لحظة بلحظة والحرص على وضع المشاهدين والمتابعين لها في قلب المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وغيرها من المناطق المحتلة، ورغم السعي الحثيث من قبل إسرائيل الى حظر تغطية القناة للأحداث واستهداف صحفييها ومصوريها، الا ان الجزيرة تواصل التزامها بالمهنية والمصداقية في نقل الاحداث والاحاطة الكاملة بالحدث من كل الجوانب بالإضافة الى الجرأة في الطرح والتحليل.

التغطية مستمرة
ومنذ بداية عملية "طوفان الأقصى" رفعت قناة الجزيرة شعار «التغطية مستمرة» هو الشعار الذي رفعته منذ بدء «طوفان الأقصى» وصولا الى الحرب المدمرة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، حيث استطاعت مواكبة الاحداث ونقل الصورة المباشرة للمجازر التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة واستهداف المستشفيات وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، وكشفت القناة خلال تغطيتها للحرب على غزة قربها من قصص الإنسان.
ومنذ انطلاق الجزيرة وحتى الآن تظل القناة الأبرز في تقديم الخبر بمصداقية وموضوعية، ولا يقتصر الأمر على عملية «طوفان الأقصى» ولكن منذ أن تفجرت العديد من الأحداث في العالم كان تواجد قناة الجزيرة دليلا على أنها تمتلك وسائط عديدة لنقل الأحداث بموضوعية، وتقديم صورة متكاملة للمشاهد.

تعزيز مكانة القناة في المشهد الاعلامي
وبالعودة سنوات إلى الوراء سنجد أن هذا الأمر أبرز ما يميز قناة الجزيرة سواء كان في مناطق مختلفة من الوطن العربي أو خارجه، المصداقية والموضوعية أبرز سماتها منذ انطلاقها لتقدم صورة للعالم مغايرة، وساعد النجاح القائمين على القناة من الانتقال من المستوى العربي الى المستوى العالمي، وحظيت الجزيرة بمتابعة عربية وغربية واسعة، وتعززت مكانتها في المشهد الإعلامي العالمي بتغطياتها للحرب الأميركية على أفغانستان عام 2001، وغزو الأميركيين للعراق عام 2003، محققة نجاحا منقطع النظير. حيث انطلقت القناة من خلال وجودها المباشر وربما الوحيد في ذلك الوقت لتصبح الصوت العربي الذي ينقل الاخبار مباشرة من قلب الحدث، ورغم نقل العديد من القنوات لهذا الحدث وغيره من الاحداث التي تشهدها المنطقة والعالم، الا ان تلك القنوات لم تستطيع الوصول مثلما وصلت قناة الجزيرة، ورغم ما ارتبط بذلك الامر من اتهامات للقناة، الا أنها اكتسب أرضية إعلامية واسعة منذ غزو أفغانستان وما تبعه من غزو للعراق وغيرها من الاحداث التي شهدتها المنطقة.

فضاء اعلامي جديد
وما يجعل القناة الأكثر ظهوراً من بين القنوات الإخبارية العربية قدرتها على طرح العديد من القضايا الجريئة التي تمس العديد من الدول، ومنذ انطلاقها قدمت قالبا إعلاميا منح المشاهد العربي والعالمي فضاء اعلامي جديد أتاح تطوير عقلية المشاهد، وأصبحت الجزيرة اليوم، تحظى بحضور واحترام عالميين لما تعرضه من وجهات نظر لقضايا الساعة.
ومن خلال مواقفها المشرفة والشجاعة تجاه العديد من القضايا والاحداث على المستوى الإقليمي والدولي استطاعت الجزيرة أن تضع نفسها كواحدة من اهم وأبرز القنوات الإخبارية في الشرق الأوسط بعد تمكنها من تغطية العديد من الأحداث الدولية والإقليمية الهامة، ابتداء من تغطية الاحداث في أفغانستان والغزو الأمريكي للعراق وغيرها من الاحداث التي شهدتها المنطقة والعمل وما تعرضت له من مضايقات من السلطات واغلاق العديد من مقرات القناة، حيث أثارت القرارات انتقادات واسعة النطاق من قبل العديد من الأوساط الشعبية والإعلامية العربية والدولية التي اعتبرتها بمثابة تكميم للأفواه ومحاولة لحجب حقيقة ما يجري في تلك الدول.

ثقة بتغطية الأحداث
وتمتلك الجزيرة وسائد عديدة لنقل الاحداث بموضوعية وتقديم الصورة المتكاملة للمشاهدين في أي مكان تتفجر فيه الاحداث في المنطقة العربية او في العالم، وهذا الامر الذي جعل المشاهد العربي والعالمي يثق بتغطية القناة للأحداث التي يشهدها قطاع غزة في فلسطين، ولجوء أكثر الشخصيات في العالم وخاصة في الغرب الى مشاهدة قناة الجزيرة ومتابعة البرامج الإعلامية والتغطية المباشرة للأحداث، لما تقدمه من محتوى اعلامي ذو مصداقية وموضوعية بعيدا عن التزوير والتدليس الي وقعت فيه الكثير من القنوات خلال تغطيتها للأحداث في غزة، وما يميزها القناة قيامها بتسمية الأشياء بمسمياتها وانتقاء المصطلحات المُعبرة بدقة في تغطيتها الإخبارية.

شهداء الميدان
لم يكن سلوك قناة الجزيرة هذا الدرب الإعلامي مفروشا بالورود، حيث سقط شهداء واعتقل صحفيون، وأغلقت مكاتب وتوترت علاقات بسبب ما تبثه قناة "الرأي والرأي الآخر".
وفي هذا الصدد لا يمكن نسيان ما قدمته الجزيرة ثمن ذلك شهداء الكلمة والصورة ممن قضوا وهم يؤدون واجبهم المهني في خدمة الحقيقة والذين قدمتهم في مسيرتها العملية، منذ انطلاقها حيث قدمت العديد من الشهداء اثناء تغطيتهم الاحداث في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين وغيرها من الدول، وتعد أكثر قناة عربية وعالمية قدمت شهداء في فلسطين وغيرها من الدول وآخرهم مراسلة القناة شيرين أبو عاقلة، وفي سوريا استشهد خمسة من العاملين في القناة اثناء تغطيتهم الاحداث التي تشهدها سوريا، وفي العراق استشهد مراسل الجزيرة طارق أيوب واصابة المصور الصحفي زهير العراقي بقصف طائرة أميركية غازية مكتب الجزيرة في بغداد، كما استشهد المصور رشيد حميد احد افراد طاقم الجزيرة في بغداد، وفي ليبيا استشهد مصور الجزيرة علي حسن الجابر جنوب غرب مدينة بني غازي في كمين مسلح واصابة مراسل القناة ناصر الهدار جراء إطلاق النار الكثيف عليهم.

صوت فلسطين الذي لم ينقطع
وتعد قناة الجزيرة صوت فلسطين الذي لم ينقطع منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا؛ ولم تركب القناة الموجة عندما جاء طوفان الأقصى؛ وإنما كانت شاهدة ومشهودة في غزة وفي كل فلسطين، من خلال نقلها للأحداث والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ونقل الحقيقة للمشاهد ووضعه في صورة المجازر التي يتم ارتكابها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

صمود امام الضغوطات
ورغم الظروف الصعبة التي ولدت فيها القناة وتعقيدات المشهد السياسي وحساسياته في حينها، إلا إنها صمدت أمام كل الضغوط، وتكررت المطالبات بإغلاق قناة الجزيرة من قبل المتضررين من نقل الحقيقة رغم ما لديهم من قنوات ووسائل تواصل كثيرة، إلا أنهم يدركون أنها القناة تحضي بمشاهَدة ومتابَعة ومتصدرة للقنوات الإخبارية وكما يصفها الكثير من المتابعين بانها أم القنوات التي رفضت الخنوع والخضوع، وقدمت رسالتها للعالم العربي والعالمي.
وبحسب تصريح صحفي لمدير قناة الجزيرة احمد اليافعي:" فان نسب مشاهدة الجزيرة في تزايد حتى في ظل أكثر الأزمات التي كانت تواجه الجزيرة، وإغلاق مكاتبها، فإن نسب مشاهدتها من تلك الدول كانت تصل إلى 20 %، ما يعكس مدى الثقة التي كانت وما زالت تحظى بها الجزيرة.
وأكد اليافعي في حوار نشرته صحيفة الشرق "إن الجزيرة أصبحت أقوى مؤسسة إعلامية في العالم تماسكاً وهذا التماسك يعكس ثقة في رسالتها وثباتا على نجاحها. واضاف:" وفي عزّ الاتهامات التي توجه وتكال لنا، ظلت الجزيرة المنصة الإعلامية التي تتفرد بتقديم مساحات لكل وجهات النظر المختلفة بل ولكل السرديات حتى المتناقضة والمتصارعة منها في الميدان.
وتجدر الإشارة الى أن تميز قناة الجزيرة بالمصداقية بنقل الاخبار من خلال مراسليها المنتشرين في الأراضي المحتلة خصوصا وبقية الدول عموماً جعلها تتصدر قائمة القنوات الإخبارية، التي قدمت مواقف شجاعة وادوار مشرفة في نقل الاحداث، فهي الشاهد الذي رأى القتل وفضح القاتل، وحملت صيحات المظلومين وآهات ضحايا العنف وسلطت عليها الأضواء، فنقلت للعالم عذاباتهم وهمومهم.


3-شرفاء العالم :  الأحرار في جميع مُدن العالم يعلنون تضامنهم مع غزة
من أمريكا لأوروبا.. مظاهرات حاشدة ووقفات احتجاجية في العالم تنديدا بالعدوان على غزة


منذ بداية العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي سخرت حكومات غربية إمكانياتها العسكرية والمالية وماكنتها الإعلامية لترويج رواية الاحتلال ودعم عدوانه على غزة، لكن هذه الروايات لم تفلح في أقناع شعوبها حيث شهد العالم موجة احتجاجات تضامناً مع فلسطين، ورفضاً لدعم بلدانهم وانحيازها للكيان الإسرائيلي، وتنديداً بالجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة والمطالبة بوقف الحرب التي أدت الى سقوط أكثر من 15 ألفا و128 شهيدا، بينهم 6000 طفلا، و3920 امرأة، حتى كتابة هذه التقرير
وتسببت موجة الاحتجاجات هذه في صحوة تضامنيه لم يشهد لها العالم مثيلاً رغم كثير الإجراءات الأمنية وأساليب القمع التي تعرض لها المتظاهرين في كثير من البلدان الغربية، التي شهدت مظاهرات ووقفات احتجاجية حاشدة منددة بالحرب على غزة ودعما لفلسطين، حيث امتلأت شوارع المدن بآلاف المتظاهرين الذين حملوا لافتات تدين الحرب على غزة.

تأييد الجيل الجديد من الأميركيين للفلسطينيين
وبعد ساعات قليلة على الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، شهدت جامعة هارفارد، أرقى الجامعات الأميركية، حدثا غير متوقع، إذ صدر بيان يحمّل إسرائيل المسؤولية.
وقالت الرسالة إن "إسرائيل تتحمل بشكل كامل مسؤولية كل أعمال العنف التي تندلع".
وكانت لجنة التضامن مع فلسطين هي التي أعدت البيان، الذي وقع عليه في نهاية المطاف أكثر من 30 منظمة طلابية في الجامعة. ويمثل هذا التطور وجها من وجوه تغير الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة، خاصة بين فئة الشباب الذين باتوا يدعمون الشعب الفلسطيني بشكل متزايد.
الى ذلك شهدت الولايات المتحدة أكبر عدد من المظاهرات المؤيدة لفلسطين ووفق إحصائيات أمريكية فإن المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في واشنطن كانت من بين أكبر المسيَّرات على الإطلاق في السنوات الأخيرة. حيث نظّم الآلاف من السكان في الولايات مظاهرات دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة، وندد المتظاهرون بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة، مطالبين بضرورة بدء وقف إطلاق النار فورًا. وردد المشاركون في الاحتشاد شعارات داعمة للشعب الفلسطيني وطالبوا بتحرير فلسطين.

زيادة نسبة الاميركيين الشباب المتعاطفين مع فلسطين
ووفقا لموقع "ذا نيشين" الأميركي، إن هناك نسبة متزايدة من الأميركيين الشباب تتعاطف مع الفلسطينيين، لأنهم يرون تشابها بين حركة العدالة الأميركية مثل "حياة السود مهمة والفلسطينيين الذين يتعرضون للقمع الممنهج من قبل الحكومة الإسرائيلية".
أما موقع "prospect" فيقول إن الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، لا يعرفون إسرائيل إلا تحت حكم اليمين المتطرف، المصمم على حصر الفلسطينيين في المناطق المحتلة في بقع جغرافية أصغر من أي وقت مضى، وإجبارهم على الرحيل إلى دول أخرى، وجعل حياتهم لا تطاق.

"فلسطين حرة"
ومع اندلاع الحرب على غزة غرقت منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بمقاطع فيديو تظهر مظاهرات داعمة لفلسطين في حرم الجامعات ومراكز المدن، حيث تبين رموزا مثل الكوفية وعلم فلسطين، ويردد كثيرون شعار "فلسطين حرة".
وتاريخيا، كان الأميركيون يستهلكون الأخبار عبر عدد صغير من وسائل الإعلام، كانت تختار جانب إسرائيل في تغطية الصراع ولا تغطي معاناة الفلسطينيين إلا قليلا. اما اليوم فقد بات الشباب الأميركي قادر على الوصول إلى أصوات أكثر تنوعا عبر منصات التواصل التي أظهرت أصوات فلسطينية وصلت إلى قلب أميركا.

التضامن مع فلسطين
مشهد التضامن مع فلسطين والتظاهرات المطالبة بتجريم الاحتلال كان حاضراً في مختلف العواصم الأوروبية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك وأستراليا وسويسرا والسويد النرويج وهولندا والنمسا، بالإضافة إلى كوريا واليابان وفي أفريقيا والعالم الإسلامي الذي شهد تظاهرات مليونيه، تسببت في ضغوط هائلة على الحكومات الغربية التي تتهمها الشعوب المشاركة صراحة في جرائم الإبادة بحق غزة.
ووفقا لتقارير إعلامية فإن أكثر التظاهرات مشاركة على المستوى الغربي كانت في مدن لندن وبرلين وباريس وواشنطن ونيويورك، حيث شهدت العاصمة البريطانية تظاهرات هي الأكبر في تاريخ المملكة شارك بها مئات الآلاف من المتضامنين في شوارع لندن، وحمل المشاركون في المظاهرات أعلام فلسطين ولافتات تدين ما وصفوه بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي لسكان قطاع غزة.
وبحسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED)، غطت البيانات التي قدمها الموقع المظاهرات التي خرجت بين السابع و27 أكتوبر، مبينة أن معظمها كانت سلمية، لكن حوالي 5 بالمئة منها تحولت إلى أعمال عنف، أو تم تفريقها من قبل الشرطة أو الأجهزة الأمنية الأخرى.

أكثر من 3700 مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين
ووفقا لموقع (ACLED) شهد العالم نحو 3700 مؤيدة للفلسطينيين، في حين أخذت نحو 100 تظاهرة موقف الحياد، داعية إلى السلام، من دون اتخاذ موقف صريح مؤيد لإسرائيل أم للفلسطينيين. وتوزعت التظاهرات على 600 في الولايات المتحدة، و170 في ألمانيا، و1400 في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان أكبر عدد من المظاهرات التي سجلت على مستوى العالم خرجت كرد فعل على أوامر الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بإخلاء النصف الشمالي من القطاع وفقا لموقع ACLED.

مؤثرون ومشاهير يدينون المجازر الإسرائيلية في غزة
في السياق شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، إدانات وانتقادات واسعة لإسرائيل، التي تواصل عدوانها على قطاع غزة الذي يشمل استهداف المدنيين من الأطفال والنساء والمسنين، ورفض مؤثرون ومشاهير المجازر الاسرائيلية في غزة والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيين. حيث كتب النجم السابق لمنتخب فرنسا ونادي بايرن ميونخ،فرانك ريبيري، صاحب الكرة البرونزية عام 2013، على منصة إنستغرام: "الحرية لفلسطين" مرفقًا إياها بعلم فلسطيني وإشارات النصر، فيما قامت ابنة المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا، بنشر رسالة مطولة على خاصية الستوري في المنصة ذاتها، أعربت خلالها عن تضامنها مع الفلسطينيين، واصفة ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية.
وقالت ماريا غوارديولا: "إننا نشاهد شعبًا محتلًا ومضطهدًا يواجه الإبادة على يد دولة نووية بدعم كامل من العالم الغربي. هذه ليست - ولم تكن أبدًا - "معركة متكافئة". إنها الآن مذبحة على نطاق لا أعتقد أنني رأيته في حياتي". فيما تواصل الممثلة الأميركية الشهيرة، سوزان سارندون، الحائزة على جائزة أوسكار عام 1995، إظهار دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني عبر إعادة نشر تغريدات لناشطين غربيين وعرب داعمين للقضية الفلسطينية، ومنها صور استخدام إسرائيل لذخائر لفوسفور الأبيض.

الرواية الفلسطينية وصلت للعالم
وعلى الرغم من التضييق الذي تمارسه بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام، فإن الرواية الفلسطينية وصلت إلى العالم بقوة وأثرت على نطاق واسع. في هذا السياق لعب سكان غزة دورًا كبيرًا في نقل الصورة كاملة للعالم؛ إذ حوّل معتز عزايزة صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لنشر آثار العدوان والدمار رغم تعرض عائلته للقصف. كما نقل ناشطون وناشطات آخرون مثل بيسان عودة وبلستيا العقاد، الصورة الحقيقية للعالم عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويستغل مؤثرون عرب لغتهم الإنكليزية من أجل إيصال الرواية الفلسطينية لما يجري من عدوان على قطاع غزة، حيث ساهم انتشار مقطع فيديو مشترك لعشرين مؤثرًا عربيًا باللغة الإنكليزية في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة.

أكثر من 15 ألفاً و500 شهيد و7 آلاف مفقود
ومنذ السابع من اكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، أكثر من 14 ألفاً و532 شهيداً، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، والجرحى إلى أكثر من 35 ألفاً، 75% منهم من النساء والأطفال، وفقا لإحصاء رسمي فلسطيني.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فأن عدد المفقودين بلغ قرابة 7 آلاف، بينهم أكثر من (4,700) طفلٍ وامرأة، ما بين مفقودين تحت الأنقاض، أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً.
وقال المكتب إن إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من (1,384) مجزرة، فيما بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية (205) من الأطباء والممرضين والمسعفين، و(25) من طواقم الدفاع المدني، كذلك استشهد (64) صحافياً.(اعداد وتحرير فريق العربي الأمريكي اليوم وموقع الأمة برس)







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي