الرئيس الفلسطيني: يجب إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تقود لتحقيق "حل الدولتين"

2020-10-29

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أهمية إطلاق عملية سياسية “ذات مصداقية” تقود لتحقيق “حل الدولتين”، وفق القرارات الدولية، في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم للاحتلال، مهما بلغت التضحيات.

وأكد الرئيس عباس في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في إطار السعي لعقد المؤتمر الدولي للسلام، خاصة بعد التأييد التي حظي به طلبه من غالبية أعضاء مجلس الأمن في جلسته الأخيرة الاثنين الماضي، أن غالبية الدول العظمى في اجتماع مجلس الأمن الأخير دعت إلى تأييد المقترح، وطلبت من الأمين العام التحضير مع بداية العام المقبل لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية من أجل العودة للمفاوضات وفق المرجعيات الدولية المعتمدة”.

وطالب بإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية لتحقيق حل الدولتين، وقال إنها تمثل “الصيغة المعتمدة دوليا لتحقيق السلام في المنطقة”، وأن لها سيكون أثر على الأمن والسلام في العالم، مذكرا بمبادرة السلام التي أطلقها في اجتماع مجلس الأمن في فبراير 2018.

وقد أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن اجتماع مجلس الأمن الاثنين أكد أهمية حماية حل الدولتين، وصيانة الأمن والسلم الدوليين، ومكانة القانون الدولي باعتباره هدفا عالميا عاجلا، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية متسقة مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم المشتركة التي يمثلها.

وكان مجلس الأمن عقد جلسة الاثنين الماضي لمناقشة طلب الرئيس الفلسطيني، بعقد مؤتمر دولي للسلام، بإشراف الأمم المتحدة وعدد من الدول، لحل الصراع، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي تقود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، وقد حظيت الفكرة بدعم كبير من الدول الأعضاء، والتي نددت أيضا بالاستيطان، فيما اعترضت أمريكا.

ودعا الرئيس الأمين العام لإجراء “مشاورات عاجلة”، بالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن، من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام بكامل الصلاحيات وبمشاركة جميع الأطراف المعنية في مطلع العام المقبل، الأمر الذي قال إن من شأنه أن يفتح الطريق للانخراط في عملية سلام جدية قائمة على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمرجعيات ذات الصلة، بما يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله، في دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967، وحل جميع قضايا الوضع الدائم، ولا سيما قضية اللاجئين بناء على القرار 194 .

وشدد على أن حل الدولتين هو “الحل الدولي المتفق عليه”، وقال “سيتم تقويضه عندما لا يدافع عنه المجتمع الدولي بإجراءات واضحة وفعالة، وهو الحل الذي سيحافظ على حق شعبنا في تقرير المصير، استنادا إلى قواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”، مضيفا وهو يخاطب دول العالم التي تدعم الحل “إن مجرد الحديث عن حل الدولتين لا يكفي لحمايته، إنما يستدعي ذلك منا صياغة نهج متعدد الأطراف وذي مصداقية لإنهاء الصراع على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة كسبيل لتحقيق ذلك، وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط”.

ودعا الرئيس إلى المشاورات لعقد المؤتمر الدولي، وفي وضع آلية دولية متعددة الأطراف من شأنها مساعدة الطرفين في التفاوض على حل قضايا الوضع الدائم، وإجراء تلك المفاوضات على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وضمن إطار زمني محدد.

وأعلن عن تكليف وزارة الخارجية لإجراء مشاورات واسعة وكذلك بعثة فلسطين في نيويورك للتنسيق الوثيق مع مكتب الأمين العام لتحقيق هذه الغاية.

وفي السياق جدد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في كلمته أمام مجلس الأمن هذا الخميس، دعوة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي للسلام، مؤكدا أن الدعوة تعتبر “محاولة أخيرة لإثبات التزامنا بالسلام على أساس الاحتواء وليس الإقصاء، والشرعية وليس عدم الشرعية، والمفاوضات وليس الإملاءات، والتعددية وليس الأحادية”.

وقال مخاطبا أعضاء مجلس الأمن في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الربط التلفزيوني “أعلم أن العديد من بلدانكم قد أعربت بالفعل عن دعمها لمبادرة الرئيس عباس ونتطلع إلى مواصلة العمل معكم جميعًا حتى تتحقق، خلال اجتماعات هذا المجلس”.

وأضاف “إسرائيل قررت تحت الضغط فقط، تجميد خططها غير القانونية للضم الرسمي لمناطق خارج مدينة القدس الشرقية المحتلة. لكنها لم تتخلى عن سياستها المستمرة منذ عقود والتي تهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية مع الحد الأدنى من الفلسطينيين”، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل لإنقاذ السلام.

وقال “”شعبنا لن يستسلم، ثلثا شعبنا أجبروا على النفي ولم نستسلم. عشرات الآلاف استشهدوا ولم نستسلم، مئات الآلاف شردوا ولم نستسلم، تم أسر ما يعادل نصف سكاننا الذكور ما الذي يجعل أي شخص يعتقد أننا سوف نستسلم الآن؟”. 

وأضاف “حان الوقت الآن لأخذ زمام المبادرة. إذ لا يمكن حل مشكلة الشرق الأوسط وإنهاء الصراع دون الحرية للشعب الفلسطيني، ولن تتوافق حريتنا أبدًا مع الجنود الإسرائيليين في شوارعنا والطائرات الإسرائيلية بدون طيار في سمائنا والسيطرة الإسرائيلية على حدودنا”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي