لوفيغارو: أيّ عواقب إقليمية لهجوم "حماس"؟.. لا مصلحة لإيران بإشعال الوضع.. والسعودية المعنيّ الرئيسي  

2023-10-08

 

تتابع “لوفيغارو” بقولها إن إيران تريد تعزيز ما تسميه “محور المقاومة”  ضد إسرائيل وحلفائها الإقليميين (أ ف ب)قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه علاوة على إسرائيل وفلسطين، فإن الهجوم المفاجئ، وغير المسبوق من حيث الحجم، الذي نفّذه الفلسطينيون التابعون لحركة “حماس” ضد إسرائيل ستكون له تداعيات أو عواقب إقليمية كبيرة، بما في ذلك على التطبيع المحتمل بين الدولة العبرية والمملكة العربية السعودية. وتراقب طهران، وحليفُها الرئيسي “حزب الله” اللبناني، وكذلك الرياض وأبو ظبي، باهتمام كبير التطورات بين غزة وإسرائيل.

وتساءلت “لوفيغارو” إن كان الصراع سيمتد إلى جبهات أخرى، مشيرة إلى أنه  بعد وقت قصير من التسلل القاتل لقوات كوماندوز “حماس” إلى إسرائيل، هنأ “حزب الله” الحركة الإسلامية الفلسطينية على “عمليتها البطولية واسعة النطاق” .

ويضيف “حزب الله” أن “قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان (…)  على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتقيم الأحداث وسير العمليات بشكل مستمر”.

فهل يعني ذلك أن للميليشيا الموالية لإيران مصلحة في فتح جبهة ضد شمال إسرائيل؟ ربما لا، بحسب معظم المحللين، الذين يشيرون إلى أن “حزب الله” أبرم مؤخراً اتفاقاً بشأن تقاسم احتياطيات الغاز في البحر الأبيض المتوسط ​​مع إسرائيل. لكي يكون الهجوم أكثر فعالية، تعتقد عدة مصادر أنه كان من الممكن أن يقوم “حزب الله” بشن هجمات متزامنة ضد الدولة اليهودية. خيار لم يتخذه.

ومع ذلك، لا جدال في أن التعاون بين “حزب الله” و”حماس”، بما في ذلك على المستوى العملياتي، وخاصة من خلال الأنفاق التي حفرتها الحركة الفلسطينية تحت قطاع غزة لحماية نفسها، كما فعل “حزب الله” قبل خمسة عشر عاماً في جنوب لبنان، قد تعزّز. ولكن بعيداً عن التعاطف، فإن كل جهة لديها أجندة غير متطابقة.

هل لإيران مصلحة في اندلاع الحرب الإسرائيلية الفلسطينية؟ نعم. لسبب بسيط، ولا تخفيه طهران: تنظر هذه الأخيرة نظرة قاتمة للغاية للتقارب المستمر بين حليفتها الجديدة المملكة العربية السعودية وإسرائيل، عدوتها اللدودة. وبعد رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، قال المرشد الأعلى والرقم الأول في النظام آية الله علي خامنئي ذلك بوضوح بداية الأسبوع. وحذر من أن أولئك الذين يعقدون اتفاقاً مع إسرائيل “يراهنون على الحصان الخطأ”.

فهل يعني ذلك مرة أخرى أن طهران أمرت “حماس” بشن هذا الهجوم المفاجئ الذي أذهل العالم كله؟ لا. من المؤكد أن “حماس” استفادت من الدعم التكنولوجي من إيران، غالباً عبر حزب الله، ولكن هنا، مرة أخرى، لا تتوافق الأجندات […] وبشكل مماثل تقريبًا لرد فعل “حزب الله”، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أنه “يدعم” عملية “طُوفان الأقصى”.

وتتابع “لوفيغارو” بقولها إن إيران تريد تعزيز ما تسميه “محور المقاومة”  ضد إسرائيل وحلفائها الإقليميين. وفي مواجهة الكتلة السُنّية وإسرائيل.

يضم “محور المقاومة” العراق والنظام السوري و”حزب الله” في لبنان، و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين، فضلاً عن المتمردين الحوثيين في اليمن. فهل لطهران، التي خرجت بالكاد من أسوأ أزمة منذ 43 عاماً في مواجهة الشباب الثائر، وما زالت في قبضة أزمة اقتصادية أخرى، لها مصلحة في إشعال الوضع؟ ربما لا، مرة أخرى، تقول الصحيفة الفرنسية.

وتساءلت “لوفيغارو” عن تأثير اندلاع أعمال العنف هذه على التقارب بين إسرائيل والعالم العربي؟ معتبرة أن السعودية هي المعني الرئيسي، في ظل المفاوضات التي تجريها الرياض مع الدولة اليهودية عبر الولايات المتحدة، والتي يأمل البعض  في  إسرائيل على وجه الخصوص بأن تتوج باتفاق تطبيع العلاقات العام المقبل، على غرار اتفاقيات أبراهام للتطبيع عام 2020  بين تل أبيب والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وفي هذه  المفاوضات الحالية، التي تتلخص في الأساس في صفقات بين السعودية والولايات المتحدة توفر للرياض مظلة أمنية، سيكون الفلسطينيون المنسيين في هذه المقايضة، وفق “لوفيغارو”، مشيرة إلى أن رد الفعل الرسمي السعودي يظهر نوعاً من الحرج، حيث دعت إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، بينما تتحدث عن “قوات الاحتلال الإسرائيلية”،  وهي اللغة التي لم تعد الدبلوماسية الدولية تستخدمها.

أخيراً، تقول “لوفيغارو”، صور الناشطين الفلسطينيين وهم يأخذون الإسرائيليين كرهائن أذهلت شعوب الشرق الأوسط، وفي الأمد القريب فإن هذه الصورة، غير المسبوقة منذ المفاجأة هي التي ستظل راسخة في أذهان الناس في الشرق الأوسط.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي