الخارجية التركية: على المجتمع الدولي ألا يقبل منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية لغزة

أنقرة- شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء31يناير2024، على أن معاهدة مونترو المتعلقة بحركة المضائق المائية تواصل دورها الوظيفي في ضمان أمن المنطقة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فيدان مع وزيرة الخارجية الرومانية لومينيتا أودوبيسكو، عقب لقائهما في العاصمة بوخارست.

وأكد فيدان أن تركيا تواصل تنفيذ معاهدة مونترو بشأن المضائق بنزاهة ودقة، وقال: "قلت ذلك بالأمس في المؤتمر الصحفي بصوفيا، وأكرره مرة أخرى اليوم، لا يمكننا حتى أن نتخيل مناقشة مونترو".

وأضاف: "معاهدة مونترو تواصل دورها الوظيفي في ضمان أمن المنطقة".

وتسمح معاهدة مونترو الموقعة عام 1936 بمرور السفن الحربية التابعة للدول غير المشاطئة للبحر الأسود من مضيقي الدردنيل والبوسفور، بشرط إشعار تركيا بالمرور قبل 15 يوما، والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوما.

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن اللقاء بحث التطورات الأخيرة في منطقة البلقان، إضافة إلى الأحداث في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أنه ونظيرته الرومانية تطرقا إلى الوحشية والمأساة في قطاع غزة والتهديدات التي تشكلها، داعيًا إسرائيل إلى تنفيذ القرار القضائي المؤقت الصادر عن محكمة العدل الدولية وإعلان وقف كامل لإطلاق النار على الفور.

وذكر أن إسرائيل تواصل منذ أسابيع استهداف قطاع غزة المحاصر، لافتًا إلى أن الناجين من القصف يعانون الجوع والأوبئة.

وأردف: "ينبغي على المجتمع الدولي ألّا يقبل مطلقا منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية لغزة، ولا يمكننا ويجب ألا نبقى صامتين بينما يُترك مليونا شخص علناً ليموتوا من الجوع والأوبئة تحت القصف، وأدعو المجتمع الدولي إلى التحرك بقوة مرة أخرى لمنع هذه المذبحة".

وعلى الصعيد الثنائي، أشار فيدان إلى أنه أجرى مباحثات مثمرة للغاية سواء خلال اللقاء الثنائي مع نظيرته الرومانية أو في اجتماع وفدي البلدين.

وبيّن أن العلاقات بين البلدين تحرز تقدمًا تدريجيا وتتعزز في إطار أجندة إيجابية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين قائمة على الثقة المتبادلة.

وأوضح أن "الشراكة الاستراتيجية والتحالف ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجوار للبحر الأسود" تعد العناصر المحددة للعلاقات التركية الرومانية.

وأعلن أن البلدين اتفقا بخصوص توقيع بيان سياسي مشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى، مشددًا أن رومانيا تعد الشريك التجاري الأكبر لتركيا في منطقة البلقان.

ولفت إلى أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتجاوز عتبة 10 مليارات دولار لعامين متتالين.

وأفاد فيدان أن التعاون الدفاع والعسكري يشكل بعدًا هامًا في العلاقات مع رومانيا، قائلًا: "حققنا زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بالتعاون بمجال الصناعات الدفاعية، حيث باتت رومانيا ثاني بلد في الناتو وعضو بالاتحاد الأوروبي يشتري منظومات مسيرات مسلحة من تركيا".

وذكر أن 4 مقاتلات تركية من طراز "إف-16" تتولى مهام فوق الأجواء الرومانية في إطار الشرطة الجوية لحلف "الناتو".

وذكر فيدان أنه بحث أيضًا قضايا إقليمية على رأسها أمن البحر الأسود، مضيفًا: "قدمنا ​​وسنواصل تقديم مساهمات كبيرة لإنهاء الاشتباكات في أوكرانيا، وضمان الأمن الغذائي العالمي وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود".