شبكة الأمة برس | لا تقتل المتعة


لا تقتل المتعة

ظهر هاشتاق «لا تقتل المتعة»، وانتشر كالنار في الهشيم، متصدرا وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للغته البسيطة، وصدق معناه، ومعاناة الأغلبية من الناس بعض المشاعر السلبية التي يجدونها يوميا.

يا أخي لا تقتل المتعة.. الكثير من الناس لا يميز بين أن «يُستشار» أو أن يتم إخباره بعد «انقضاء الأمر»، فإذا تمت استشارتك فلك كل الحق في إعطاء الرأي الناصح والصادق كمستشار مؤتمن، ولكن لا أعلم ما الفائدة من إعطاء آرائك السلبية بعد انقضاء أي أمر لمجرد (التنغيص)!.

مثلا يخبرك زميلك أو صديقك أو قريبك بشرائه بيتا أو سيارة، فتنتقص بكل صفاقة منهما أو تستخدم كلمات مثل «ليتك سويت كذا» و«كان في لون أحلى» و«ليتك اخترت موقع أفضل» و«ليتك ماتسرعت»، وغيرها من الجمل المحبطة التي فعلا تقتل المتعة في أي موضوع.

ويجب أن نتفق أن للكلام و«النقاش» ومواجهة الناس فنونا وصفات وطباعا، وكلما عمل الشخص على تحسين تلك المهارات كلما أصبحت لديه ملكة الإقناع، وترك الانطباع الإيجابي و«زيادة المتعة» بعد كل لقاء، ومنها:

1. الملاحظات البناءة مثل بدء النقاش أواللقاء بملاحظة إيجابية، ولا أعلم لماذا يصر البعض على أن يبدأ لقاءاته بكلمات مثل «وراك مشيب» أو «وزنك زايد» بدلا من انتقاء الملاحظات الجميلة؟!، (قل خيرا أو أصمت).

2. النظر إلى عيني المتكلم طيلة الوقت، وعدم الالتهاء بأمور أخرى، وللعلم من أكثر الأمور إثارة للغيظ هو تلاعبك بهاتفك أو النظر للسقف

كـ«المسطول» عند إجراء حوار شخصي مع أيا كان.

3. لغة الجسد، وهي مهمة وتعطي إيحاء كبيرا بمدى الأريحية أو التحفظ، فبإمكانك الإيحاء بوجود اهتمام وإصغاء، وبإمكانك إثارة حنق من حولك بتعابير بسيطة. ابتسم يا وجه «السعد» بدلا من تقطيب حاجبيك مكفهرا، ودعك من ضم يديك إلى صدرك وكأنك داخل إلى حلبة عراك لا مفر منها.

4. عدم المقاطعة، واستخدام نبرة صوت هادئة، فمن أكثر الأسباب لـ«قتل المتعة» في النقاش هي المقاطعة المستمرة، ومما لا شك فيه أنها من الصفات السيئة التي يجب الابتعاد عنها.

5. الحوار الهادئ وعدم التصلب بالآراء، ولا ننسى المقولة الجميلة للإمام الشافعي «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».

ختاما أحبتي، هناك خيط رفيع لا يلحظه الكثير بين «الصراحة» و«التجريح» وبين «اللطف» و«الدفاشة»، وما دام «الكلام الزين ببلاش» فخلونا نحاول أن نكون لطفاء (قدر الإمكان)، ولنتذكر المثل الشعبي «الملافظ سعد».

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-2075.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-19 08:04:56