اعتداءات على المصلين والنساء.. انتقادات عربية ودولية لاقتحام مستوطنين المسجد الأقصى

2021-07-18

القدس المحتلة-وكالات: تواصلت الانتقادات الفلسطينية والعربية والدولية لاقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى بالقدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال التي سبقت إلى المكان فجرا ومنعت الفلسطينيين من الوجود في ساحات الحرم.

ووفق مصادر من دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فإن قرابة 1210 مستوطنين اقتحموا، الأحد 18يوليو2021، المسجد الأقصى.

وتخلل الاقتحام مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال، والاعتداء على المصلين بمن فيهم النساء، وإغلاق المصلى القبلي.

واتهم النائب في الكنيست، أحمد الطيبي، في تغريدة حكومة نفتالي بينيت، بـ "الاستسلام للمتطرفين اليمينيين في كل شيء".

والطيبي نائب بالكنيست عن القائمة المشتركة وهي تحالف يضم 3 أحزاب عربية، غير مشارك في الائتلاف الحكومي.

بدوره، غرد النائب، الذي يرأس القائمة ذاتها، أيمن عودة، قائلا "بعد شهر من مسيرة الأعلام تواصل حكومة التغيير العنف والقمع في الأقصى وباب العامود والشيخ جراح".

وتابع "لكن إطلاق النار والقنابل الصوتية تعزز الحقيقة البسيطة: هناك شعب بأكمله تحت الاحتلال ومن حقه التحرر منه".

"الموت للعرب"

وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة، دعت مؤخرا، إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى وبأعداد كبيرة، في 18 يوليو/تموز الجاري، الأحد 18يوليو2021، بمناسبة حلول ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

وأدت حكومة بينيت اليمين الدستورية أمام الكنيست في 13 يونيو/حزيران الماضي، وتضم 8 أحزاب بما في ذلك حزب "يمينا" (يمين) برئاسته.

وفي 15 من الشهر ذاته، انطلق آلاف المستوطنين من القدس الغربية باتجاه باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية، حيث أدوا "رقصة الأعلام" الاستفزازية ورددوا هتافات وأناشيد باللغة العبرية.

وأطلق بعض المستوطنين هتافات من بينها "الموت للعرب" إضافة إلى أخرى مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن يغادروا باب العامود تجاه حائط البراق (يسميه الإسرائيليون حائط المبكى)، الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

اعتداءات الاحتلال

وكانت قوات الاحتلال قد فرّقت عشرات من المصلين احتشدوا قرب المسجد القبلي وتذرّعت بأنهم ألقوا الحجارة على يهود كانوا يؤدون الصلاة في باحة حائط البراق.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرة عند قبة الصخرة للفلسطينيين الذين تعالت هتافاتهم "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، في حين حاصرت المصلى القبلي وأطلقت قنابل الغاز صوب المصلين، وأغلقت عناصر الاحتلال المسجد بالسلاسل الحديدية.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بنقل مواطن فلسطيني إلى المستشفى جراء الاعتداء عليه بالضرب، في حين عالجت فرقه عددا من الإصابات ميدانيا.

وتقدم الحاخام يهودا غليك اقتحامات مئات المستوطنين للأقصى، الذين قاموا بجولات استفزازية في ساحات الحرم وتلقوا شروحا عن "الهيكل" المزعوم، في حين أدى بعضهم شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا ساحات الحرم من باب السلسلة.

وبحسب رويترز، فقد عاد الهدوء إلى باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس، وقال مصور من الوكالة إنه أُعيد فتح بوابات المسجد القبلي الذي يوجد فيه عشرات المصلين.

وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقل عن 4 شبان من باحات المسجد.

وكان مدير المسجد الأقصى قال في وقت سابق اليوم إن قوات إسرائيلية اقتحمت المسجد بعد صلاة الفجر وأطلقت قنابل الصوت والرصاص المطاطي باتجاه المصلين.

تنديد عربي ودولي

وأعرب مكتب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن قلقه من الأحداث الجارية في المسجد الأقصى. وقال في بيان "يجب تجنب أعمال التحريض واحترام الوضع القائم".

وأضاف "يجب على السلطات الإسرائيلية والقادة الدينيين والمجتمعين من جميع الأطراف التحرك بشكل عاجل لتهدئة هذا الوضع المتفجر".

وأدان الأردن، الأحد، اقتحام المستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى، وقال بيان لمتحدث وزارة الخارجية، ضيف الله الفايز "إن التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكا للوضع القائم التاريخي والقانوني وللقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية".

وأوضح أن الوزارة وجهت اليوم مذكرة احتجاج رسمية، طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية.

وشدد الفايز على أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين".

وأضاف أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.

كما أدانت وزارة الخارجية التركية اعتداء قوات الأمن الإسرائيلية على حرم المسجد الأقصى و"اعتقال بعض الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، على نحو يسيء إلى الكرامة الإنسانية".

وأوضحت الخارجية التركية في بيان، الأحد، أن قوات الأمن الاسرائيلية انتهكت قدسية المسجد الأقصى مجددا صباح اليوم، وأطلقت فيه قنابل صوتية.

وأضاف البيان أن الأمن الإسرائيلي سمح مجددا للمجموعات اليهودية العنصرية بانتهاك حرمة المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن اعتداءات القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين خلال شهر رمضان الماضي "ما زالت حاضرة في الأذهان".

وأكد أن "استمرار مثل هذه التصرفات الاستفزازية، أمر خطير جدا"، ودعت الخارجية التركية الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على وقف هذه الاستفزازات والاعتداءات.

اعتداءات همجية

وكانت الخارجية الفلسطينية قد استنكرت "الاعتداءات الهمجية" التي مارستها قوات الاحتلال وشرطته على المصلين في المسجد فجرا وملاحقتهم وإجبارهم على الخروج من باحات المسجد، لتسهيل اقتحامات المتطرفين اليهود.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى المبارك.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تدنيس المسجد الأقصى، إذ قال وكيل الوزارة حسام أبو الرب، في بيان صحفي، إن "هذه الاقتحامات اليومية تستهدف استقلالية المسجد الأقصى بخاصة في ظل ممارسات أصبحت تتجاوز الانتهاكات اليومية الاستفزازية إلى انتهاكات ممنهجة ومدروسة بغية السيطرة عليه وتهويده".

وفي وقت سابق أمس السبت، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها أبلغت الوسطاء -لم تحددهم- بخطورة الخطوة الاستفزازية للمستوطنين بالمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، في تصريح، إن "هذه الاقتحامات من جماعات المستوطنين المتطرفين بحماية جيش وشرطة الاحتلال عدوان على مقدسات شعبنا وأمتنا، واستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين في كل العالم واستخفاف إسرائيلي بكل القرارات والدعوات الدولية التي تدين هذه الاقتحامات".

وأكد قاسم أن "شعبنا الفلسطيني المرابط في القدس والأقصى سيظل الحامي الأمين لمقدسات شعبنا الإسلامية والمسيحية".

وبوتيرة شبه يومية يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية. وبدأت الشرطة الإسرائيلية السماح للاقتحامات في 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي