تزايد عمليات مصادرة الأراضي في غور الأردن في ظل الحرب في قطاع غزة

ا ف ب - الأمة برس
2024-04-26

أحد القرويين يدل على أرض مصادرة من إسرائيل في الجفتلك في الضفة الغربية المحتلة في 16 نيسان/أبريل 2024 (ا ف ب)

عمّان - ينظر طالب ادعيس بأسف إلى جبال غور الأردن الممتدة بمحاذاة منزله وحيث كان يصطحب قطيعه للرعي مجانا حتى الشهر الماضي قبل أن تعلنها السلطات الإسرائيلية أراضي دولة. 

ويقول ادعيس وهو يقف في مزرعته القريبة من قرية الجفتلك في الضفة الغربية المحتلة يطعم أغنامه علفا مرتفع التكلفة "هل ترون هذه الأحواض؟ نبيع بعض الأغنام لإطعام البقية، وفي غضون عام لن يتبقى لدينا أي أغنام". 

في آذار/مارس العام الماضي، أعلنت السلطات الإسرائيلية مصادرة 8 آلاف دونم من الأراضي المتاخمة لمنزل ادعيس واعتبرتها أراضي دولة في خطوة أدت إلى تقييد وصول السكان الفلسطينيين.

وتشير منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية إلى تسجيل عدد قياسي من عمليات تحويل أراض لأراضي دولة خلال العام 2024، بينما الحرب في قطاع غزة مستعرّة وتستقطب كل الاهتمام. 

وبلغت مساحة الأراضي التي تحولت الى أراضي دولة 10971 دونما، وهو رقم يمثّل أكثر من ضعف أعلى مصادرة حصلت في العام 1999 عندما تمت مصادرة 5200 دونم. 

وفور إعلان الحكومة تحويل أراض الجفتلك إلى أراضي دولة، تصبح مالكة لها.

في العام 2018، وجدت منظمة السلام الآن أن "99,76 في المئة من أراضي الدولة المخصصة لأي استخدام في الضفة الغربية المحتلة، تم تخصيصها لاحتياجات المستوطنات الإسرائيلية".   

"القانون في يد المستوطنين"

وتقع قطعة الأرض التي يعيش عليها إدعيس و50 من أقاربه منذ العام 1976، قبالة الأردن، أمام مستوطنة ماسوا الإسرائيلية وبالقرب من قاعدة آري العسكرية الإسرائيلية.

وقبل سريان أمر المصادرة، أخذ المستوطنون أغنام إدعيس، قائلين إنها دخلت منطقة محظورة، وأجبروا عائلته على دفع 150 ألف شيكل (حوالى 39800 دولار) إلى المجلس الإقليمي لغور الأردن، وهو هيئة إدارية للمستوطنين، لاستعادتها.

وتندّد منظمات حقوقية بالاستخدام المتزايد لهذا التكتيك كوسيلة لإجبار الفلسطينيين على الهجرة وترك الأراضي التي يطمع فيها المستوطنون.

ولم ترد هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) على طلب وكالة فرانس برس المتكرر التعليق رسميا. 

ولا يستغرب عامل البناء حمد بني عودة (55 عاما) الذي يعيش في قرية الجفتلك على الجانب الآخر من القاعدة العسكرية، ما حصل مع إدعيس. 

ويقول لفرانس برس "القانون في يد المستوطن والدولة (إسرائيل) تقف إلى جانبه". 

وبحسب عودة، فإن 27 منزلا من أصل 40 منزلا في منطقة الجفتلك تلقت إخطارات بالهدم من السلطات الإسرائيلية. 

وتقع الجفتلك ضمن المنطقة (ج) أي في الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية.

في شهر آذار/مارس، تم تحويل 206 دونمات من حدود القرية إلى المجلس الإقليمي لغور الأردن كموقع أثري.

وتمثل هذه الأراضي جبلا صخريا يقع فيه سجن من زمن الانتداب البريطاني السابق ومبنى من العصر العثماني، وأصبح اليوم محظورا على السكان الفلسطينيين الذين يعيشون بجوارها مباشرة الوصول إليها. 

المجتمعات الضعيفة

ولا يبدي بني عودة الذي يقبع ابنه في سجن إسرائيلي بتهم غير واضحة، أي تفاؤل في المستقبل.

ويقول "أتوقع أن يتم تهجير سكان منطقة غور الأردن بأكملها". 

بالنسبة لمدير مراقبة المستوطنات في منظمة السلام الآن يوناتان مزراحي، هناك عاملان رئيسيان يفسّران الاندفاع الحكومي الإسرائيلي نحو غور الأردن. 

وبحسب مزراحي، فإن العامل الأول يتمثّل في الفكرة السائدة بين الإسرائيليين بأن "غور الأردن يجب أن يكون في أيدي إسرائيل مهما حدث"، كمنطقة عازلة بين الضفة الغربية والأردن.

أما العامل الثاني فيكمن في الاعتقاد بأن المجتمعات "التي لا تملك سوى القليل من السلطة"، مثل الرعاة، منتشرة في الغور ومعرضة للخطر. 

ويقول مزراحي "في العام الماضي، شهدنا الكثير من التطورات، والكثير من القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بشأن الضفة الغربية بشكل عام". 

وأضاف أن ذلك يشمل توسيع سلطة المجلس الإقليمي لغور الأردن، وإعلان أراضي الدولة، ولكن أيضا زيادة في إنشاء البؤر الاستيطانية وتخصيص الأموال للمستوطنات التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

ويعتقد ادعيس (65 عاما) أن زيادة مصادرة الأراضي مرتبط بالحرب في غزة.

ويقول "لقد وجدوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر ذريعة لطرد الناس، حجة، لكن هنا لا توجد حرب! الحرب في غزة التي تبعد عنا 200 كيلومتر".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي