شبكة الأمة برس | من يوقف "فقاسة الأحزاب" في الساحة الإسرائيلية؟


من يوقف "فقاسة الأحزاب" في الساحة الإسرائيلية؟

هي نقمة تحطم كل رقعة طيبة في السياسة الإسرائيلية. ولهذه النقمة تعبير في صفحات التلمود: “من في الرأس”. كلمات تمثل فيروساً فتاكاً يدمر أمام ناظرينا كل أمل في تغيير الواقع السياسي بإسرائيل. بخلاف كورونا، لا حاجة هنا لفحوصات أو لإدخال إلى المستشفى، فمن يعانون من الفيروس هم أولئك الذين يعلنون على رؤوس الأشهاد: “أشكل حزباً جديداً سيتنافس في الانتخابات القريبة القادمة، وأعرف كيف أحل مشاكل الدولة”. أول من عانى من نقمة “من في الرأس” كان يربعام بن نبط. وقد عوقب هو أيضاً. حكماء التلمود يكرسون لقصة سقوط يربعام مكاناً واسعاً. وقد حظي يربعام بوسام شرف من الباري تبارك اسمه، حتى أن الآباء الثلاثة لم يحظوا به. “أمسك الرب تبارك اسمه بلباس يربعام، وقال له تراجع. أنا وأنت وبن ييشي نتنزه في جنة عدن. فقال له يربعام من في الرأس – بن ييشي في الرأس، وإلا فلا”. بمعنى إذا كان هكذا فلا أريد. عملياً، تخلى يربعام عن التنزه في جنة عدن بصحبة الرب، لأنه لن يسير في الرأس قبل بن ييشي. وكان عقاب يربعام، كما تذكره المصادر، كمن وقع في الخطيئة وأوقع الكثيرين فيها.

ما يحصل مؤخراً في السياسة الإسرائيلية يذكر بما حصل ليربعام بن نبط. فما الفرق لغرض هذا الشأن أيديولوجياً بين رون خولدائي وعوفر شيلح؟ فكلاهما أقاما حزبين جديدين. لماذا لا يبقى غابي أشكنازي إلى جانب غانتس في قيادة “أزرق أبيض”، وقرر الانسحاب؟ لماذا لم ينضم يرون زليخا لصفوف الحزبين الجديدين لخولدائي أو شيلح؟ الجواب بسيط: يخيل لي أن نقمة “من في الرأس” حية ترزق. كل واحدة ممن ذكروا أعلاه هو في الرأس. حسناً، ماذا إذن؟ السؤال هو إذا كان هذا سيعطي شيئاً ما مهماً وقابلاً للعيش، فمن سيكون في الرأس. هل سيساعد هذا الدولة أو يساهم في حل المشاكل والأزمات؟ لم يسبق للساحة السياسية في إسرائيل، التي لم تتميز قط بتراص صفوفها، أن كانت منقسمة بهذا القدر مثلما هي اليوم عشية الانتخابات الرابعة في غضون سنتين.

المحزن هو أنه لا يوجد لقاح لمرض “من في الرأس”. لن نرى ولو محاولة لإيجاد علاج له. إذ مطلوب لمثل هذه المحاولة أناس لا يتطلعون لأن يكونوا في الرأس، بل يسعون عن حق وحقيق إلى إيجاد حل، وليس إلى مكان في الرأس.

 

بقلم: شلومو شمير

 معاريف 6/1/2021


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-1696.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-20 10:04:40