الرفيق أبو أحمد

الياس خوري مات كريم مروة. لا أدري لماذا هبط عليّ الخبر كالصاعقة. بدا هذا المناضل والمثقف كأنه جزء لا ينفصل عن حياتنا، فجاء موت ابن الثالثة والتسعين وكأنه مفاجأة لم نكن نتوقعها. لم يمت قتلاً في أقبية المخابرات كرفيقه فرج الله الحلو، الذي أذابه جلاوزة المكتب الثاني السوري بالأسيد، ولم يمت اغتيالا


أشعيا برلين … في غزّة

صبحي حديدي ثمة مقدار من الصواب، عالٍ في يقين هذه السطور، ولعلّه يصعب أن يكون غائباً تماماً في استحضار هذا أو ذاك من محاور التفكير الصهيوني التكوينية والناظمة عند الاستماع إلى مرافعات فريق الاتهام الجنوب أفريقي أمام محكمة العدل الدولية، بصدد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحقّ ا


صوت أفريقيا الجميل

سهيل كيوان لو أجرينا استبياناً بين أبناء الأمة العربية حول جنوب أفريقيا، لوجدنا أنَّ أكثرَنا لا يعرف عن هذه البلاد سوى القليل جداً، باستثناء الجيل الذي عاصر نلسون مانديلا في حقبة قاد فيها شعبه من سجنه إلى التحرُّر من نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري، الذي فصل بين الأكثرية السَّوداء، والأقلية من ا


الظلم لا يموت بالتقادم

واسيني الأعرج بين القاتل والقتيل مسافة صغيرة، لا مرئية، هي كل شيء؛ مسافة الذي يقوم بفعل القتل والذي يتلقاه. في ظل صراع الهويات والتطرفات الدينية والإثنية الكثيرة التي تجتاح عصرنا بعنف، نحتاج إلى قليل من التأمل والتبصر مع تفادي المسبقات. قبل سنوات، في عز التمزقات في يوغوسلافيا والجزائر وبلدان أخرى


بين سطح الأرض وباطنها

الياس خوري لم تعد أخبار غزة تشبه الأخبار، صارت جروحاً في الجسد؛ كل كلمة جرح، وكل صورة مأساة، وكل جرح ينزف، والخراب يحاصرنا من كل مكان. لم نعد قادرين على احتمال ما يجري، فما يجري هو فعل مناف للقيم الإنسانية ولإحساس الإنسان بمعنى الموت. لم أعد أفهم أعداءناقاتلينا الصهاينة؛ لأنهم صاروا يشبهون آلات


معين بسيسو وأحمد سوسة في غزّة

صبحي حديدي ثمة وقائع ذات خصوصيات عالية، نوعية وفاصلة وجديرة بالصفة التاريخية، تحيل إلى كتابات قد لا تنطوي في ذاتها على صلة مباشرة بالوقائع؛ من طراز ما تفعله جرائم الحرب الإسرائيلية الراهنة ضدّ المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة، وما تحثّ عليه عذابات الفلسطينيين التي تتعاظم وتتضاعف بمعد


إلى أين يا جنود الاحتلال؟

غادة السمان يتساءل المحايد (ومن الصعب أن يكون المرء محايداً أمام هذه المجازر): ولكن ماذا بعد؟ حتى لحظة كتابة هذه السطور قتلوا في غزة الفلسطينية العربية 21 ألفاً و205 شهداء، ودمروا مستشفيات على من فيها، ونجدنا أمام مرضى بلا علاج ينزفون، فهل المقصود تهجير أهل غزة؟ المنحازون لأهل غزة كثيرون يعتبرو


الآتي سيكون أصعب

د. ابتهال الخطيب دخلت السنة الجديدة ولم تتوقف الحرب على غزة بعد، ولم تبدأ بعد المرحلة الثانية من هذه الحرب، المرحلة التي لن يصورها الإعلام ولن تنتشر صورها على وسائل التواصل ولن يعتصم من أجلها الناس ويخرجوا في المسيرات الضخمة المستحقة. من كان يتصور، حتى أكثرنا براغماتية وفهماً للسياسات العالمية ال


الكتابة من جرح جماعي… الكتابة بألف عين

إبراهيم نصر الله الأدب التاريخ؟ * لا أظن أن الأدب يتحدّى التاريخ، إنه يكمله ويصحّحه، وفي ظنّي أنه بات يُعلِّمه اليوم، لأن التاريخ عليه أن يخشى الأدب، إذ لم يعد التاريخ هو صاحب الكلمة النهائية، فهنا شاهد آخر عليه، أو يمكن القول مراقب له. إن الأدب معنيّ بالتفصيلي، اليومي، الذي لا تراه نشرات الأخبا


مخاطر سنة مبهَمة مقبلة

واسيني الأعرج تنسحب سنة 2023 مبهمة ومحملة بضجيج الحروب وزحف «اليمين المتطرف» في أوروبا نحو سدة الحكم في حضرة يسار متحلل ويمين جبان بلعب آخر أوراقه. عالم ينبئ بشؤم قادم بخطى حثيثة، لا يختلف كثيراً عن المناخ العام الذي سبق صعود النازية والجبن العالمي الذي تخلله في مواجهة ترسانة حربية مد


أين تقع غزة؟

الياس خوري هل يستطيع العالم أن يعيش بلا قيم؟ كيف نعيش إذا لم نكن نمتلك ثوابت أخلاقية ندافع بها عن أنفسنا وعن حياتنا وعن مبررات وجودنا؟ نحن اليوم أمام مشهد لا سابق له، القيم كلها تتحطم أمام عيوننا ونحن عاجزون عن لملمتها. تعالوا نلملم القيم عن أرض التاريخ، وعن أرض غزة كي نستطيع أن نعيش. كيف نلملم


لن أفتقدك يا 2023!

غادة السمان لم يكن عام 2023 سعيداً لنا كعرب، وكان مؤذياً لفلسطين العربية وقطاع غزة. حتى إن أكثر بلدان العالم تضامن مع كفاح شعب فلسطين في تظاهرات كما في إسبانيا ولندن وكوبنهاجن وإسطنبول والرباط وصنعاء وبيروت وبلاد غربية كثيرة، وتطالب المسيرات بوقف فوري لحرب الإبادة الإسرائيلية.. ولولا دعم بايدن (U


أحزان شجرة الميلاد

د. ابتهال الخطيب تتردد أصداء حزن عميق حول العالم تزامناً مع احتفالات كريسماس ورأس السنة هذه الأيام. يشعر كثير من الناس، هؤلاء الذين لهم قلب وعقل وضمير ونسبة ذكاء عاطفي، بصعوبة كبيرة في الاحتفال وإشاعة مظاهر البهجة والسرور مع هذه الأعياد الغربية المسيحية، فيما المدنيون والأبرياء، وتحديداً الأطفال،


الحرب القادمة: وماذا بعد غزة؟

واسيني الأعرج نتساءل اليوم ونحن نرى ذلك الكم من الدمار الذي لحق بغزة، وذلك التقتيل الهمجي الذي يتخطى أحياناً 500 قتيل في اليوم الواحد دون أن يرف جفن الأمم المتحدة أو الدول «الحرة» المدافعة عن «الحق» الإنساني، نتساءل إذا ما كان الفاعلون القتلة بشراً أو «هْوايَش»


شمس العدل

الياس خوري عندما أخرج الإيطالي بازوليني فيلمه “المسيح بحسب انجيل متّى” (1964)، أصيب المشاهدون الأوروبيون بالذهول، فمسيح بازوليني لم يكن مسيحهم. لقد صُوِّر المسيح في التراث الغربي أشقر الشعر، أبيض البشرة بعينين زرقاوين، أما في فيلم بازوليني فالمسألة اختلفت بشكل جذري. بدا المسيح أشبه بف


وانطفأت أضواء قلبي!

غادة السمان كعادتي في كل عام، في فترة عيد الميلاد وليلة رأس السنة، أذهب للمشي في جادة الشانزليزيه الباريسية (حين أكون في باريس) فهي تزين نفسها بالأضواء على نحو جذاب جداً. غصن كل شجرة في الشارع (ملفوف) بالأضواء والمشهد جميل حقاً. الشارع مضاء، وفي قلبي أضواء وأنا أمشي هبوطاً من «قوس النصر&ra


هذه الدمى هي نحن

د. ابتهال الخطيب في مأساة غزة ثقافة واسعة، ويا للحسرة على بشر لا يتعلمون سوى بعد وقوع الوقائع واستقرار المآسي! لقد كشفت الجريمة الصهيونية عن رأس جبل الجليد المتوحش الذي طالما غطته أمواج إبهار الحياة وانشغالنا بتشعباتها وتعقيداتها وتراكم طبقات صانعيها حتى اختفى الجبل المتوحش بأكمله وضاعت قدرتنا عل


«إن كان لا بدّ أن أموت فعليك أن تعيش أنت»

إبراهيم نصر الله يمتد طويلاً تاريخ كتّاب فلسطين مع الاستشهاد، بدءاً من شاعر العامية نوح إبراهيم صاحب القصيدة الساخرة «دبِّرها يا مستر «دِلْ»/ يمكن على إيدك تِنْحَلْ»، ثم عبد الرحيم محمود صاحب القصيدة الخالدة «سأحمل روحي على راحتي»، وصولاً إلى علي فودة صاحب القص








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي