شبكة الأمة برس | لماذا انهار بينيت في جلسة "المصادقة على الكهرباء" داخل الكنيست؟


لماذا انهار بينيت في جلسة "المصادقة على الكهرباء" داخل الكنيست؟

انهار عضوا كنيست تحت الضغط حول “قانون الكهرباء”. رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، فقد أعصابه أمام العدسات. ببساطة، لم ينجح في تمالك نفسه أكثر- انهار نفسياً. ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، الذي امتنع عن التصويت، تم نقله إلى مستشفى “هداسا عين كارم” عقب ضغط في صدره- انهار جسدياً.

هذا غير مفاجئ، كلاهما عمل بالمعنى العميق ضد ضميريهما. بعدم دعمه لقانون الكهرباء، أدار عودة ظهره للمواطنين العرب. لم يتصرف كل أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة التصرف ذاته؛ أحمد الطيبي وأسامة السعدي (تاعل) وسامي أبو شحادة (بلد) وضعوا سياسة الصغائر جانباً في لحظة الحقيقة وصوتوا “مع”.

أما بينيت فأدار ظهره للمستوطنين. من الجدير ملاحظة ما الذي كسره. كانت هذه نداءات خجل لأعضاء المعارضة التي وجهت له ولأصدقائه المستوطنين في الائتلاف، بعد أن صوت نير اورباخ ضد التحفظ الذي قدموه لربط المستوطنات الفتية بشبكة الكهرباء. هبّ بينيت للدفاع عن اورباخ، وقال إنهم هم أنفسهم لم يهتموا بالاستيطان الشاب عندما كانوا في السلطة، وذكر للمرة المليون بأن نتنياهو قد صوت مع الانفصال. أراد القول: من أنتم لتقدموا لنا المواعظ الأخلاقية، أيها المنافقون.

ثمة مشكلة واحدة في هذه المقارنة، وهي أنها لا تصيب الهدف الأساسي. نتنياهو هو عدد من الأمور، لكنه ليس رجل أرض إسرائيل الكاملة. وحتى لو لم يظهر تأييده للانفصال بصورة جميلة في سيرته الذاتية وهو منذ يوفر ذخيرة لمعارضيه، لا يعتبر خيانة لضميره. ونتنياهو أيضاً ليس رجل ضم، وليس من قبيل الصدفة أنه غاب عن التصويت عندما صوت أعضاء مركز الليكود لصالح فرض السيادة الاسرائيلية على المناطق قبل أربع سنوات. كان لديه شيء ما.

أدار نتنياهو حكوماته بواسطة “خطوط ضغط خارجية”: المستوطنون شدوا نحو اليمين، واليسار (في المعارضة ومحكمة العدل العليا ووسائل الإعلام والعرب بالطبع) شد نحو اليسار. والولايات المتحدة في ظل إدارة ديمقراطية، وكذا الاتحاد الأوروبي، ضغطوا ضد الضم ولصالح دولتين. وكان نتنياهو وحكومته كما يبدو “عالقين بين قوتين متناقضتين: أريد الذهاب إلى اليمين، لكنهم يمنعونني. هذا ليس أنا، هذه هي المحكمة العليا. إنه بيل كلينتون.. باراك أوباما.. الأوروبيون اللاساميون، ليمح الله اسمهم.

 بعد ذلك، جاء دونالد ترامب ودمر كل شيء. فاستعداده للسير مع نتنياهو، وليس ضده، أسقط الضغوط التي ثبتت حكم نتنياهو. بدون الضغط الأمريكي ما كان ليكون هناك من يعارض مطلب اليمين بضم وتعزيز سياسة يمينية متطرفة. من ناحية العمليات العميقة، سقط نتنياهو؛ لأن اليمين الذي يطالب بالضم أدرك طبيعة نتنياهو ولم يعد يتحمل. هو لم ينفذ وعده بفرض السيادة رغم أنه كان لديه كل ما هو مطلوب: حكومة يمينية تماماً، وترامب في البيت الأبيض، وسفير أمريكي مستوطن، ونوعام سولبرغ في المحكمة العليا. فكيف لم يقم بالضم؟ بالطبع، إخلاء الخان الأحمر، الذي حتى المحكمة العليا أقرته وحثت الحكومة على إخلائه.

شكل بينيت حكومة تضم في داخلها كل الضغوط: اليسار في الداخل، والعرب في الداخل. النتيجة هي أن لا معارضة من اليسار، وبصورة أوضح: ليس هناك معارضة من اليسار. ليس لدى بينيت ما كان لدى نتنياهو، قوى خارجية تدفع إلى اتجاهات متناقضة لتحيده وتمنعه من التقدم نحو اليمين أو اليسار مثلما وضع لنفسه. العالم منشغل بكورونا، الولايات المتحدة ترمم مكانتها الدولية بعد الضرر الذي تسبب به ترامب، ووسائل الإعلام “من اليسار” منشغلة بالرقابة الذاتية وإسكات كل صوت نقدي للحكومة من اليسار، لا سمح الله، حتى لا نسهم في عودة نتنياهو. الخوف مفهوم، المشكلة هي أن هذه الحكومة بقيت مكشوفة للضغط من اليمين. وعندما يزداد الضغط الداخلي ينهارون.

 

بقلم: كارولينا ليندسمان

هآرتس 7/1/2022 


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-3112.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-25 02:04:12