شبكة الأمة برس | هل يقتصر خطاب بينيت في الأمم المتحدة على "العالم يتعلم من إسرائيل"؟


هل يقتصر خطاب بينيت في الأمم المتحدة على "العالم يتعلم من إسرائيل"؟

في خطاب بينيت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم لن تكون هناك أحابيل؛ فلا لوحة مرسوم عليها قنبلة سوداء، ولا صور جوية لمركز بيروت، ولا أرشيف إيران، ولا بطاقات مشهد مصممة لسور البلدة القديمة ليلاً. كل سنة، مع مجيء الخريف، كان مواطنو إسرائيل يحبسون أنفاسهم: “أي أحبولة يأتي بها الساحر هذه المرة.

مع غياب الأحابيل في خطاب رئيس وزراء جديد، يدل هذا على مدى تشوشنا بين التافه والأساس مقارنة مع سنوات نتنياهو الأخيرة. في خطاب بينيت سيكون هناك فصل عن إيران، وسيدعي بأننا ندخل في فترة حرجة، على شفا الفرصة الأخيرة، في الكفاح لوقف البرنامج النووي. طلب بينيت ألا يعرف خطابه الأول في الجمعية العمومية لا بإيران ولا بالفلسطينيين. وسيكون أساس خطابه عن إسرائيل، وإنجازاتها، وعما يمكن برأيه للعالم أن يتعلمه منها في مكافحة كورونا، وفي العلم والاقتصاد.

أبو مازن، الذي ألقى خطاباً في نهاية الأسبوع، بث عبر فيديو الجمعية، طرح إنذاراً: إذا لم تستأنف حكومة إسرائيل المفاوضات في غضون سنة فسيتوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي. اختار بينيت ألا يدخل في مشادة معه: المسألة الفلسطينية ستحتل مكاناً ضيقاً في الخطاب.

ولكن استعداد محافل سياسية في العراق بأن تقيم علاقات سلام مع إسرائيل ستذكر بكلمات حارة. كما سيذكر أيضاً الأردن، الذي فتحت حكومته الحالية مع ملكها صفحة جديدة، وستذكر مصر والإمارات.

إن الجهد الحثيث لوصف إسرائيل كقصة نجاح، وكبشرى للعالم، وأن حكومتها محبة للسلام، جهد كان قائماً في خطابات نتنياهو أيضاً. ما تغير هو صورة الضحية. لقد بالغ نتنياهو في اللعب بها: كل خطاب له في الأمم المتحدة وضع إسرائيل على حافة كارثة ثانية، محوطة بالأعداء الذين يسعون لإبادتها، ولاساميين يسعون إلى النيل منها. بينيت أقل جودة في الخطاب الكارثي.

عشية الإقلاع إلى أمريكا، تحرر بينيت من التأخير بإقرار المساعدة الخاصة للقبة الحديدية. المساعدة، بمبلغ مليار دولار، تغطي جزءاً من الثمن الذي كلف إسرائيل إطلاق صواريخ الاعتراض في أثناء حملة “حارس الأسوار”.

المليار دولار بيعت لإسرائيل ثلاث مرات: مرة بعد زيارة وزير الدفاع غانتس إلى واشنطن، وثانية بعد زيارة رئيس الأركان كوخافي، ومرة ثالثة بعد زيارة بينيت. على الرغم من ذلك، فإن تعلق الزعامة الديمقراطية في الكونغرس بمجموعة صغيرة من عضوات كونغرس مناهضة لإسرائيل منعت إقرار المساعدة كما كان مخططاً. لقد أحرج التأخير البيت الأبيض واللوبي المؤيد لإسرائيل وحكومة إسرائيل. استخدمت هذه الجهات الثلاث كل قوتها كي تقر قانوناً خاصاً على عجل. في الكونغرس 435 عضواً. وتوقع مكتب رئيس الوزراء تأييداً من 330 عضواً. لشدة المفاجأة 420 عضو كونغرس أيدوا مشروع القانون، وهو تأييد ثنائي الحزب على نحو نادر. هذا مبهر حتى أكثر حين نأخذ بالحسبان أن السياسة في واشنطن كدية أكثر مما كانت دوماً، والأقلية الجمهورية تفعل ما في وسعها كي تفشل خطوة للأغلبية.

هذا يعني شيئاً ما عن قدرة البيت الأبيض وآيباك السياسية، وربما شيئاً أهم عن تأييد الجمهور الأمريكي لإسرائيل. قد تكون نبوءات الخراب مبالغاً فيها. ومع ذلك، من يتجاهل التيارات العميقة المناهضة لإسرائيل في أجزاء مهمة من المجتمع الأمريكي، بما في ذلك الشبان اليهود، يصنع الكذب في روحه. ليس هناك ضمانة أبدية.

 

بقلم: ناحوم برنياع

يديعوت 26/9/2021


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-2796.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-20 09:04:07