وضع شعارات نسوية على لوحة "أصل العالم" وسرقة عمل من مركز بومبيدو في ميتز الفرنسية

ا ف ب - الأمة برس
2024-05-08

صورة ملتقطة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 من داخل أعلى برج مراقبة متنقل في العالم، تظهر متحف مركز بومبيدو ميتز (يسار)، في ميتز بشمال شرق فرنسا (ا ف ب)

ألقي طلاء أحمر على  لوحة "أصل العالم" لغوستاف كوربيه (1866) المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، في حادثة اعتبرها البعض "عملاً إجرامياً" من "نسويات متعصبات"، بينما رأى آخرون أنها خطوة فنّية. وقد شهد المركز الفنّي أيضاً عملية سرقة للوحة أخرى.

وقال المتحف لوكالة فرانس برس إن عمل غوستاف كوربيه، الذي يمثّل جهازاً تناسلياً أنثوياً، كان "محميا خلف واجهة زجاجية".

هذا "التحرك"، الذي نظمته فنانة الأداء الفرنسية اللوكسمبورغية ديبورا دو روبرتيس، أقيم تحت عنوان "عدم الفصل بين المرأة والفنانة".

وقالت دو روبرتيس لوكالة فرانس برس إن امرأتين كتبتا شعار "مي تو" على لوحة "أصل العالم"، وكذلك على عمل للفنانة النمسوية فالي إكسبورت.

في المجمل، وُسمت خمسة أعمال بعبارة "مي تو"، وفق مركز بومبيدو في ميتز، الذي أوضح في بيان أن عدداً قليلاً من الأشخاص "عمدوا إلى تشتيت انتباه موظفي الاستقبال والأمن، ما سمح لأعضاء آخرين في المجموعة" بوضع علامات على الأعمال المستهدفة.

وقال المتحف مساء الاثنين "يتم حالياً فحص جميع الأعمال".

وقالت مديرة المتحف كيارا باريسي في تصريحات أوردها البيان "مع كل الاحترام الذي نكنّه للحركات النسوية، نشعر بالصدمة عندما نرى عمليات تخريب تستهدف أعمالاً لفنانين، وخصوصاً لفنانات نسويات في قلب نضالات تاريخ الفن".

ويُظهر مقطع فيديو أرسلته ديبورا دو روبرتيس إلى وكالة فرانس برس، امرأة تضع علامة على لوحة كوربيه الشهيرة بالطلاء الأحمر، فيما تقوم امرأة أخرى بخطوة مشابهة على لوحة مختلفة. ثم هتفت المرأتان "مي تو" ("أنا أيضاً")، حاملتين رذاذة الطلاء في أيديهما، قبل أن يسحبهما عناصر الأمن نحو المخرج.

وأوضحت الفنانة أنها أرادت "تحدي تاريخ الفن" خصوصاً من خلال وضع علامة "مي تو" على هذه اللوحة الشهيرة "لأن المرأة هي أصل العالم".

وقال المدعي العام في ميتز إيف بادورك لوكالة فرانس برس إن شابتين، من مواليد 1986 و1993 ومن دون سوابق جنائية، تم احتجازهما في وقت مبكر من بعد الظهر لدى الشرطة.

"إعادة استحواذ"

وفُتح التحقيق الموكل إلى دائرة الشرطة القضائية المشتركة بين الإدارات في ميتز بناء على تهمتي "إتلاف أو إلحاق ضرر بممتلكات ثقافية أثناء اجتماع" و"سرقة ممتلكات ثقافية أثناء اجتماع"، بحسب القاضي.

وقد يكون شخص ثالث، لم يتم القبض عليه، وراء سرقة العمل الفني، بحسب بادورك.

العمل المسروق، عبارة عن تطريز أحمر على القماش من تصميم أنيت ميساجيه ويعود للعام 1991.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول هذه النقطة، أكدت دو روبرتيس أن الخطوة ترمي إلى "إعادة الاستحواذ" على العمل الفني.

ونشرت الفنانة مقطع فيديو لفترة وجيزة على منصة إكس تظهر فيها وهي تنتزع اللوحة من الإطار الذي كانت معروضة فيه، وهو عبارة عن قماشة بمقاسات 39,5 سنتيمتراً بـ31,5، قبل وضعها في كيس أسود على مرأى من زائر ومصور. في الخلفية، كانت تتردد صرخات "أنا أيضاً" في صالة العرض.

وقال رئيس بلدية ميتز فرنسوا غروديدييه من حزب "الجمهوريون" اليميني إنه "شعر بالغضب والصدمة" من محاولة تشويه لوحة كوربيه، متحدثاً عن "عمل إجرامي ضد عمل كبير من تراثنا".

ودخلت لوحة "أصل العالم"، التي رُسمت عام 1866، إلى مجموعات متحف أورسيه عام 1995. وقد تم تداول العمل، الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم، مرات عدة وكان آخر مالك خاص له هو المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان.

وسبق أن غُرّمت ديبورا دو روبرتيس بتهمة التعري أمام كهف مزار لورد في عام 2018، كما تمت تبرئتها مرات عدة بعد أفعال مماثلة، لا سيما في عام 2017 لإظهار أعضائها التناسلية في متحف اللوفر أمام لوحة "الموناليزا" في باريس.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي