غضب وسخط فلسطيني وعربي وأوروبي بعد تعهد نتنياهو بسرقة أراضي الضفة

الامة برس
2019-09-12

 

غزة: أثارت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات إذا فاز في انتخابات شديدة التنافس بعد أقل من أسبوع، غضبا فلسطينيا وسخطا عربيا وقلقا دوليا.

وكان نتنياهو قال أمس الثلاثاء 10سبتبر 2019، إنه سيضم غور الأردن، وهو مساحة شاسعة من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ويريد الفلسطينيون أن تكون جزءا من دولة لهم في المستقبل. واعتبر سياسيون إعلان نتنياهو تصعيدا للتوتر و"بلطجة" سياسية.

 

واجتمعت الحكومة الأردنية أمس الأربعاء 11سبتمبر2019، وحذرت من أن الخطوة «ستكون عواقبها وخيمة على مستقبل السلام، وأمن شعوب المنطقة واستقرارها» وأن ذلك الإعلان «يؤجج الصراع ويصاعد وتيرة العنف في المنطقة».

واعتبر رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة إعلان نتنياهو يضع اتفاقية السلام الموقعة بين المملكة واسرائيل منذ عام 1994 «على المحك»، بعد أن خرقها المحتل وأمعن في مخالفة كل المواثيق والقرارات الدولية».

وتواصلت أمس ردود الأفعال الفلسطينية والعربية والدولية على تصريحاته، فحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا، في بيان عقب استقباله وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، من أن إعلان نتنياهو «بمثابة إنهاء لكل فرص تحقيق السلام، وتقويض لكل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي». ونقلت الوكالة الفلسطينية عن وزير خارجية لوكسمبورغ تأكيده موقف بلاده الداعم لتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين، ورفض أي إجراءات من شأنها تقويض قابلية تطبيق حل الدولتين، وعدم الاعتراف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك القدس.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن تعهد نتنياهو ضم أراض فلسطينية، تقويض لعملية السلام. وجدد تأكيده رفض سياسة التوسع الاستيطاني، مؤكدا أنه لن يعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك المتفق عليها بين الأطراف». وقال إن «سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها، بما في ذلك في القدس الشرقية، غير قانونية بموجب القانون الدولي، واستمرارها، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، هي تقويض لحل الدولتين وفرص السلام الدائم بين الطرفين».

وأدانت قطر وتركيا، والسويد، والسعودية والكويت والبحرين، ولبنان، تصريحات نتنياهو فيما قررت منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية، بناءً على طلب من السعودية رئيس الدورة الحالية في المنظمة لبحث إعلان نتنياهو. وتزامن هذ التصعيد مع اذدياد سخونة جبهة قطاع غزة، بعد رد المقاومة الفلسطينية أمس بإطلاق ثلاثة صواريخ نحو البلدات الإسرائيلية، على القصف الإسرائيلي في وقت مبكر لـ 15 موقعا للمقاومة، وأعقبتها دولة الاحتلال بقصف مدفعي في وقت لاحق.

ودوت صافرات الإنذار مجددا في مدينة عسقلان الإسرائيلية تحذيرا من صواريخ جديدة أطلقت من قطاع غزة. وقالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية: سمع دوي انفجارات في المنطقة الصناعية جنوب عسقلان بعد انطلاق صافرات الإنذار، بينما أكدت (القناة 13) أن صواريخ سقطت في منطقة مفتوحة في موشاف مفكيعيم جنوب عسقلان.

وعقب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردن: «نحن في الوضع الأقرب لأوسع عملية عسكرية في غزة، منذ حرب الجرف الصامد».

وأعلن جيش الاحتلال بعد ذلك أن صافرات الإنذار التي دوت في مدينة عسقلان جنوبي البلاد، كانت عن طريق الخطأ. وقال الجيش في بيان نشره على موقع «تويتر»، إنه لا يوجد أي إطلاق لصواريخ من قطاع غزة.

 

وجاء التوتر المتوقع له أن يتصاعد في سياق الحملات الانتخابية بعد أقل من 15 ساعة على مغادرة الوفد الأمني المصري لغزة، في زيارة كان يفترض أن يتوسط فيها لاستمرار حالة الهدوء.

وأثار مشهد نتنياهو وهو يقاد إلى الملجأ بعد انطلاق صافرات الإنذار تاركا منصة المهرجان للاختباء من صاروخ أطلق من غزة، وتسببت صورته وهو يقاد نحو الملجأ عاصفة من ردود الأفعال في الأوساط الإسرائيلية، وشكلت قضية انتخابية تداولها المتنافسون في الانتخابات. وفيما قال مقربون من نتنياهو إن النظم والتعليمات الأمنية تقتضي ما قام به رئيس الوزراء، اعتبر معارضوه المشهد إهانة له ولسمعة إسرائيل كلها.

ولم يكن نتنياهو الوحيد الذي يهرع به الى الملجأ، فقد تم إجلاء رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، إلى «مكان محصن»، حيث تواجد هو كذلك في أسدود للمشاركة في اجتماع انتخابي. وكتب على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي «اضطررت لإخلاء المكان عقب دوي صافرات الإنذار»، واستغل هذا الوضع لمهاجمة نتنياهو بقوله «هذا الحدث يؤكد أن سياسة نتنياهو التي تتمثل باستسلامه ورضوخه للإرهاب مفلسة».

وكما أثار نتنياهو ضجة واسعة في الأوساط الإسرائيلية في هذا المشهد، أثار ردود أفعال عربية غاضبة باتهامه المواطنين العرب، بالرغبة في إبادة اليهود وذلك لتعزيز فرص فوزه في الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء المقبل. وحثّ نتنياهو الإسرائيليين على الإدلاء بأصواتهم لصالحه، محذرا مما سمّاه التحالف بين حزب «أزرق أبيض»، والنواب العرب. وكتب في تدوينته على «فيسبوك»، أمس محذرا من «العرب الذين يريدون إبادتنا جميعا، أطفالا، نساء ورجالا».

وسارع حزب «الليكود»، الذي يقوده نتنياهو، إلى اعتبار أن نشر ذلك في هذه المدونة، تم بالخطأ من قبل أحد العاملين في الحملة الانتخابية وإن نتنياهو لم يصادق عليها.

وردت القائمة المشتركة، بغضب، وقالت في تصريح مكتوب: «يستمر العنصري المنفلت نتنياهو بتحريضه الدموي ضد المواطنين والقيادات العربية». وتابعت: «إن نتنياهو مأزوم وخائف من تأثير المواطنين العرب ويسعى للتحريض ضدهم. إن أمام المواطنين العرب فرصة تاريخية لإسقاطه وتصريحاته العنصرية ومشاريعه الدموية التي يتاجر بها من أجل حفنة أصوات ولحماية نفسه من السجن».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي