القوات العمانية تلقي بثقلها في المعركة ضد فايروس كورونا

2020-04-10

السلطان هيثم بن طارق شدد على ضرورة تعاون الجميع حتّى تحقّق جهود مواجهة الجائحة أهدافهامسقط - تستعدّ السلطات العمانية لاحتمالات أصعب في مواجهتها لفايروس كورونا في ظلّ توقّعات رسمية ببلوغ الوباء ذروة انتشاره بالسلطنة خلال الأسابيع القادمة.

وتسخّر السلطنة مختلف إمكانياتها، بما في ذلك قواتها المسلّحة، في ما يشبه السباق ضدّ الساعة للإعداد لمواجهة السيناريو الأسوأ.

وأظهرت تلك القوات بما لديها من وسائل وإمكانيات، تناغما في العمل بالتنسيق مع باقي أجهزة الدولة، في وقت تحوّل فيه انتشار الفايروس وما يطرحه من مخاطر وتحدّيات إلى فرصة لاختبار مرونة الدولة وحيويتها في مطلع المرحلة الجديدة التي بدأت مع مجيء السلطان هيثم بن طارق إلى الحكم خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.

وتعهّد السلطان هيثم بالحفاظ على المنجز المتحقّق خلال العقود الماضية، لكنّه تعهّد في المقابل بإدخال جملة من الإصلاحات الكفيلة بإحكام عمل أجهزة الدولة والرفع من كفاءتها.

ولطالما انتقد متابعون للشأن العماني ما يعتبرونه “مبالغة في مركزة جميع السلطات بيد السلطان الرّاحل ما أدى إلى نوع من التواكل عليه في عملية أخذ القرار وتنفيذه”.

ويعتبر هؤلاء أنّ ما أظهرته الدولة العمانية من سرعة وحيوية في التصدّي لجائحة كورونا التي فاجأت الكثير من دول العالم، يحمل بصمات السلطان الجديد وإصلاحاته.

وسبق للسلطان هيثم أن تعهّد لدى ترؤسه اجتماع اللجنة العليا المكلفة بحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فايروس كورونا بأنّ تسخّر حكومة السلطنة كافة إمكانياتها لمجابهة الوباء والحدّ من تفشيّه، مُشدّدًا على ضرورة تعاون الجميع حتّى تحقّق جهود مواجهة الجائحة أهدافها.

وتوقّع وزير الصحة العماني أحمد بن محمد السعيدي، الخميس، الوصول إلى ذروة انتشار فايروس كورونا في بلاده خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل الجاري. ونقلت وكالة الأنباء العمانية عبر حسابها على تويتر عن السعيدي قوله “بدأنا في التصاعد وربما نصل إلى الذروة في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي”.

وأضاف “الحالات تتزايد ولم نصل إلى الذورة بعد.. ما زلنا في الصعود والاحتياطات التي اتخذتها السلطنة والتي تواصل اتخاذها مستمرة”.

كما أشار الوزير إلى أنّ أغلب الحالات الموجودة في العناية المركزة بالمستشفى السلطاني هي لوافدين. ويبلغ عدد الوافدين بالسلطنة حوالي 1.6 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ قرابة 4.6 مليون نسمة.

 

حرب ضدّ عدوّ غير مرئي

وقال الوزير إنّ البعد الاقتصادي لهذه الجائحة لم يغب عن اللجنة العليا المكلفة ببحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فايروس كورونا، وهناك اجتماعات مستمرة بهذا الشأن مع المعنيين بالقطاعين المالي والاقتصادي.

وسجّلت سلطنة عمان الخميس 38 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 457 حالة. وقررت السلطات إغلاق العاصمة مسقط 12 يوما اعتبارا من الجمعة، كإجراء احترازي للحدّ من تفشي الوباء.

وسخّرت السلطنة إمكانيات قوّاتها المسلّحة للمشاركة في مجهود محاصرة الوباء، حيث أعلن عن قيام كل من سلاح الجو السلطاني والبحرية السلطانية العمانية والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع بتوفير ونقل مجموعات مختلفة ومتنوعة من معدات الدعم والإسناد والمتطلبات الأساسية والضرورية لتجهيز مراكز الإيواء لقطاع الإغاثة بمحافظة مسقط.

وكانت رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة قد أعلنت منذ تسجيل أولى الإصابات بكورونا عن شروع قيادات مختلف الأسلحة ودوائر وزارة الدفاع في تنفيذ خطتها لمساعدة الجهات المعنية بالتعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الفايروس.

وقام سلاح الجو السلطاني منذ ذلك الحين بتسخير أسطوله من طائرات النقل لجلب المواد الطبية من الصين، فيما قامت البحرية السلطانية بنقل إمدادات الوقود اللاّزم لتغذية المؤسسّات العامة والخاصّة بالطاقة.

ونقل الأسطول الوقود وغيره من المواد التموينية انطلاقا من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية بشمال غربي العاصمة مسقط باتجاه ميناء خصب بمحافظة مسندم شمالي البلاد لتزويد شركات بيع المشتقات النفطية في المحافظة وتغذية محطات الكهرباء.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي