فنجان قهوة فارغ

أحمد فؤاد يبدأ صَبَاحه فقط عندما تتسلّل رائحة البُن إلى روحه، يبتهج... يتذكّر كُل أُمنياتِه التي لم يجد لها مكانا في الحياة. يستمع إلى صَوت آلة تحضير القهوة، يتفاءل... يستعد لتحقيق كُل أحلامه في السويعات القادمة. يتأمّل سَرسوب القهوة الناتج عن طحن حبوب البُن، يتحمّس... يتَجهّز لسحق كُل هَ


أجساد.. ثملة

حسين السنونة * المطر يجلد كل الأرض. رعد يدخل في النفوس الرعب. رائحة خوف تشكك في إنسانيتك. لون برق يخطف الأبصار..الأحلام. يقلع القلوب من مكانها. رعد.. يوقفك مكانك. رياح باردة يدخل قرّها في عظام الأجساد النحيلة.قررتْ أن تخرج عارية الرأس. تجرّ قدميها الحافيتين على الطريق. تغسل جسدها برشق المطر. جسد نح


القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة!

عمر بوقاسم* القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة! أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، لست مرتبكًا، نعم، لست مرتبكًا، السماء تمطر، ولا أثر لرائحة المطر، الآن السماء تمطر، أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، مطر بلا رائحة، نعم، لا أثر لرائحة المطر، منذ زمن بعيد جدًّا، لم أشم رائحة ا


كان اسمُها نيليا

غدير أبو سنينة* ماتت نيليا. بعيدةً عن أبنائها في مستشفى بالكاد يتّسع لمرضى الوباء، حيث لم يكن بإمكان أحدٍ أن يصحّح الاسم الذي استبدله طاقم المستشفى باسمها ليصبح "نبيلة"، مستبعدين أن يكون لمُسنّة فلسطينية فلّاحة ذلك الاسم الغريب. عاشت حياتَها وهي تشعر بذنبٍ تقول إن أباها ارتكبه حين منحها اسماً أج


بكور

ظافر الجبيري* أنهضُ في الصباح الباكر، أُحْدثُ جلبَةً في الدار كي يسمعني، وهو يدير مذياعَه ليسمع أول الأخبار، أنطلقُ إلى الشَّعف ليعرف أنّي على فطرته: لا نومَ بعد الفجر. أستخرجُ أدواتِ الحقل التي نتركُها عادةً في زاوية المزرعة، بالأمس فقط تركتُها وبموافقته. تستفيقُ الحقولُ على صوتي، أحمي الزرعَ،


قالت إنها سمعت صوتًا

وفاء العمير* في نهار صيف عام 1972م، كنتُ بعمر ثماني سنوات أجلسُ في منزل جيراننا، عندما قالت أمهم: إنها تسمع صوتًا يناديها من داخل خزانة الملابس، في غرفتها الطينية الواطئة. امرأة ستينية -كما ترون- عجوز. لا أذكر أنها تكلّمت معي النهارات الطويلة التي كنتُ أقضيها عندهم ولا كلمة واحدة منها لي. فقط نظر


أنا أستسلم!

أولغا زلبيربورغ ترجمة: صالح الرزوق كنا على مبعدة ساعة من بروفيدينس، حينما بدأت الطفلة بالبكاء، ولم تقبل المسكّن. توقفت لأفحص فوطتها وأرعاها. وكنا نأمل أن تنام ابنتنا البالغة عامين لثلاث ساعات كالمعتاد، ولكن أيقظتها هذه الفوضى. كنا ننشد للطفلة: أوب ـ لا ـ دي، أوب ـ لا ـ دي. وهكذا تسببنا بإقلاق را


يوميات "أصيلة" في الحجر الصحي!

قصة: هايل علي المذابي اسمي نهى، أعمل أخصائية نفسية واجتماعية، ولي خبرة تتجاوز العشرين عاما في مجال الاستشارات النفسية والاجتماعية، واعمل مع طاقم من الأخصائيين في مركز لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية بكافة أنواعها منذ قرابة إثنا عشر عاما، وطوال سنوات عملي لم يبعث شيء فيّ الرغبة في الحديث عنه، كح


الرسالة

عبدالناصر مجلي * يقضم أظافره، يهصر نفسه، يزفر كل شيء أمامه، والوقت يمر بطيئاً كجرذ يحتضر ويمطر طاعونه في سموات الأرصفة بعد أن دهسته سيارة مجنونة أول القرن، السنة ، اليوم، الساعة، الناس, "قال بأنه سيرسلها في أقرب فرصة فلماذا تأخر".الوقت يمر، يوم، يومان، شهر، سنتان، وأظافره تنبت وراء أسنانه كالمسامير


تداعي الزمن الصعب

عبدالناصر مجلي *   تعصف بك دوائر شيطانية حادة مثل تيارات هوجاء شديدة الشراسة من ضيق ذات اليد، وتتكالب عليك الدنيا بأسرها وكأنها تريد منك قصاصاً دون ذنب جنيت, منذ الصباح الباكر وأنت تتوسل وتناشد الأهل والأقارب ليمدوا إليك يد العون لحاجتك الشديدة والملحة للمساعدة, لكن كلهم يرفضون، يعتذرون ويعطو


أنا أستسلم!

أولغا زلبيربورغ* كنا على مبعدة ساعة من بروفيدينس، حينما بدأت الطفلة بالبكاء، ولم تقبل المسكّن. توقفت لأفحص فوطتها وأرعاها. وكنا نأمل أن تنام ابنتنا البالغة عامين لثلاث ساعات كالمعتاد، ولكن أيقظتها هذه الفوضى. كنا ننشد للطفلة: أوب ـ لا ـ دي، أوب ـ لا ـ دي. وهكذا تسببنا بإقلاق راحة البنت. توقفنا مجدد


يوميات كورونا

قصي الشيخ عسكر*   من نافذة الصالة تلك الفسحة التي يطل بها على العالم، لمح الأشجار تترنح، وكان المطر يجلد الأرصفة. كلّ شيء في الخارج قاتم مبهم الملامح. في الليل، قبل أن يغفوَ، أبصر السماء صافية وتراءت له بعض النجوم فمتى انقلب الخارج؟ ومما زاده ضجرا أنّ الوقت مازال مبكّرا على قدومها، وفي هذه ال


تحت كرَم السماء الإيبيرية

باسم النبريص * تعلّمتُ منهم، وهذا نفعني كمريض سكّر، فجزاهُم الله كل خير:المشرّدون البرشلونيّون يمشون كثيراً: يعيشون في تلك الزاوية من المدينة، ويستحمّون في أُخرى، ويأكلون في مطعم اجتماعي بمكان ثالث، وقد يتعاطون في كلّ الأمكنة. وأغلبُ من عرفت منهم، يمشي لا أقلّ من عشرين كيلومتراً في النهار، ولا يناد


رام الله.. أكثر من سيرة مدينة

هل تروي رواية "رام الله" لعبّاد يحيى سيرة مدينة رام الله حقًا؟ من السهل بعد قراءتها القول إن الرواية تفعل، ولكن الأدق هو القول إنها تُقدّم سيرًا تشكّل بدورها سيرة المدينة في ما بعد. فالرواية في أساسها تروي سيرة أهل رام الله وناسها أولًا، أولئك الذين يشكلون، بطبيعة حياتهم وأنماط معيشتهم وعلاقتهم بب


يوميات كورونا

من نافذة الصالة تلك الفسحة التي يطل بها على العالم، لمح الأشجار تترنح، وكان المطر يجلد الأرصفة. كلّ شيء في الخارج قاتم مبهم الملامح. في الليل، قبل أن يغفوَ، أبصر السماء صافية وتراءت له بعض النجوم فمتى انقلب الخارج؟ ومما زاده ضجرا أنّ الوقت مازال مبكّرا على قدومها، وفي هذه الساعة ليس معه سوى طائر ا


مختارات من القصة الألمانية

تكاد تكون الألمانية من أقل اللغات الأوروبية التي تُرجمت آدابها إلى اللغة العربية، قياساً بالإنكليزية والفرنسية والإسبانبة والروسية، لأسباب عديدة تتعلّق بضرورة الإلمام بالفلسفة والسياقات الفكرية التي انعكست في الأدب، إلى جانب قلة الاحتكاك بين المنطقة العربية وألمانيا تاريخياً. كل ذلك جعل ثقافتها شب


هتافات على أبواب القصبة

  صلاح بوزيان* انتضى نصلُ الصباح.. الساحة فسيحة بائسة موغلة في البؤس.. سيارات تجوب الطريق.. أرملة مرضعة أثقلها الإملاق.. حواجز حديدية وبقايا آمال وأصوات مبحوحة منثورة هنا وهناك. لا أعلم كيف قضيت ليلتي مرابطا هنا، والأصوات تهتفُ ليل نهار «التشغيل حق مُش مزية» ولا أدري كيف تركني


قاربُ سَميحة

رشيد سكري * استيقظتْ أمي فاما عادة، على صفير النوارس، وهي تجوب بمناقيرها الحادة، ضفاف نهر أبي رقراق. صرير بابها المتهالك كشف عمَّا في داخل البيت القصديري من أوان متهالكة، وبقايا بشر ملفوفين في دثار أسود وأحمر. لم يكن الوادي، الذي يقسم مدينة الرباط إلى عذوتين، ممرا للسياح والعابرين فقط، وإنما كان مع








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي