مسيرة حاشدة في تونس تنديدا بصفقة القرن

2020-02-05

شكل شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس مسرحا لمسيرة احتجاجية شعبية دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد)، وشاركت فيها بعض القوى السياسية والمنظمات الوطنية في تونس للتنديد بصفقة القرن التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللمطالبة بضرورة سن مشروع قانون في البرلمان التونسي يجرم التطبيع مع إسرائيل.

ورفعت أثناء المسيرة شعارات متعددة تناهض ما يعتبره الاتحاد العام التونسي ظلم وغطرسة الإمبريالية الصهيونية في حق الفلسطينيين.

التنديد بصفقة القرن

الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي اعتبر أن الدعوة إلى تحرك احتجاجي شعبي هو "تجديد لموعد تاريخي ومع المواقف الوطنية والقومية في علاقة بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية كل أحرار العالم وكل شرفاء الأمة العربية".

وقال الشفي في تصريح لوكالة سبوتنيك إن "هذه المواقف والمبادئ يجب أن تكون حاضرة عندما يتعلق الأمر بمشروع لتصفية القضية الفلسطينية قدمت خلاله الإدارة الأمريكية عرضا مسموما للأنظمة العربية الهدف منه ذبح الفلسطينيين من الوريد إلى الوريد ومسح القدس من التاريخ واقتطاع فلسطين إربا إربا في تحد صارخ لكل القوانين الدولية"، حسب قوله.

من جهته أكد الأمين المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي أن "الدعوة إلى التنديد بوصمة العار التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي واجب وطني وتأتي في سياق القناعة الراسخة لدى أكبر منظمة نقابية في تونس بالتصدي إلى كل المؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص".

مشيرا إلى أن "صفقة القرن هي بمثابة وعد بلفور آخر لبيع فلسطين وتهويد القدس وضمها للاحتلال الاسرائيلي، وهي تحاك ضد الأمة العربية منذ سقوط بغداد وتمددت بانشغال الشعوب العربية في بعض البلدان كسوريا واليمن والعراق وليبيا وغيرها".

وأوضح المباركي أن "الدعوة متجددة إلى مواصلة مسيرة الكفاح لتحرير الشعب الفلسطيني".

دعوة إلى تجريم التطبيع

من جهته اعتبر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي "ما أتى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يندرج في إطار السياسات الاستعمارية الأمريكية المعادية للشعوب العربية و المؤيدة للكيان الصهيوني".

وأشار الهمامي في تصريح لـ"سبوتنيك" إلى أن "هذه الخطوة لتصفية القضية الفلسطينية جاءت بعد تواطؤ غالبية الأنظمة العربية سواء كان بشكل مباشر بالمشاركة في التصفية أو بشكل غير مباشر بالتزام الصمت".

وأكد الهمامي أنه "من المهم التعبئة الشعبية. ومن واجب الأحزاب السياسية الوقوف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني وتأييد نضاله في سبيل التحرر"، مضيفا أن الجبهة الشعبية "قد سبق وطرحت مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل على البرلمان التونسي في الفترة البرلمانية الماضية، لكن ترك بين الرفوف من قبل الأغلبية الحاكمة"، مؤكدا "ضرورة إعادة فرضه والمصادقة عليه تماهيا مع الموقف التونسي من القضية الفلسطينية".

وختم حمة الهمامي حديثه بالقول "علينا مواصلة التعبئة والنضال وأتمنى أن تعم الاحتجاجات كافة المدن التونسية ليس فقط دعما للشعب الفلسطيني إنما دعما لأنفسنا وحماية لمصالحنا".

"وعد من لا يملك لمن لا يستحق"

السفير الفلسطيني بتونس هائل الفاهوم أكد في تصريح لـ"سبوتنيك" أن المسيرة الاحتجاجية بتونس هي "مسيرة تشاركية مع الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن "الشعب التونسي يعتبر أن الحق الفلسطيني جزء من حقه في الحياة وفي الوجود" قائلا "نحن في خندق واحد وفي شراكة مصيرية بين الشعب التونسي والشعب الفلسطيني وهو تشارك في نفس الأهداف ونفس المستقبل".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي