شبكة الأمة برس | " فش " سلام مع إسرآئيل !


" فش " سلام مع إسرآئيل !

لو كنت فلسطينيآ ، ورزقت بتوءمين ، لأسميت الإبنتين والإبنين :
صفقه وفش وسلام وذو القرنين ؟
لإتذكر على الدوام أنه (مامن صياد لبن)؟
لإتذكر طوال العمر المتبقي لي أن لاخير في وسيط أسمه (أمنا أمريكا) ؟
كي لاأنس وباللهجه الفلسطينة الذكيه :
_ فـيش سلام مع إسرآئيل ؟!
وأنما صفقة القرن الترامبيه الماكره _ إياها _تمهد لتكرار فرض نظام الفصل العنصري ( الأبارتايد)..
سياسه إستعماريه بغيضه مورست بغلظه في جنوب أفريقيا
ضد سكانها السود والملونين أصحابها من قبل الأوربيين المستعمرين ، المستوطنين لإرضهم من 1948م_1993م
حافظ من خلال هذا _ الأبارتايد _ المستعمر الأبيض على هيمنته السياسية والإقتصاديه
وفرض ثقافاته وعاداته وتقاليده على ماعداها من الأفريقية والأسيوية معآ..
وصادروا بموجبه _ الفصل العنصري _ حق الأغلبيه :
في الإقتراع والتعليم والخدمات المختلفه
فعزل العالم كله دولة جنوب أفريقيا وعاشت أربعة عقود معزولة ككلب أجرب تعس إلا من صديقتها إسرائيل
وبعض دول أوروبا لتبادل المصالح المشتركه بيهم في الحدود الدنيا ؛
حتى تم إلغاء نظام الأبارتايد وإطلاق سراح الزعيم ( نيلسون مانديلا ) ليكون أول رئيس أسود ، أفريقي للبلاد ..
مانديلا الذي آمن بالتحرر سلميآ وآمنت به جماهير بلاده
حض على تحول الغالبية العظمى من شعبه من رعايا إلى مواطنين بالدرجة نفسها التي هي عليها الأقلية البيضاء (؟!)..
وعدم المطالبة بالإنفصال وتأسيس دولة تجمع السود والملونين فقط
ولاحتى طرد البيض منها ؟
بل إعادت تكوين دولة تضم كل المواطنين ، قائمه على التعدديه الحزبيه ، وليست العرقية أو الديانة أوالجنس أو اللون ..
ووجه بوصلة معركة شعبه نحو منع عودة _الأبارتايد / الفصل العنصري _ من جديد ويدفن للأبد ..
وهذا ماتم إنجازه وبشق الأنفس ، أخيرآ ..
الفلسطينيون بالأمس رفضوا وفي مجلس الأمن ( صفقة القرن )
وأعلنوا أنه لا يوجد لهم في إسرآئيل شريكآ للسلام ؟
وأيديهم ستظل ممدوده للسلام
ونبذوا أكثر من مره العنف والإرهاب ..
وفي إنتظار مفاوضات سلام جديده وجديه ..
وهنا وأنا أسمع منهم مايضيق به صدري .. تذكرت على التو مقولة أن :
_لاأمان لليهود في صلح / سلام / تجاره / وشراكة أو صحبه ؟
وتذكرت أن اليهود لم يهبطوا علينا من السماء المريخ بالبراشوتات مثلآ ..
فقد عاشوا بيننا قبل الإسلام ومعنا أيضآ بعده بل وأسلموا،
أسلم الكثير من يهود قبائل الجزيرة العربيه كقبائل حمير والحارث بن كعب وكنانة وأسد وغطفان وغيرهم ،
وشاركوا بحماس وجهادية في الفتوحات الإسلامية _ معنا وفي مقدمة الصفوف _ إبان الفتوحات الإسلامية ، المشرفه ..
في عهد الخلفاء الراشدين والدولتين الأموية والعباسيه .
_ إلا أنهم ..(؟!)..
وبعدما صالحهم النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنوره الثلاث الطوآئف منهم قـينـقاع ، النـضـير ، قريـظه ..
سرعان ما أنقلبت عليه بني قـينـقاع ؟
بل و [ حاربت الرسول ] ..!
ونقض بنو النضير العهد ؟
أما بنو قريـظة فكانوا أشد اليهود كفرآ وعداوة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..؟!
وكان يهود يثرب وخيبر وفدك ووادي القرى ويهود نجران ..
ليسوا بإحسن ممن سبقهم ومن غيرهم ويعدون يومذاك بالألآف
ويمتهنون اعمالآ مدرة للأموال ومنتجه ومهمة لمحيطهم وجوارهم من بني عموتهم العرب :
سواء كانوا ؛
ممن نزح من إسرآئيل كيهود بني قينقاع أو من قبائل بني إسماعيل كيهود غطفان وكنانة
أو من يهود قبائل سبأ وحمير..

كما أنه ليس جديدآ التأكيد :
على أن العرب صدموا بمخططات دول كبرى قررت النيل منهم وإغماط طموحاتهم القوميه
أعدت لهم بروح شيطانيه مؤلمه ..
منذ التآمر على الثورة العربية الكبرى ( 1916م _ 1918م )
لطرد القوات العثمانية من البلاد العربيه ، وفشل على إثرها العرب في إنشاء مشروعهم السياسي الكبير ..
إنشاء دوله عربيه كبرى واحدة لهم ما أدى إلى تقسيم البلاد العربية فيما بعد ؛
إلى مناطق تحت الإنتداب الفرنسي وأخرى تحت الإنتداب البريطاني ..

وإسرآئيل نجحت حتى الآن ؛
في تصويرأن الفلسطينيين لا يميلون للسلام / كل الميل / ويضيعون كل فرص السلام المعروضة عليهم
منذ عقود ..
ونيابة عن الفلسطينيين الذين سأموا إستمرار حالة الحرب عليهم هذه
وكأنها حرب البسوس ..
ما أشبه حالهم وكأنهم لا يزالون يعيشون مع عالم لم يتغيربعد ، وبقي جامدآ منذ سنس الجاهلية الأولى ؟
ويشهدون في العصر الحديث حرب عبس وذبيان إنتقامآ لداحس من الغبراء .. ؟!
كأطول حرب أندلعت في زمن الجاهلية
حرب: ( داحس والغبراء ) ..
والتي أشتعلت بعد سباق ما للخيول يستغرق أيامآ في الصحراء
وبعدما دبرت مكيدة لتأخير الحصان داحس .. فتقدمت عليه (الفرس الغبراء ) ..
قامت الحرب 40 سنة ولم تقعد إلا بعد تدخل إلهي ( ربما ) ..
حيث أنضمت لها قبائل عربيه عديده كانت تتنازع فيما بينها
لإسباب مختلفه ومتباينه ؛ كتحالفات اليوم التي نشهدها بالتمام والكمال !؟
وفي النهايه جلست عبس وذبيان للصلح والسلام
ودفعت _الديات / التعويضات _ وأطفـئـت الحرب
بخسائر لاقبل للقبائل العربية بها
أهمها مقتل فارسهم وشاعرهم المغوارعنترة بن شداد في آخرها.. (؟!) ..
وهذا ما آمن به الفلسطيينيون منذ مصافحة أبو عمار وأبا إيبان
برعاية أمريكا / كلينتون / وإتفاقية أوسلو
ويمر .. مايربو على أكثر من عقدين مفاوضات ..
جنى منها الفلسطيني النزر اليسير
وجاء سمسار القرن _ ترامب _ ليشتري فلسطين العربيه ( التاريخية ) ب50 مليار دولار فقط
ودون القدس ، الحدود ، عودة لاجئين ، ومنزوعة السلاح ، ممزقة البقاع والأوصال ..
يعني : ببلاش ، ياللعار؟!
ما تسعى إليه إسرآئيل هو تذويب الفلسطينيين في جسد إسرائيل المريض
وطمس هويتهم وإسمهم وتاريخهم وكنسهم من ذاكرة العالم والتاريخ الإنساني ؟
وهم اليهود بعينهم أول من كانوا يقاومون خلال عقود شتاتهم بمحاولة إستهدافهم و دمجهم في البلدان
والدول التي لجأوا إليها في الشرق والغرب على السواء ..
فإندماج اليهود _تاريخيآ_ في المجتمعات الشرقيه كان من الصعوبة بمكان
فكانت لهم قيعانهم المعزولة المسوره
وتركتهم الدول والمجتمعات في حالهم
وإن حاولت جرهم إليها تموت المحاولات بفعل طبيعة مقاومة اليهود للدمج ؟
ورفضوا كل ما من شأنه أن يهمشهم ، ليعيشوا أقليه ضمن أغلبيه
ولو كانوا متساوون معها ..
فضلوا عرقهم ، جنسهم ، لغتهم ، ديانتهم ، عاداتهم ، تقاليدهم وثقافاتهم إلى آخره ..
وظلوا ينفخون في ذاكراتهم الجمعية (الجنس السامي / شعب الله المختار ) ..
وصمموا على التحرر ، التميز ، في كيان دوله يهوديه خالصه بهم ، يرفضون تحجيمهم إلى طائفه لاأكثر ..
إلا أن جاء وعد (بلفور) لإنقاذهم ..وصاروا الآن يطمعون ؟ بدل الوادي الواحد واديين ..
وهذا ما أزعج مجتمعات الأغلبيه في كل دوله على حده و بحسب عزلتهم ، إنكفائهم على ذواتهم (؟!) ..
خاصة في أوروبا وألمانيا تحديدآ
وصارا لهم ماصار ؟
وعزلتهم وإنكماشهم المبالغ فيه وطاووسيتهم ، هي من ساعد على تفشي الكراهية تجاههم ؛
لإنهم فطنوا مبكرآ أن الإندماج فقدان لهوية الفرد اليهودي ؟

فكيف يحلون ، يوافقون للفلسطينيين ما يحرمونه على الغير فيهم ؟
(هو حقكم حق و حق الناس مرق ) ؟
لعلكم تدركون معي اليوم :
أن الجديد في مسار العلاقة العربيه / الإسرائيليه تحولها رسميآ في السلوك .. من السري إلى العلني ودون حرج ؟
وفي المزاج الشعبي .. العربي والفلسطيني وهو الأجد :
_التحول من حالة الشعور بالضيق ، العداء ، وتبادل الإتهامات بالعماله والخيانه وبيع القضيه ؛
إلى ما يشبه الموافقه الخجوله في التعايش مع إسرآئيل سلمآ ؛
وليس بالعمل الفدآئي ، المغامر ، العنيف ..
إن لم تكن بالمباركه ( ؟! ) ..
والسؤوال المعلن ، الحائر الآن في الشارع فلسطينيآ وعربيآوإسلاميآ :
_ ماذا أستفادت الدول العربيه التي وقعت إتفاقيات سلام مع إسرآئيل ..
و
علينا ترك الفرجة على مايدور في فلسطين
ولو يؤدي الأمر أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين .. ؟!
بعد هجمة إسرآئيل الشرسه :
(في شهرنا الفضيل ، المفترج وحلول أيام عيد الفطر المبارك )
على الأقصى وضرب وطرد وقتل وجرح الفلسطيينيين ؛
و العالم مع إسرآئيل
( أصنج ويتسمع ) ..
ولانخـس .

 

*سيناريست يمني / هولندي .


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-2219.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-20 07:04:38