شبكة الأمة برس | التغير المناخي.. رياح الموت!!


التغير المناخي.. رياح الموت!!

                                 (1)

عندما يداهم الجفاف ارضا ، تستغيث السماء لتكَوِّن مزنا ، وتُرسل مطرا يطفئ الظمأَ ، ويبعث في الروح السكينة والامان.. 

مواسم نزول الامطار هي مواسم الخصب والخير والنماء في ثقافة الكثير من شعوب العالم .. وتكثر في البلدان الماطرة احاديث الناس عن الطقس وتقلباته .. ففي بريطانيا مثلا يتفاءل الناس كثيرا عندما تمطر بغزارة فيقولون "انها تمطر قططا وكلابا"، وهو عندهم منطق يعبر عن لحظات الأمل والبشرى .

أما الشعوب العربية فهي ربما أكثر شعوب العالم تفاؤلا بنزول الامطار ، وهي ثقافة نشأت  - بالتأكيد - عن طبيعة العلاقة بالانتاح والمناخ الجاف والصحراء .. ولذلك نطلق على المطر اسماء متفائلة ك"الجود ، والغدق ، والغيث ، والخير ، والرحمة" ..الخ.

ذلك لان الامطار التي تجود بها السماء تحيي النفوس وتزهر الارض ، لكنها قد تصيبها ايضا بكارثة.. وتكون بذلك نذير شؤم عند شعوب أخرى تتعرض بسببها غالبا للفيضانات والعواصف.. !!

وحينما تتحول  الامطار إلى كارثة تكون قد "اصابتنا السماء بجار الضبع" - كما كانت تقول العرب قديما.. أو كما يقولون اليوم اقتداء بالسلف "اللهم حوالينا ولا علينا" .. وهو منطق يعبر عن قسوة وحجم الضرر الذي يصيب الارض ويجرح الانسان .. وربما هو تعبير عن ظلم بظلم.

المهم، الامطار الغزيرة التي تسببت بكوارث  غطت الارض والسماء في اليمن والسودان ودول اخرى , وفي بلادنا كما في كثير من البلدان مست كثيرا بحياة المواطن اليمني في السهل والجبل..

  • خربت البيوت وهجرت الاسر
  • جرفت المزارع في السهول، وخربت المدرجات في الجبال .
  • فجرت السدود واتت على الحواجز المائية ، وحطمت الجسور والممرات..

كوارث التغيرات المناخية لن تتوقف عند هذا الحد بل سيمتد ليسبب:

  • فقدان التنوع الحيوي اي موت واختفاء الكثير من الاحياء
  • ارتفاع معدلات الوفيات، وانتشار الامراض المعدية ولعل فيروسات كرونا، وسارس، والضنك من ابرز نتائج التغير المناخي.

المشكلة ليست سهلة، والمعالجات تتطلب ارادة قوية ، وقدرة على مواجهة التحدي، وهي لا شك بحاجة إلى دراسات وإمكانيات وموازنات ..!!

ترى من هو الأقدر في بلداننا  وحكوماتنا على ايجاد المعالجات ومواجهة التحدي ؟!

 

  • كاتب وسياسي يمني

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع


شبكة الأمة برس
https://thenationpress.net

رابط المقال
https://thenationpress.net/articles-1291.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-18 01:04:28