حوار بسقف الوطن !!
2020-06-30
  د. عبد الوهاب الروحاني
د. عبد الوهاب الروحاني

الحوار . هو نقطة البداية والنهاية في دوامتنا الابدية .. وهو للأسف ذلك

الذي فقدناه .. وفقدنا معه الهوية والطريق..

قلا يتي وإلا الديك:

أتذكر في العام 2010م ان كل الطرق كانت قد اغلقت في وجه الحوار،

وفتحت بالمقابل ابواب المزايدات والشد والجذب، واتسعت رقعة المكايدات على طريقة "قلايتي وإلا الديك" ..

صوت العقل كان يصرخ من بعيد، ولم يكن أحد يسمعه وهو يقول:

 يا جماعة.. اعقلوا،

 خلاص الديك ابتلع القلاية..

والان تعالوا  نفكر ونناقش  حول كيف نستعيد (القلاية) مع الحفاظ على حياة الديك..!!

لكن كانت السكرة الكبرى ..

وجاء مؤتمر  حوار "الموفمبيك"..

وانتابت بعض قادته سكرة الحوار،

وجمع الكثير منهم ما عن له

من الاقارب، والاولاد، والانساب، والاحفاد ليدعموه على طاولة الموفمبيك،

وركب الجميع موجة المزايدات..

وبلغت النشوة ببعضهم مبلغا وصل حد المطالبة بحوار مفتوح عنانه السماء..!!

ومفتوح بعنان السماء كان يعني بالضرورة أن يفتح سوق عكاظ..

وفتحت ساحات السوق فعلا ..

وكانت النتيجة أن حوار "الموفمبيك" ذبح الديك واضاع القلاية..!!

من انتاج وطني:

الحوار ألذي نريده اليوم ليس على

طريقة "البرعة" التي رقصتم عليها

خليجي في "الموفمبيك" ..

وإنما هو حوار من نوع آخر مختلف.. مدخلاته ومخرجاته من انتاج وطني،

لا يتدخل فيه الاقارب ولا الجيران، ولا يتسيد فيه مهاحرون ولا أنصار ..

سقف الحوار الذي نريده هو الوطن..

بمعنى أن له حدود وثوابت..

 هذه الحدود والثوابت تعني:

  • جمهورية من الماء إلى الماء
  • ووحدة من سقطرى والمهرة إلى

 صعدة وكمران..

  • تمنع فيه المزايدات بالقضية الوطنية.
  • حوار حدوده دولة وطنية يحكمها دستور يحقق العدالة للجميع، وفي ظله يتساوى اليمنيون في الحقوق والواجبات.

نعم ذلك هو الحوار الذي نريد، حوار اليمنيين الذين يسكن بداخلهم الوطن.. ويتوجعون لوجعه، ويرفضون المساومة على ارضه وكرامته.

هذا الحوار، هو حوار المهارة التي لا يجيدها إلا الكبار، والكبار الذين اعنيهم هنا ليسوا أصحاب الكروش المنتفخة والوزن الثقيل،ولكن من بهم نزاهة وعقل، ولديهم القدرة على القبول بالاخر المختلف ..

ذلك لأن الحوار المسؤول لا يكون إلا مع من له رأي وفكر  يناقض بالضرورة رأيك ويتعارض مع فكرك ومنهجك ..

أما أن تبحث عن محاور من بين البيادق في رقعة ملعبك فذلك سيكون حوار الطرشان ..

 واذا، فالحوار المسؤول هو حاجتنا الان، وهو ما يجب ان يرسم بحروف العقل

 نقطة النهاية لحرب عبثية استنزفت الوطن ومزقت جسده وقتلت ابناءه..

عليش قتلناه:

لقد "بلغ السيل الزبي، وبلغت القلوب الحناجر" - كما يقال-, وانتحرنا بما فيه الكفاية.. وتجاوزنا كل القيم، وارتكبنا كل

المحرمات والحرائم في حق وطننا واهلنا .. والغريب اننا لا نزال نتساءل.. "عليش قتلناه"؟!

وسيظل هو السؤال نفسه الذي نردده ما دمنا لم نجد عقلا يحكمنا ونتحاور به.

حان الوقت لان نبحث عن عقلنا فينا ونتحاور بسقف الوطن ..

فهلا سمعتم!!  وهلا عقلتم !!

أمي أطال الله في عمرها وامدها

بالصحة والعافية تردد دائما وتقول:

العقل مال يا ولدي .. العقل منجاة ..

فهلا فعلتم .. وهلا عقلتم ؟!!!

 

  • كاتب يمني


مقالات أخرى للكاتب

  • الوحدة.. إعادة الكرامة!
  • سبتمبر.. الذي يتجدد!
  • ابحثوا عن السلام في بطون الجياع!!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي