شبكة الأمة برس | بايدن وترامب.. هل يترشحان للانتخابات؟


بايدن وترامب.. هل يترشحان للانتخابات؟

أثار حدثان خلال الأسبوع الماضي تساؤلاتٍ حول قابلية نجاح بايدن وترامب كمرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر 2024. وبحلول ذلك التاريخ سيقترب بايدن من عيد ميلاده الثاني والثمانين، وسيكون ترامب في الثامنة والسبعين من عمره. وقد تم تشخيص إصابة بايدن مؤخراً بفيروس «كوفيد-19»، وعلى الرغم من أنها تبدو خفيفة، إلا أنه كان يؤدي مهامَّ عمله عن بُعد. ويشعر أنصارُه بالقلق فيما يتعلق بكيفية صموده أمام مطالب انتخابات التجديد النصفي، ناهيك عن الحملة الرئاسية.

وفي حين أن صحةَ ترامب الجسديةَ لا تمثل مشكلةً في الوقت الحالي، فإن سلوكَه غير المنتظم وانشغاله المستمر بانتخابات عام 2020 الرئاسية التي ما زال يصرُّ على أنها «مسروقة»، يثير قلق العديد من «الجمهوريين» بشأن قدرته على التعامل مع العديد من التحديات المستقبلية التي تواجه البلاد. وفي الحادي والعشرين من شهر يوليو الجاري، واجه ترامب أخطرَ أزمة تعرض لها منذ تركه المنصبَ الرئاسي. ففي ذلك اليوم، عَقدت لجنةُ مجلس النواب للتحقيق في التمرد الذي حدث في السادس من يناير 2021، جلسةَ الاستماع العامة الثامنة، وهذه المرة كانت الجلسةُ تُبث على شاشة التلفزيون في أوقات الذروة.

وتم تخصيص جلسة الاستماع هذه لمناقشة كيفية تصرف ترامب في ذلك اليوم (6 يناير) عندما هاجم أنصارُه مبنى الكابيتول وغزَوه، مما تَسبَّبَ في حالة من الذعر والموت والفوضى، بما في ذلك الهتافات للبحث عن نائب الرئيس بنس لـ«شنقه»! كانت جريمة بنس أنه رفض الامتثال لرغبات ترامب واستخدام سلطته كرئيس للكونجرس لرفض التصديق على فوز بايدن.

ولمدة ثلاث ساعات وسبع دقائق، من الوقت الذي تجمع فيه الحشد الضخم في حديقة «ذا إيلابس»، الواقعة جنوبَ البيت الأبيض (ويشار إليها أحياناً باسم متنزه الرئيس الجنوبي)، حيث حثَّهم خطباؤهم على السير نحو الكابيتول، حتى اللحظة التي طالبوا فيها أخيراً الحشدَ بالتفرّق، لم يتخذ ترامب أي خطوات لوقف الفوضى. فقد أمضى معظم ذلك الوقت في غرفة الطعام الخاصة به بجوار المكتب البيضاوي، يشاهد تغطيات «فوكس» الإخبارية حول الانتفاضة.

وقد حثَّه كبار موظفيه، بمن فيهم مستشاره القانوني بات سيبولوني، وابنته إيفانكا، وصهره جاريد كوشنر.. على توجيه نداءات قوية على شاشات التلفزيون للحشود للتوقف والعودة إلى ديارهم. لكنه لم يبذل مثل هذا الجهد. ولم يتصل كذلك بوزارتي الدفاع والأمن الداخلي للمساعدة في تأمين مبنى الكابيتول. وبدلاً من ذلك، في الساعة 2.24 مساءً، غرَّد قائلاً: «لم تكن لدى بنس الشجاعة لفعل ما كان يجب فعله». وكما قال موظفوه السابقون في الجلسة، فقد كان لهذه التغريدة تأثيرُ إضافةِ البنزين إلى النيران.

وكانت إحدى نتائج جلسات الاستماع هي قرار اثنتين من أكثر الصحف تحفظاً في البلاد، وهما «نيويورك بوست» و«وول ستريت جورنال»، المملوكتان لروبرت مردوخ، بنشر مقالات افتتاحية تنص على أنه لا ينبغي لترامب الترشح لانتخابات الرئاسة عامَ 2024. قد لا تؤثر هذه الآراء على مؤيدي ترامب العاديين، لكن سيكون لها تأثير على المؤسسة «الجمهورية» والمانحين الماليين الرئيسيين الذين يمولون الحملات الانتخابية والذين قد يكونون على استعداد لدعم بعض منافسي ترامب، مثل حاكم فلوريدا «رون ديسانتيس». وبالإضافة إلى ذلك، ومع توفر مزيد من الأدلة على تواطؤ ترامب في التمرد، فقد تقرر وزارة العدل توجيه الاتهام إليه. وقد يعلن ترامب في وقت مبكر عن ترشحه مرة أخرى على أمل أن يؤدي ذلك إلى ثني وزارة العدل عن إصدار لائحة اتهام محتملة.

والمعضلةُ الأكبر بالنسبة لـ«الديمقراطيين» هي أنه مع تعافي بايدن من كوفيد-19، فإن نقاط ضعف أخرى، بما في ذلك تَكرر ارتكابِه «زلاتٍ» لفظية، ستزيد الأسئلة حول صحته وقابليته للانتخاب. وحتى الآن، لم يظهر أي منافس «ديمقراطي»، لكن العديدَ من القضايا، بما في ذلك الاقتصاد وانتخابات التجديد النصفي، تمثل تحدياتٍ خطيرةً.

إذا قرر ترامب الترشح، فقد يدفع بايدن كبرياءُه للبحث عن ولاية أخرى. لكن إذا لم يكن ترامب، لأي سبب من الأسباب، منافساً، فإن الضغط على بايدن للتنحي سيزداد، مع الآمال في أن يكون الشخص الأصغر سناً أكثر ملاءَمةً للفوز والسيطرة على البيت الأبيض.

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس – الاتحاد-


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-3689.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-19 01:04:06