موريتانيا: مطالبة بتخفيف إجراءات الوقاية من كوفيد وحرب متواصلة ضد التسلل

2020-04-23

نواكشوط -عبد الله مولود - بينما يستمر خلو موريتانيا من الوباء، تزداد الضغوط على الحكومة الموريتانية لحملها على تخفيف إجراءات الوقاية المستمرة منذ ظهور الوباء مستهل آذار/مارس الماضي، وقد واصلت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوباء، أمس، اجتماعاتها للنظر فيما يمكن القيام به من تخفيف لإجراءات حظر التجول الليلي ومنع تواصل الأشخاص بين المدن، مع اقتراب شهر رمضان الذي يستهل بعد غد الجمعة.
وأكد وزير الصحة الموريتاني محمد نذير ولد حامد، في كلمة ألقاها خلال تسلّم مساعدات طبية صينية، أن «دواعي الإجراءات الاحترازية التي اتخذت لمواجهة فيروس كورونا ما تزال قائمة».
وقال: «إنه لا مبرر لتخفيف هذه الإجراءات، سواء كانت فردية أو جماعية»، معتبراً أن «شفاء جميع المصابين المحتجزين من كورونا لا يعني حصانة البلاد من الفيروس، فالتعرض للخطر ما يزال قائماً»، حسب تعبيره.
وفي تدوينة رداً على المطالبات المتكررة بإلغاء الإجراءات، أكد ماحي الحامد والي العاصمة نواكشوط: «لقد تكللت جهودنا بالنجاح، غير أننا لم ننتصر في الحرب بعد، بل انتصرنا قي معركة، وما زال الخطر يُحدق بِنَا على جميع حدودنا، لذا فإنني أتمنى من الجميع التمسك بمسلكيات الأزمة التي أوصى بها الأطباء والخبراء وأخذ الحذر والحيطة، إلى أن تعود الأمور الى طبيعتها قريباً إن شاء الله».
وأكدت النشرة اليومية لوزارة الصحة الموريتانية أمس «عدم تسجيل أية إصابة جديدة بالمرض حتى يوم أمس الثلاثاء».
وأضافت: «إن حالات الإصابة بالوباء المؤكدة بلغت منذ تسجيل آخر حالة إصابة يوم 09 نيسان/أبريل 2020، سبع حالات (4 نسوة و3 رجال) وقد تم شفاء الحالات الــست من الحالات التي تم الإعلان عنها منذ ظهور المرض، فيما توفيت الحالة السابعة.
وأوضحت النشرة أن «عدد المحجوزين حجراً صحياً بلغ 729 على عموم التراب الموريتاني».
ويتوازى الارتياح الداخلي لاستمرار خلو موريتانيا من الفيروس مع خوف شديد من انتشار الفيروس في دول الجوار، حيث يشتد الخوف من انتشار المرض في السنغال ومالي لطول الحدود المشتركة معهما ولصعوبة مراقبة نشاط المتسللين عبرها، بينما يقل الخوف للحالة في المغرب والجزائر حيث السيطرة كاملة على تنقل الأشخاص إلى موريتانيا.
وفي هذا الإطار، انشغل الرأي العام الموريتاني بنبأ نشرته وكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة حول إرجاع سلطات الحدود الموريتانية لستة موريتانيين تمكنوا من التسلل عبر الحدود مع السنغال.
وأكدت الوكالة أن «الجيش الموريتاني أعاد ستة مواطنين موريتانيين إلى الأراضي السنغالية، من بينهم تاجران سلما نفسيهما للدرك الموريتاني بعد عبورها الحدود».
وأضافت أن «حرس الحدود الموريتانيين عبروا النهر بالمتسللين على متن زورق وألقوا بهم في ضواحي مدينة داكانا السنغالية، حيث اعتقلتهم شرطة السنغال».
هذا وحصلت موريتانيا أمس على إشادة من الاتحاد العام للصحافيين العرب الذي نوه «بالإجراءات التي اتخذتها موريتانيا للوقاية من فيروس كورونا».
وأكد الاتحاد أنه «في إطار متابعة الاتحاد العام للصحافيين العرب لتطورات انتشار فيروس كورونا المستجد في الدول العربية، تلقى الاتحاد بكل سعادة وسرور ما أعلنته حكومة موريتانيا الشقيقة يوم السبت 18 نيسان/أبريل الحالي عن شفاء جميع الحالات الست المصابة بالفيروس والتي تبين أنها وافدة جميعها من الخارج وعدم تسجيل أية حالات جديدة منذ 9 نيسان/أبريل الحالي».
وفي هذه الأثناء، ينشغل الكتاب والمدونون بنقاش الإجراءات الأفضل لموريتانيا بعد التأكد من خلوها.
وأكد الإعلامي البارز التراد سيدي، أن «وضع الحدود لا يمكن فيه إلا أن نكون واقعيين؛ فالحدود مع مالي تتطلب فهماً دقيقاً لحالها، فنحن ومالي شعبان في دولة واحدة، فخمس ولايات على الأقل تعيش مواشيهم وأهلها في مالي طول السنة وليست مسألة أفراد يتنقلون وسيارات لتجار ينقلون البضائع». «فالتعامل، يضيف الكاتب، مع السنغال ومالي يتطلب فهماً ودقة ومستوى كبيراً من المرونة لكيلا نقع في أخطاء فادحة تؤثر على فعالية إجراءاتنا».وبخصوص العالقين، أوضح الكاتب أنه «قد يكون من الضروري إدخال المواطنين الباحثين عن الدخول إذا عرفناهم خوف دخولهم دون علمنا، لأن الحدود الجنوبية تساعد على ذلك بسبب اتساعها وصعوبة مراقبتها. ومع أهمية ما جرى من تعاون بين الحكومات وما تم من محاولات من طرفنا لضبط الحدود، تبقى مسألة الحدود أصعب وأكثر تعقيداً».
وقال: «إن الذي يتضح هو أننا مرغمون على المحافظة على اتباع السبيلين بالوقاية واســـتمرار اليقظة والسماح ببعض الانفتاح والمرونة مع إكراهات الــواقع والجــغرافيا والمصالح الآنية»، مضــيفاً بقوله: «وأياً كان الخيار، فإن ما تحقق حتى الآن يدعو للتفاؤل».

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي