شبكة الأمة برس | لماذا يعد تثبيت التوقيت الصيفي في بريطانيا قضية تعني حقوق المعوقين؟


لماذا يعد تثبيت التوقيت الصيفي في بريطانيا قضية تعني حقوق المعوقين؟

مرحباً بكم فيما قد تكون أسوأ عطلة نهاية الأسبوع من السنة [25-26 مارس] – نحو 47 ساعة من الجحيم من شأنها أن تعيث خراباً في إيقاع ساعتك البيولوجية للأسبوع المقبل.

إذا كنت على شاكلتي بأي نحو، فسوف تشعر بحلول يوم الجمعة وكأنك أحد الأشباح، لا تنفع سوى للغرق في زجاجة من العنب المخمر [نبيذ] أو الحبوب [ويسكي]، أحلاهما مر.

نعم، ستقدم الساعات، وهي الحلقة الأسوأ من بين الحلقتين السنويتين، لكن هذا لا يعني بالطبع أن تأخير الساعة أفضل للجسم بأي حال. نظرياً، من الجميل أن يحظى المرء بساعة إضافية في السرير، ولكن عملياً، لا يزال بإمكان التغيير أن يقلبك رأساً على عقب لأيام عدة.

لقد حان الوقت للتخلص من هذا التغيير والإبقاء على التوقيت الصيفي على مدار العام. وهذه مسألة تتعلق بحقوق ذوي الإعاقة، مهلاً، لا تغلق المتصفح، لأن هذه واحدة من تلك المسائل التي سيستفيد الجميع من التغيير فيها.

اسمحوا لي أن أشرح لكم، وتذكر، عزيزي القارئ، أنك قد تنضم إلينا في يوم من الأيام. الإعاقة هي الأقلية الوحيدة التي يمكن لأي شخص الانضمام إليها، كل ما عليك القيام به هو السير في الشارع في الوقت الخطأ.

سيتعلم المنضمون الجدد قريباً أن الإعاقات أو الظروف الصحية يمكن أن تجعل النوم صعباً للغاية. في حالتي، لا بد لي من التعامل مع ضربة مزدوجة. لديَّ مرض السكري من النوع الأول، مما يعني أن جسدي لا ينتج الأنسولين، ويجب أن أحقنه به، وهذا لم ينشأ عن أي حادثة. بدلاً من ذلك، كان نظام المناعة النشط أكثر من اللازم هو الذي التهم خلاياي المنتجة للأنسولين عندما كان عمري عامين فقط، لذلك لم يعد بإمكان جسمي استقلاب الكربوهيدرات.

عندما تكون نسبة السكر في الدم متقلبة، ويكون جسمك عرضة لرميه بالمفاجآت حتى عندما يتم التحكم في الوضع بشكل جيد، فيمكن أن يكون النوم تحدياً. إنها في الواقع ميزة إضافية بالنسبة إليَّ أن أستيقظ دائماً إذا انخفضت مستويات الغلوكوز في الدم إلى النقطة التي أحتاج فيها إلى الكربوهيدرات، لكن هذا لا يزال يعني أنني أستيقظت.

تنشأ المشكلات المتعلقة بالحادثة بسبب الألم المزمن وتحديات التعامل مع الجسم الذي وكأن شاحنة إسمنت كانت فوقه، مما يجعل النوم صعباً بشكل مضاعف. ويمكن أن يشكل العثور على وضعية مريحة تحدياً كبيراً.

النوم مهم. أجده لافتاً للنظر أن أحداً من المتخصصين الطبيين الذين تعاملت معهم لم يسألني عن نومي من قبل، وإن استمرار هذا الوضع ضرب من الوحشية. يقول معهد الصحة بجامعة هارفرد إنه حتى ليلة واحدة تسبب مشكلات، مما يترك الناس "نزقين وبلا حماسة".

ويضيف "مع مرور الوقت، يزيد الحرمان المستمر من النوم خطر عدد من المشكلات الصحية المزمنة، بما في ذلك السمنة [النوع 2] مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. ويمكن للنوم غير الكافي أن يجعلك أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق. حتى إن هناك بعض الأدلة على أن النوم غير الكافي يجعل الشخص أكثر عرضة لنزلات البرد إذا تعرض لفيروس البرد".

لذلك لا، هذا ليس بالأمر التافه. ومع ذلك، فإننا نعبث مرتين في السنة بأنماط نوم الأمة بأكملها.

ولكن بطبيعة الحال، تتجاوز مزايا الإصلاح الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية على مدار العام. بدأ توفير ضوء النهار – أو التوقيت الصيفي البريطاني - خلال الحرب العالمية الأولى عندما كانت الطاقة نادرة وحيوية. أخذ ساعة من الصباح وإضافتها إلى المساء يوفر الطاقة، التي، في ضوء أسعارها الحالية، لا يمكن التهاون في استهلاكها. ستكون هذه الوفورات أكبر في فصل الشتاء.

ثم هناك جانب السلامة. تقول الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث Royal Society for the Prevention of Accidents إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الضحايا من مستخدمي الطرقات الأكثر ضعفاً الذين قتلوا وأصيبوا بجروح خطرة في مساء الأيام التي تشهد تأخير الساعات. وتظهر أرقام وزارة النقل أنه في عام 2017، ارتفع عدد وفيات المشاة من 37 في سبتمبر (أيلول) إلى 46 في أكتوبر (تشرين الأول)، و63 في نوفمبر (تشرين الثاني)، و50 في ديسمبر (كانون الأول). وغني عن القول إن مستخدمي الطرقات الأكثر ضعفاً هم الأكثر عرضة للخطر.

ستكون الأمسيات الأكثر ضوءاً على مدار العام بمثابة نعمة لقطاع الضيافة الذي يعاني مشكلات جسيمة بعد أن عانى بشكل غير متناسب من خلال عمليات إغلاق كوفيد، والآن أزمة كلفة المعيشة، مما أعاق الإنفاق الاختياري للناس.

نعم، هناك بعض الجوانب السلبية. وهذا يعني الصباحات المظلمة في اسكتلندا، وبخاصة في الشمال، لكنني أعتقد أن الفوائد تفوق إلى حد كبير الكلفة المتعلقة بهذه القضية التي تستحق إجراء التغيير، حتى عندما يأخذ المرء في الحسبان تحدي العيش في الجزء الشمالي من الجزيرة.

لقد مر الآن أكثر من عقد من الزمان منذ أن حاول شخص ما آخر مرة في هذا المجال، بالتقدم بمشروع قانون بصفة شخصية. وقد حان الوقت ليجرب أحد آخر إنقاذ نومنا – وحياتنا.

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس-اندبندنت عربية-


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-4222.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-19 01:04:35