إنها ضائعة ووحيدة وتبحث عن منزل

بعد رحلة حول العالم : الدمية أمل الصغيرة تحط رحالها في المركز الاسلامي بدتيرويت

الأمة برس
2023-09-25

أمل الصغيرة تحيي أطفال العالم من أمام المركز الاسلامي في ديترويت (الأمة برس - تصوير صهيب المتوكل)ديترويت - الأمة برس - إنها جائعة ومتعبة ووحيدة وضائعة. إنها خائفة ومرتبكة. هذه بعض أوصاف أمل الصغيرة -الدمية العملاقة التي تجسد شخصية فتاة سورية لاجئة، تبلغ من العمر 10 سنوات، تسافر حول العالم بحثا عن منزل يأويها وأناس تشعر بينهم بدفء الحياة.
تمثل أمل رمزا لملايين الأطفال النازحين في كل مكان وتذكرنا بأن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان.

في سوريا وفي جميع أنحاء العالم، تعمل الأمم المتحدة على ضمان حصول جميع الأطفال اللاجئين على التعليم لتأمين مستقبلهم بشكل كامل.

وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من نصف اللاجئين في جميع أنحاء العالم هم من الأطفال. ولا يحصل أكثر من نصف الأطفال اللاجئين في سن الدراسة في العالم على التعليم.

الحق في التعليم، الحق في الطفولة، هما الفكرتان اللتان يتمحور حولهما هذا مشروع "أمل الصغيرة" للكاتب والمخرج المسرحي الفلسطيني أمير نزار زعبي.

منذ تموز/يوليو 2021، قطعت الدمية العملاقة أكثر من 5000 ميل عبر 12 دولة.

أمل الصغيرة تحيي أطفال العالم من أمام المركز الاسلامي في ديترويت (الأمة برس - تصوير صهيب المتوكل)
الكاتب والمخرج المسرحي الفلسطيني والمدير الفني للمبادرة أمير نزار زعبي قال في تصريح لقسم الاعلام في الأمم المتحدة إن أمل تمثل مزيجا مثاليا من الضعف والصمود: "إنها مثال لعمل فني يصعب إنجازه. إنها عملاقة جدا. ووجودها في الشوارع يعطي انطباعين، بمعنى أنك ترى مخلوقا قويا يمشي بأناقة شديدة. ولكن بداخلها أيضا حنان وروح لطيفة. بداخلها طفلة ضائعة تبلغ من العمر عشر سنوات، خائفة ومحتارة ومرتبكة بعض الشيء".

وأوضح أن الناس يشعرون بالحرص الشديد تجاهها، مشيرا إلى أنه يستعصي عليه أن يحصي عدد المرات التي قال له فيها الجمهور: "كن حذرا! لا تُعِق سيرها!" دون أن يدرك أنه في الواقع الشخص المسؤول عن تنقلاتها. ، يؤكد أمير نزار الزعبي –  وقال إن رحلة أمل غاية الأهمية "بسبب أن العالم بدأ ينشغل بقضايا أخرى لذا فمن المهم جدا جلب تركيز العالم مجددا إلى هذه القضية". وقال الزعبي إن هدف المبادرة يتمثل في تسليط الضوء على "إمكانات اللاجئين" أكثر من "ظروفهم القاسية".

أمل الصغيرة تحيي أطفال العالم من أمام المركز الاسلامي في ديترويت (الأمة برس - تصوير صهيب المتوكل)

وتقول المبادرة على موقعها الإلكتروني إن العمل الفني الذي يشمل جولة "أمل" يعد واحدا من أكثر الأعمال الفنية ابتكارا وشجاعة التي تُقدم إلى الناس في الأماكن العامة "على الإطلاق" إذ يضم العمل لاجئين سابقين سيعملون على تحريك الدمى.

ويوم الاحد 24 -9-2023 وصلت أمل الصغيرة الى ساحة المركز الاسلامي (ICD) بديترويت  ، في مبادرة من المركز لاستضافة هذه الطفلة اللاجئة والخائفة والوحيدة عبر فعالية شارك فيها العشرات من العرب والمسلمين الامريكين ومن المجتمع الامريكي .


وفي تصريح للمدير التنفيذي للمركز الاسلامي في ديترويت أ.سفيان نبهان قال : ان فكرة أمل الصغيرة فكرة عظيمة ومؤثرة لتسليط الضوء على عذابات اللاجئين وخصوصا الاطفال ، وقد جابت أمل الصغيرة الكثير من دول العالم ، وقد قمنا بالتواصل مع القائمين على هذه المبادرة لاستضافة أمل الصغيرة عندنا هنا في المركز الاسلامي في ديترويت، وتمت الموافقة بحيث كنا أول من وصلت اليهم أمل الصغيرة في عموم ولاية ميتشغان ، وقد تم استقبالها بحفاوة منقطعة النظير.
وأضاف سفيان نبهان بالقول : ويكفي الاشارة لدلالة أهمية هذه الزيارة هو كثافة المشاركة من مجتمعنا العربي الأمريكي والمسلم ومن الامريكيين انفسهم ، وقد شاركت عدة دول في هذا الحدث الانساني الهام المقام على ساحة المركز الاسلامي بديترويت مثل اليمن وفلسطين ومصر وباكستان وغينيا والاردن وسوريا وافغانستان وغيرها .


وأضاف قائلا : لقد تشجعنا لزيارة أمل الصغيرة الى المركز ، وذلك بسب أننا ايضا نهتم بقضايا اللاجئين ورأيناها فرصة سانحة لاستضافتها معنا ، لنوصل رسالة عبرها عن أهمية التعاون في هذا الأمر الانساني المهم ، وليرى الاطفال هنا حجم معاناة أقرانهم من اللاجئين الصغار حول العالم ، وكذلك لنقول للأطفال اللاجئين من سوريا وغيرها والمتواجدون معنا في هذه الولاية بأنهم ليسوا وحدهم وأننا معهم ندعمهم ونآزرهم.


وأردف أ. نبهان قائلا : كما اننا أردنا من خلال هذه الفعالية الهامة ، أن نلفت نظر المجتمع العربي والمسلم الأمريكي والمواطن الامريكي نفسه ، الى أهمية قضية اللاجئين وضرورة التعاون معهم وتسليط الضؤ على قضيتهم الانسانية المؤثرة، والتعريف بها لنشكل جميعا صفا واحدا ينتصر للاجئين والمحتاجين حول العالم.
وأضاف المدير التنفيذي للمركز الاسلامي في ديترويت قائلا : لقد تشرفنا بمنح أمل الصغيرة جواز سفر رمزي بإسم (ICD) ،في أول مبادرة من نوعها ، وذلك في دعوة منا الى كافة دول العالم أن تفتح أبوابها للاجئين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحروب والكروارث في أوطانهم.

من هي أمل الصغيرة ؟

أمل الصّغيرة، لاجئة صغيرة السّنّ، بدأت في مسيرة مذهلة – رحلة ملحميّة أخذتها عبر تركيّا، عبر أوروبّا، للبحث عن أمّها. للعودة إلى المدرسة لتبدأ حياة جديدة. هل سيدُعها العالم؟ هل ستتمكّن من إنجاز ما يبدو الآن مستحيلًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى؟

في أعقاب النّجاح العالمي الهائل لعرض “الأدغال”، عرضت “غود تشانس“ (Good Chance) بالتّعاون مع مبتكري العرض المشهور عالميًّا “حصان الحرب”، “هاندسپرينغ پاپيت كومپاني (Handspring Puppet Company) العمل المسرحي الأكثر استثنائيّة حتّى اليوم، “المسار” (The Walk) – وهو مهرجان متنقّل للفنّ يأمل بدعم اللّاجئين واللّاجئات بإدارة المخرج الفنّي أمير نزار زعبي.

خلال العام ٢٠٢١، جمع هذا “المسار” (The Walk) الّذي انطلق من الحدود السّوريّة التّركيّة وحتّى المملكة المتّحدة ثم الاتجاه في زيارة عالمية بين فنّانين وفنّانات مشهورين، ومؤسّسات ثقافيّة مهمّة، ومجموعات مجتمعيّة، ومنظّمات إنسانيّة من أجل خلق أحد أكثر أعمال الفنّ العام ابتكارًا ومغامرةً الّتي سبق وجُرّبت يومًا. بتمثيلها جميع الأطفال المهجّرين، بانفصال العديد منهم ومنهنّ عن عائلاتهم وعائلاتهنّ، سافرت أمل الصّغيرة عبر ٨٠٠٠ كم، لتجسّد بذلك رسالة ملحّة “لا تنسوا أمرَنا”.

في لبّ “المسار” نجد أمل الصّغيرة، وهي دمية على شكل فتاة صغيرة لاجئة طولها ثلاثة أمتار ونصف، ابتدعتها الشّركة المعروفة والحاصلة على استحسان النّقّاد “هاندسپرينغ پاپيت كومپاني” (Handspring Puppet Company).

في هذه اللّحظة العابقة بالتّغييرات العالميّة الاستثنائيّة، يشكّل “المسار” (The Walk) ردًّا فنّيِّا استثنائيًّا: أوديسة ثقافيّة عابرة للحدود، والسّياسات واللّغات، لسرد قصّة جديدة تحكي الإنسانيّة المشتركة – ومن أجل ضمان ألّا ينسى العالم ملايين الأطفال المهجّرين، كلًّا بقصّته، والّذين أصبحوا أكثر عرضةً للضّعف في زمن الجائحة العالميّة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

 

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي