كل عام يأتينا سبتمبر ويجلب معه الذكرى الجميلة والحدث الذي أفقنا به على صبح ليس لإشراقه مثيل.
سبتمبر "26" يأخدنا معه إلى عام 62م الذكرى والحدث، والموقف الأهم والأعظم في تاريخ بلادنا، التي ما فتئت تعيش انتكاسات متتالية منذ أن "خرب الفأر سد مأرب" وحتى خرب فئران اليوم كل شيء ينتمي لليمن.. الإنسان، والأرض، والبحر، والحكمة التي نزعم (فشخرة) أننا نمتلكها.
ستون عاماً من الثورة التي مزقت الظلام.. وأخذت بأيدينا إلى شاطئ نور تخترقه زوابع موسمية مفزعة لا تدوم.. ذلك لأن المستقبل لن يكون إلا بسبتمبر، والأمل يجب أن يظل بسبتمبر.
أتعرفون لماذا؟!
نقول ببساطة ويسر ودون عناء أو تكلف أن سبتمبر 62م هو ميلاد شعب، جاء من أجل كل اليمنيين.. من أجل كل الناس:
قواعد تحكمنا:
هذه هي أبسط القواعد التي تحكم بها المجتمعات، وهي التي أسس لها سبتمبر 62م في يمننا الذي يعاني.. وبالمناسبة هي قواعد أو متطلبات أساسية وبسيطة يجب أن تحكمنا ويعيشها الناس في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين في أي مكان أو مجتمع في العالم، حتى المتخلفة منها.
من هنا، لم يعد مهما من يحكم.. بل المهم هو كيف يحكم؟! .. ومن يريد أن يحكم اليمن اليوم يحب أن يسير وفق أبسط قواعد وشروط الحياة المعاصرة، التي تحفظ للوطن سيادته، وللمواطن كرامته.. نعم وللمواطن كرامته.
وصدقوني سيكون من الصعب على أي حزب أو جماعة سياسية أو دينية أو قبلية أو جهوية أن تحكم بالحديد والنار.. فزمن القهر والظلم والاستبداد قد ولى، ولا يمكن له أن يعيش في زمن غير زمنه.. زمن اليوم هو زمن العالم "القرية" الصغيرة.. زمن الحرية التي تشع من بين اصابع الأطفال وتنتشر بدموع الثكالى من ضحايا الجوع والحرب والموت..
كل عام وسبتمبر يذكرنا بما يجب أن نكون ويكون عليه وطننا الحبيب.. كل عام وانتم بألف خير.
*وزير ودبلوماسي يمني سابق
*من صفحته على الفيسبوك