شبكة الأمة برس | هل سنشتاق للعودة إلى هنغاريا بعد "حكومة كاملة التطرف"؟


هل سنشتاق للعودة إلى هنغاريا بعد "حكومة كاملة التطرف"؟

الاتفاق الأول الذي وقعه الليكود تمهيداً لإقامة حكومة يمين بالكامل كان مع “قوة يهودية”، وهكذا حصلنا على الوزير الأول، وزير الأمن القومي. كلما ارتفع الستار عن وجه الحكومة التالية يتبين أننا سنشهد محاولة سلطوية ليست معروفة في مطارحنا. مناحم بيغن الذي أحدث التحول، أعقل إذ ضم أحزاباً من المعسكر الآخر إلى حكومته، الذي يسمى الآن الوسط – اليسار. أدرك بأن دولة مركبة كدولتنا، من الحيوي أن يشارك معظم الأطراف في الجلوس حول نار الحكم.

وعليه، لا مبالغة بأن نسمي ما سيحصل حولنا “حكومة بن غفير وسموتريتش” بمشاركة نتنياهو.

 من شبه المؤكد أن يوقع الاتفاق الائتلافي مع “شاس” اليوم. وسيعود آريه درعي إلى وزارة الداخلية وسيحظى بجملة صلاحيات إضافية. وعد درعي، المدان بجرائم ضريبية، القاضي بأن يستقيل من الكنيست. وهكذا سمح للمحكمة بتبني صفقته القضائية.

على هذه الخلفية لم أتفاجأ حين رأيت صورة ايتي الون في الشبكات الاجتماعية مع كتابة: “تعيين مفاجئ لنتنياهو ودرعي. ايتي الون تسلمت منصب المشرفة على البنوك”. ضحكة العمل.

 يوآف غالنت، الذي انضم حديثاً إلى الليكود، سيكون بين القلائل الذي سيسجِل في صالحه إنجازاً هائلاً حين يدخل إلى مكتب وزير الدفاع. لقد درج غالنت على أن يقول لي إن كل ما تعلمه عن السياسة مصدره في أرئيل شارون، الذي نصحه بالبقاء على الدولاب. لشدة المفارقة، يمكن لغالنت أن يقتبس اوري دان الذي قال إن “من لا يريد أريك كرئيس أركان سيستقبله كوزير دفاع”، وإذا ما أردتم المزيد من روائع الزمن: سيحل غالنت محل غانتس الذي أصبح رئيساً للأركان بعد أن استبعد غالنت من قبل نتنياهو وباراك. هذه هي الحياة.

 دعوى التشهير التي رفعها أبناء عائلة نتنياهو ضد أولمرت، الذي شكك بسواء عقلهم، أخذت بها المحكمة. لم يقرر القاضي عميت يريف أن أبناء عائلة نتنياهو لا يعانون من علل نفسية عزاها أولمرت لهم، بل إن أولمرت فشل في مساعيه لإثبات أن أقواله هي الحقيقة. بكلمات أخرى، نتنياهو وسارة ويئير لن يدّعوا بتلقيهم مصادقة على أنهم أسوياء. “عائلة فاخرة”، قال محاميهم. وهذا يذكر كيف جاء مساعد وزير التعليم زلمان اران، وبشره “بُرئت في المحكمة”، وتوقع الثناء من جانب الوزير الذي رد بجفاف: “في حالتي، لا أملك شهادة كهذه. فأنا لم أُبرأ قط”.

في حملة الـ 12 جاسوساً لبلاد كنعان، تعلمنا أنه لا حل مدرسياً لمسائل جوهرية نواجهها. اثنان فقط، يهوشع بن نون وكيلف بن ايفوني، عادا ووعدا بأن بني إسرائيل سيتغلبون على المصاعب وسيحتلون أرض الميعاد. حكومة اليمين بالكامل تبعث مخاوف لدى كثيرين بيننا. شلومي شيفن في قصيدة “كنعان” الذي كتب ولحن، يعرض جواباً مركباً يفترض أن يساعدنا على التصدي لهذه المخاوف. “هذه طريق طويلة إلى كنعان. هذه طريق طويلة، طويلة إلى أرض الميعاد… أنا يهودي متنقل، ولدت كي أنفصل عن مقدمة دانا وحتى السنة القادمة في القدس. هذه طريق طويلة.. هذه طريق ملتوية، هذه طريق حزينة، هذه طريق طويلة إلى كنعان”.

وأنا، مشتاق للبلاد التي جئنا إليها من قرية صغيرة في هنغاريا لم تعد موجودة.

 

بقلم: شمعون شيفر

 يديعوت أحرونوت 27/11/2022


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-3962.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-03-28 06:03:03