معاريف: كيف يبدو اليمين المتطرف كرة بايدن السوداء في بلياردو الشرق الأوسط؟  

2024-05-02

 

الكرة السوداء، الاستراتيجية، هي تفكيك ائتلاف نتنياهو للبدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة في صالح تعزيز المدماك الشرق أوسطي الخاص ببايدن (أ ف ب)يبدو وكأن ساعة الحقيقة حانت، سواء قرر نتنياهو قبول العرض المصري في صفقة المخطوفين (المعنى هو إلغاء رفح وموجة احتجاجات من معسكر اليمين) أم ردها (المعنى هو موجة احتجاجات من معسكر الوسط – اليمين واليسار). رد فعله الشرطي هو تأجيل جلسة كابنيت الحرب وعلى ما يبدو إلغاء مشاركته في احتفالات يوم الاستقلال. من هنا تبدو معركة التأجيل أمام العالم كله، وهكذا تبدو لعبة بلياردو. أما اللاعبون فهم السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، والناتو، وإسرائيل.

الكرة السوداء، الاستراتيجية، هي تفكيك ائتلاف نتنياهو للبدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة في صالح تعزيز المدماك الشرق أوسطي الخاص ببايدن. التكتيك هو إدخال باقي الكرات في الجيوب الصحيحة من خلال رزمة إغراءات لإسرائيل: تمويل بنية تحتية أمنية وأسلحة لجهاز الأمن، وتطبيع مع السعودية، ومفاوضات مع حماس على تحرير الكل لقاء الكل (مقابل وقف القتال في غزة)، وتأييد إلغاء خطة أوامر اعتقال المحكمة الجنائية في لاهاي، والتلويح بعدة تهديدات، وعقوبات…

الفكرة التي تقف خلف بعض تلك الخطوات هي دفع بن غفير وسموتريتش للخروج من الحكومة، ثم إجراء انتخابات ثم محادثات بناءه مع الحكومة الجديدة. أما الوسائل فهي تنسيق كامل بين جهازنا الأمني والإدارة الأمريكية لإجبار نتنياهو على الحسم. مشكلة نتنياهو أنه لا يملك أغلبية في “الكابنت الضيق” للمضي بخطوات حربية، ولا يملك أغلبية في “الكابنيت الموسع” لخطوات حل وسط، وليس واضحاً في أي وضع تراكمي هو موجود في كل لحظة معطاة.

وأقدر أنه نفسه لا يملك فكرة واضحة كيف سيتصرف إزاء الضغوط التي تمارس عليه. كما ليس لبن غفير وسموتريتش فكرة كيف سيتصرفان على افتراض أنهما يفهمان بأن وقف نار لغرض إعادة المخطوفين هو انهيار دومينو في صالح مخطط بايدن، الذي هو نفسه المهدد الحقيقي على اليمين على أجياله.

لتذكيرنا بالطريق الذي قطعناه من مخطط ترامب حتى مخطط بايدن: في نهاية كانون الثاني 2020 عرض الرئيس ترامب خطته لإنهاء النزاع. بروح التاجر الأعظم في كل الأزمنة (هكذا درج ترامب أن يعرض نفسه) عرض المخطط احتفالياً كـ “صفقة قرن”. وفور عرضها بالتفصيل، كان واضحاً أن الحديث يدور عن هراء، غير أن الزينة (المكتب البيضاوي)، وحماسة الصحافيين وتصريحات ترامب ونتنياهو المتبجحة جعلته احتفالاً عليلاً “يوماً تاريخياً” مثلما أعلن نتنياهو. ورد عليه ترامب بـ “هذه خطوة كبيرة نحو السلام”، فرد نتنياهو: “إسرائيل مستعدة للتفاوض فوراً على السلام”. في تلك الأيام، اتفق نتنياهو وكوشنر، صهر ترامب، على شروط الاحتلال: القانون الإسرائيلي ينطبق في كل مستوطنات الضفة، تقوم دولة فلسطينية مجردة من السلاح، وتكون السيطرة الأمنية في الضفة في أيدي إسرائيل، والقدس عاصمة إسرائيل بدون تقسيم، ويسمح لليهود بالصلاة في الحرم، وأبو ديس عاصمة للفلسطينيين، وهي بلدة خارج الجدار في شرقي القدس، وتنقل أراض في شرقي النقب إلى سيطرة فلسطينية. وخصصت للمفاوضات أربع سنوات يجمد فيها البناء في المستوطنات، يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة ويرتبط قطاع غزة بالضفة الغربية بنفق. لطيف أن نتذكر… صحيح؟

في بوابات البيت الأبيض، حيث تنعقد اليوم المظاهرات ضد إسرائيل – نتنياهو، رقص في ذاك اليوم أعضاء وفد المستوطنين الذي رافقه إلى واشنطن. والأحد في جلسة الحكومة، وعدوا المراسلين بإعلان عن الضم. على طريقتهم، لم يقرأوا إلا البنود التي تريحهم، وكانوا واثقين بأن نتنياهو سينجح في طمس ما تبقى. هذا بالضبط، لكن في المقلوب، ماذا يأملون الآن؟

ران أدليست

معاريف 1/5/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي