وفدا الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي في جنوب إفريقيا لعقد محادثات سلام

ا ف ب - الأمة برس
2022-10-24

لقطة عامة لقرية إريبتي في منطقة عفر في اثيوبيا في 9 حزيران/يونيو 2022 (ا ف ب)

يستعد وفدا جبهة تحرير شعب تيغراي والحكومة الإثيوبية الاثنين لإجراء محادثات سلام برعاية الاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا من أجل إيجاد حل سلمي للحرب الدامية المستمرة منذ عامين في البلاد.

وأعلن كنديا جبريهيووت، الناطق باسم سلطات المتمردين في تيغراي وصول الوفد إلى جنوب إفريقيا، وذلك في بيان على تويتر مساء الأحد.

وكرر مطالب المتمردين ب"الوقف الفوري للأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق وانسحاب القوات الإريترية".

من جهتها، قالت أديس أبابا في بيان إن وفدها غادر متوجها إلى جنوب إفريقيا صباح الاثنين، مشيرة إلى أن "حكومة إثيوبيا تنظر إلى المحادثات كفرصة لحل النزاع سلميا".

وقالت الحكومة الإثيوبية إنها ستشارك في المفاوضات مع تصاعد الضغط الدبلوماسي لإنهاء الحرب الدائرة في ثاني أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، والتي اسفرت عن عدد غير معروف من القتلى وتركت الملايين في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

لكنها أعلنت في الوقت نفسه أن قواتها "واصلت سيطرتها على مراكز حضرية رئيسية في الأيام القليلة الماضية" بدون أن تحددها.

وحث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجانبين في تغريدة على "العمل معًا لتحويل الالتزامات إلى أفعال - لإنهاء المعاناة الإنسانية ووضع إثيوبيا على طريق المصالحة وإعادة الإعمار".

وتتصاعد الدعوات الدولية لوقف العنف المتصاعد في تيغراي منذ محاولة فاشلة للاتحاد الإفريقي في وقت سابق من الشهر الحالي لتشجيع الطرفين المتحاربين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

- "العقبات لاتزال قائمة" -

وبعد هدنة استمرت خمسة أشهر، تجدد القتال في آب/أغسطس، وسيطرت القوات الإثيوبية والإريترية على بلدات في المنطقة التي مزقتها الحرب، ما دفع المدنيين إلى الفرار. 

أثار تصاعد القتال في شمال إثيوبيا أخيرا قلق المجتمع الدولي. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا خلف أبواب مغلقة الجمعة لمناقشة الصراع المتصاعد والمخاوف المتزايدة على المدنيين المحاصرين في مرمى النيران.

والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الذي أرسل القوات الحكومية إلى إقليم تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 متعهدا تحقيق نصر سريع على القادة المنشقين في المنطقة الواقعة في شمال البلاد، إن الحرب "ستنتهي ويعم السلام".

وأضاف أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام الخميس "إثيوبيا ستكون سلمية ولن نستمر في القتال إلى ما لا نهاية".

وتابع "آمل أن يكون قريبا اليوم الذي سنعمل فيه مع إخواننا في تيغراي من أجل التنمية".

وإذ كان هذا الاجتماع "تطورًا إيجابيًا" إلا أن "العقبات الرئيسية أمام السلام لا تزال قائمة"، وفق وليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، مشيراً إلى تصميم الحكومة على استعادة السيطرة على المنشآت الاتحادية، مثل المطارات، في تيغراي. 

وأضاف أن "الهدف الأول للوسطاء سيكون بالتالي محاولة إقناع الوفد الاتحادي و(متمردي) تيغراي بالاتفاق على هدنة على الرغم من المواجهة العسكرية المستمرة".

- "فظائع جماعية"  -

بدأ الصراع في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل أبيي القوات الحكومية إلى تيغراي بعد اتهام جبهة تحرير شعب تيغراي بمهاجمة معسكرات للجيش الفدرالي.

وحصيلة النزاع الدامي في تيغراي ما زالت غير معروفة.

وتيغراي معزولة مع سكانها البالغ عددهم ستة ملايين عن العالم الخارجي وتواجه نقصا حادا في الوقود والأغذية والأدوية وتفتقر إلى الخدمات الأساسية بما فيها الاتصالات والكهرباء.

وقالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بعد جلسة مجلس الامن إن آلافا من القوات الإثيوبية والإريترية ومتمردي تيغراي يخوضون قتالا كثيفا.

وأضافت أن "حجم القتال وحصيلة القتلى ينافسان ما نراه في أوكرانيا، والمدنيون الأبرياء عالقون في مرمى النيران".

وتابعت "خلال عامين من الصراع، قتل ما يصل إلى نصف مليون، والولايات المتحدة قلقة جدا من احتمال وقوع مزيد من الفظائع الجماعية".

وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنّ الوضع في إثيوبيا "يخرج عن السيطرة". 

ويفترض أن يتوسط في المحادثات مبعوث الاتحاد الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو والنائبة السابقة لرئيس جنوب إفريقيا فومزيل ملامبو-نغوكا والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا.

وأدى استئناف القتال إلى وقف المساعدات التي يحتاج إليها إقليم تيغراي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي