شبكة الأمة برس | رسالة إلى نتنياهو: لا تسلّم مصير إسرائيل لـ"توراة اليمين"


رسالة إلى نتنياهو: لا تسلّم مصير إسرائيل لـ"توراة اليمين"

للسيد بنيامين نتنياهو سلام،

آتي من اليسار ومن التعليم. كانت حملة انتخابات قاسية، كانت شهوراً قاسية، تكبد معسكر اليسار هزيمة نكراء في نهايتها. سبق أن تكبدها في العقد الذي بين 1967 – 1977، بعد حرب الأيام الستة وحتى التحول. انعدام القدرة على إجراء تفكير معمق في وضعنا ومستقبلنا أدى بنا إلى هذه الحافة. قرار مباي إبقاء الضفة الغربية/ يهودا والسامرة، مع ملايين الفلسطينيين هناك تحت حكمنا كان الخطيئة التي لاقت عقابها بالتدريج. كان لك دور مركزي في هذه القصة، كنت فيه أحد الخاطئين: على المستوى الشخصي والوطني أيضاً. أنت مسؤول عن نشوء معسكرين لا يتصلان.

أنا أيضاً كنت بين الشاتمين في حملة الانتخابات الأخيرة. لكن كله بات من خلفنا الآن. انتصرتم مثلما كان متوقعاً منذ 1967، حين قررنا أن نبقى دولة احتلال، وحتى لو كانت مسيرة طويلة، فإنها وصلت إلى نهايتها المرتقبة. لو لم يحصل هذا الآن، لحصل بعد الانتخابات السادسة. تسلمتَ، كرئيس وزراء، دولة متنازعة وجريحة، مع يائسين كثر في المحيط ممن يعتقدون بأنها أنهت طريقها. كثيرون كفيلون بالبحث عن مستقبلهم بعيداً عن إسرائيل.

بصفتك زعيماً شديد القوة لمعسكر يسير خلفك في النار والماء، فإن الكثير بات متعلقاً بك. بعض من المعسكر الذي أنت على رأسه يسعى لإقامة إسرائيل مختلفة: دولة شريعة تعمل حسب قوانين التوراة وليس على أساس التشريع في العصر الحديث؛ دولة تميز بين سكانها. السؤال الذي سيتعين عليك أن ترد عليه بأفعالك هو: هل ستسمح للأجزاء المتطرفة في معسكرك أن يستغلوا قوتهم القومية والدينية الكثيرة ليفعلوا بالدولة كما يشاؤون أم ستضع أسيجة وحدودا لهذه الأجزاء، يمكن للأغلبية الساحقة أن تتعايش معها؛ هل ستعرف كيف تحافظ على الدولة الوحيدة للشعب اليهودي من الخراب. صحيح، لم تكن هنا حرب أهلية، لكن لا بد من حدوث هجرة جماعية لنساء ورجال منتجين إلى بلدان غريبة. هل ستعرف كيف تحافظ على الأقلية الكبيرة قبل أن تتسرب من بين أصابعك وتختفي؟

قد تتمكن من عمل هذا في إطار ائتلافك السيئ، ستكون أسيراً في أيدي أحداث متطرفة ستسيطر على مصيرك الشخصي والسياسي. سيتعين عليك أن تتراكض في متاهة كل موضوع وطني يطرح على جدول الأعمال، وكل المواضيع الوطنية ستطرح على جدول الأعمال، بهدف تغيير صورة دولة إسرائيل وبلاد إسرائيل. لكن لك طريقاً واحداً لمحاولة الخروج من الأزمة الأكبر في تاريخ إسرائيل الحديث: أن تدعو “يوجد مستقبل”، والمعسكر الرسمي، و”إسرائيل بيتنا” إلى الائتلاف. معها يكون لليكود أغلبية تمكنه من منع أنواع مختلفة من المس بدولة اليهود.

افترض أنك لن تتنازل عن أمرين اثنين: إلغاء محاكمتك والحفاظ على التزامك بالكتلة. عندما يكون هذا على كفة الميزان مقابل ذاك الوطني والفردي، فستعرف الأحزاب الثلاثة أيضاً من كتلة التغيير كيف تتخذ القرار المحتم: إنقاذ إسرائيل. يا سيد نتنياهو، بيديك أن تبقي وراءك أرضاً محروقة أو تنقذ الحركة الصهيونية، في شكلها في هذا الزمن، من خراب على الملأ.

 

بقلم: أبراهام فرانك

معاريف 13/11/2022


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-3938.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-03-28 02:03:22